عمان: إنتاج المزارع السمكية التكاملية في تزايد..وإقبال كبير على البلطي الأحمر

إعداد/ محمد شهاب

عمان: تزايد الإقبال على استزراع أسماك البلطي الأحمر بالمزارع التكاملية أو كمشروع منفصل عنها، بعد أن أثبتت التجارب سرعة دورته الإنتاجية ووفرة محصوله. وكانت وزارة الثروة الزراعة والسمكية وموارد المياه قد تبنت مشروع الاستزراع السمكي التكاملي وذلك للاستفادة من المياه داخل المزارع النباتية، لإنتاج أنواع مختلفة من الأسماك. وقد تدرج إنتاج هذه المزارع من 33 طنا في عام 2016 إلى 192 طنا في عام 2019 ليتجاوز 220 طنا في عام 2020.

والاستزراع التكاملي هو نظام يعتمد على استخدام المياه من بئر المزرعة في أحواض التربية السمكية ومن ثم نقلها لري النباتات، حيث تكون مشبعة بالأسمدة العضوية التي تستفيد منها الزراعات. قامت الوزارة بجهود متواصلة لتطوير الاستزراع السمكي في سلطنة عمان من مختلف النواحي من تنفيذ الدورات التدريبية والبرامج البحثية والزيارات الإرشادية لحقول المزارعين. لترتفع أعداد المزارع التكاملية حسب إحصائيات دائرة تنمية الاستزراع السمكي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية موارد المياه من 19 مزرعة إلى 27 مزرعة حاليا لتربية وتسمين أسماك البلطي، إضافة إلى عدد من المفرخات المرخصة.

وتعتبر المشاريع الخاصة بالاستزراع التكاملي من المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودراسات الجدوى الخاصة بها موجودة وفي متناول الجميع، ويتلقى المستثمرون الدعم الفني المطلوب في حالة الرغبة لتنفيذ هذه النوعية من المشاريع، من قبل الوزارة من بدايةً المشروع حتى اكتماله. والمزارع السمكية عبارة عن أحواض استزراع في الحيازات الزراعية تتوفر فيها الظروف المناسبة: جغرافية وطبيعية وبيئية وتقنية لاستزراع الأسماك وتغذيتها ونموها وحصادها لتكون رافدا آخر للحصول على الأسماك إلى جانب المصائد السمكية الطبيعية وتلك المزارع السمكية أشبه ما تكون بالمزارع المتعارف عليها من نواح كثيرة خاصة في عمليات الخدمة والحصاد والإنتاج وتشجع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه الاستثمار في إنشاء مزارع سمكية منتجة تساهم في زيادة الإنتاج السمكي وتحقيق الأمن الغذائي.

وهناك محافظات وولايات تشتهر بالمزارع السمكية التكاملية ولديها مشروعات ناجحة مثل ولايتي بركاء والمصنعة بمحافظة جنوب الباطنة وولاية منح بمحافظة الداخلية وفي قرية وادي جيل بوادي العين بولاية عبري في محافظة الظاهرة وفي غيرها من الولايات ما هو قائم وآخر قيد الإنشاء وتعد نماذج ناجحة لتجربة المزارع السمكية في سلطنة عمان وتنوعت طرق الاستزراع المستخدمة ولكن القاسم المشترك لتلك المشاريع هو التوافق مع البيئة المحيطة والتوظيف المناسب للموارد الطبيعية واستخدام تطبيقات التكنولوجيا الفائقة التطور والإنتاجية العالية في تأكيد واضح على أن مشاريع الاستزراع السمكي في سلطنة عمان تقف على أرضية صلبة وتتكامل مع خطط التنمية والتطوير للمصائد السمكية الطبيعية واليوم لا يوجد أي استغراب من قول المزارع السمكية فهي واقع معايش وقائم على الأرض يمكن مشاهدته.

ويعتمد المشروع الناجح لإقامة مزارع سمكية منتجة على عدد من العوامل المرتبطة ببعضها وهي العوامل الجغرافية والموارد الطبيعية واستخدام تطبيقات التكنولوجيا الحديثة والموارد البشرية ذات التدريب والتأهيل العلمي والتقني المناسب للعمل في مجال الاستزراع السمكي. يقوم مشروع المزارع السمكية على توظيف الموارد الطبيعية من مياه وأراض وتربة ومصادر الطاقة بأنواعها المختلفة وفي مقدمتها الكهرباء داخل الحيازات الزراعية ويمكن أيضا استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المشروع وأساس النجاح هو الاقتصاد في استخدام الموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي ومصادر الطاقة وتوظيفها بكفاءة في المزرعة السمكية وبالتالي تكون تلك المشاريع ملائمة للبيئة المحيطة بها وبدون آثار مضرة للبيئة.

تساهم تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في تطوير مختلف القطاعات ومجال الاستزراع السمكي، حيث يستفيد مشروع المزرعة السمكية من التكنولوجيا الحديثة في تطوير المشروع ورفع كفاءة العمل فيها وزيادة الإنتاجية وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة توظف في العديد من المجالات المتعلقة بالعمل في المزرعة السمكية من الاستزراع والخدمة والحصاد والإنتاج مما يساهم في زيادة الإنتاج السمكي من المزرعة السمكية.