محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

آفاق ومحددات استخدام التقنيات الحديثة في الاستزراع السمكي

إعداد/محمد شهاب

أ.د/ احمد برانية أستاذ الأقتصاد السمكى-معهد التخطيط القومى-وزارة التخطيط- مستشار الأتحاد التعاونى للثروة المائية-مصر

اعد الدكتور احمد عبد الوهاب برانية استاذ اقتصاديات تنمية الموارد السمكية بمعهد التخطيط القومي ومستشار"الاتحاد التعاونى للثروة المائية " دراسة مهمة حول " آفاق ومحددات استخدام التقنيات الحديثة في الاستزراع السمكي " ونظراً لاهمية الدراسة . . نعرض الجزء الاول منها من خلال هذه السطور

تعكس التطبيقات الحديثة في مجال الاستزراع المائي التطور التكنولوجي السريع والذي جعل من التكنولوجيا عنصرا انتاجيا هاما ضمن مجموعة عناصر الانتاج بالاضافة إلي تأثيرها غير المباشر علي عناصر الانتاج الاخري. وقد ساهمت الثورة التكنولوجية في تطوير معارف سابقة وتوسيع مجالات تطبيقها بمعدلات متسارعة خاصة في مجالات الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية. و تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا الموارد الجديدة والطاقة الجديدة والمتجددة . وكلها تكنولوجيات قادرة علي كسر الحواجز بمختلف انواعها – حاجز الزمن والمكان ( المعلومات والاتصالات ) -حاجز المادة ( الطاقة والمواد الجديدة )- حاجز التزاوج بين الانواع ( الهندسة  الوراثية). 

ومن استقراء تطور الاستزراع المائي علي مستوي العالم منذ الثمانينيات وحتي الان يتضح لنا ان عنصر التكنولوجيا كان العامل الاهم في رفع معدل الانتاجية فطبقا لتقرير منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة استمرت مساهمة الاستزراع المائي في الانتاج العالمي في الزيادة منذ الثمانينيات واعتبر اسرع انشطة الانتاج الغذائي نمواً في العالم . ففي عام 1994بلغ اجمالي الانتاج العالمي من الاسماك الزعنفية والمحار والاعشاب المائية مستوا قياسيا قدرة (25.5 مليون طن ) قدرت قيمتها بحوالي (398 مليار دولار) ( تسليم باب المزرعة). وهو ما يمثل زيادة تقدر بحوالي 11.8 %  – 10.3 % من انتاج 1993 من حيث الكمية والقيمة علي التوالي . وقد ساهمت الصين والهند بحوالي 60 % من الانتاج العالمي الاجمالي . كما ساهمت اليابان واندونيسيا وتايلاند والفلبين وجمهورية كوريا بحوالي 20% من اجمالي الانتاج العالمي . أي أن سبعة دول اسيوية ساهمت بحوالي 80% من اجمالي الانتاج.
إن هذا النجاح تحقق من خلال استخدام وتطبيق التقنيات الحديثة الذي يعتمد علي المدخل الصناعي في الانتاج والتوسع في ميكنة العمليات الانتاجية . ويتم الآن وعلي نطاق واسع تربية اسماك التروت والحنشان والمبروك واسماك القط والبلطي في ظل نظام عالي التكثيف. واحيانا في ظل تحكم بيئي كامل وتدوير المياه بما يسمح بتطبيق هذه النظم في اي مكان كما ان التكنولوجيا قد استخدمت في تفريخ العديد من الاصناف البحرية مثل القاروص والدنيس والاستاكوزا في اطار نظم متعددة بدءا من ومرورا بالمرشحات الرملية

وبالنسبة للدول العربية فرغم المساهمة المتواضعة في الانتاج العالمي الاجمالي الا انه تم تحقيق معدلات نمو مرتفعة في بداية التسعينيات 1992 بلغت 64% –88% من حيث الكمية والقيمة علي الترتيب مقارنة بعام 1984 الا ان هذه الزيادة قد تحققت في معظمها من خلال التوسع الافقي في مشروعات الاستزراع المائي في حين كانت مساهمة التقنيات الحديثة في زيادة الانتاج العربي جدية وفي نطاق ضيق للغاية.

وفي ضوء التوقيعات بزيادة الطلب علي الاسماك في الدول العربية نتيجة الزيادة السكانية وتحسين مستوي الدخل وزيادة الوعي الغذائي والنمو الاقتصادي والذي يقابله محدودية العرض من الاسماك في معظم  الدول العربية بسبب محدودية الطاقة الانتاجية للمصايد الطبيعية يصبح الاستزراع المائي هو المصدر المتاح لزيادة الامدادات من الاسماك. الا ان تنمية وتطوير هذه القطاع يواجهه العديد من المحددات من اهمها محدودية المواد المائية والارضية وبالتالي زيادة حدة المنافسة علي المياه العذبه والمواقع الملائمة . والمشاكل البيئية خاصة تلك الناتجة عن التلوث وانخفاض الانتاجية وغيرها.وجميع هذه التحديات يمكن مواجهتها وتخطيها من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة بفروعها المختلفة.

والسؤال الهام الذي يفرض نفسه هل استخدام التقنيات الحديثة يحقق احتياجاتنا ومتطلباتنا من زيادة انتاج الاستزراع المائي ؟ ويأتي هذا التساؤل من واقع حالات غير قليلة في بعض الدول النامية ومنها الدول العربية عن فشل التقنيات المطبقة في تحقيق ما كان متوقعا منها . ويرجع ذلك في الاساس الي العوامل الخاصة باختيار والحصول علي التقنيات . ولما كان مفهوم التطبيقات الحديثة في مجال الاستزراع المائي يعني الاستفادة من التقدم التكنولوجي الحادث في العالم . فإننا سنعرض اولا اهم مجالات التقدم التكنولوجي في هذه القطاع ثم نتناول بعد ذلك الجوانب المرتبطة بقضايا اختيار والحصول علي التقنيات الحديثة
بعض استخدامات التكنولوجيا الحديثة في قطاع الاستزراع المائي:

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

تعطي في الوقت الحاضر اهمية كبيرة لاستغلال التقدم السريع فى تكنولوجيا المعلومات لزيادة معدل تدفق المعلومات والبيانات والاحصاءات السمكية . وذلك من خلال انشاء نظام معلومات تخريطى للمصايد والمزارع السمكية يتيح الاضافة المستمرة له حسب ما يتم من دراسات وهو ما يعرف عالمياً بنظام المعلومات الجغرافية. ولتكنولوجيا الاستشعار من البعد من الطائرات والاقمار الصناعية دور كبير حاليا فى انشاء مثل هذا النظام فى العديد من دول العالم . خاصة ما تتيحه هذه الوسائل من امكانية التعامل واستحضار كل أو بعض هذه المعلومات الخرائطية بطريقة رقمية من خلال الحاسبات الالكترونية المتصلة بأجهزة تحليل بيانات الاستشعار من البعد. وتشمل مثل هذه القاعدة التخريطية للمواقع المختلفة – بيانات البيئة وخرائط الارصاد الجوية ( درجات الحرارة والامطار والرياح وتحرك الكثبان الرملية وغيرها ) الكثافة السكانية . البيانات والخرائط الطبوغرافية . المعلومات الجيولوجية وتصنيف التربة . المعلومات عن الغطاء النباتى ، والزراعات ، الحدود السياسية والمحافظات ، والرطوبة الأرضية والمياه فى التربة السطحية ، واستخدامات الاراضي الحالية . وامكانيات الاراضي وامكانيات المياه الجوفية ومصادر المياه السطحية . . وغيرها
وقد ثبت فاعلية هذا النظام في التخطيط واختيار مواقع الاستزراع المائي والذي يعتمد علي تكامل وتحليل حجم كبير من البيانات والمعلومات وقد استخدم هذا النظام عن طريق FAO  في احدي ولايات ماليزيا لتحديد الامكانيات المتاحة للتوسع في مزارع الجمبري ومزارع الاقفاص . وفي غانا تم استخدام نظام GIS  لتقييم امكانيات التوسع في الاستزراع المائي في حوالي 110 أقليم اداري . وقد تضمنت المعلومات التي تم جمعها مدي وفرة المياه . حجم المخلفات الحيوانية والتي يمكن ان تستخدم كأسمدة . وحجم المنتجات الزراعية التي تستخدم كغذاء للاسماك . حجم الطلب علي اسماك المزارع ومدي ملائمة التربة . وحصر اعداد المتخصصين في الارشاد وايضا معلومات عن الجوانب الاجتماعية . وقد تم بناء نموذج لتوضيح بدائل التنمية . لتحديد الاختيار بين اكثر الاقاليم الادارية ملائمة من جهة نظر المستثمرين وايضا من وجهة نظر الجوانب الاقتصادية والاجتماعية

وكذلك فإن التطورات التقنية الهائلة التي طرأت علي شبكة الانترنت اتاحت امكانيات ضخمة للحصول علي معلومات في جميع المجالات في وقت سريع وبجهد قليل واتاحت الاتصال بملايين الافراد . حيث يبلغ حجم مجتمع الانترنت حاليا 40 مليون مستخدم من خلال اربعة ملايين حاسب متصل بالشبكة الرئيسية و40 ألف شبكة فرعية تغطي 159 دولة . ويتوقع ان يصل حجم مجتمع الانترنت في عام 2000 إلي 500 مليون مستخدم من خلال 100 مليون حاسب متصل بالشبكة الرئيسية واكثر من مليون شبكة فرعية

ولم تقتصر شبكة الانترنت علي توفير المعلومات في كافة المجالات ولكنها تقوم ايضا بتنفيذ العمليات التجارية من خلال ما يعرف بالاسواق الالكترونية وسط توقعات بأن تستحوذ التجارة الالكترونية علي نسبة 60 % من جملة عمليات التجارة الدولية بحلول عام2000 وهو ما سيؤدي إلي الحد من التعاملات التقليدية في عمليات الاستيراد والتصدير واضعاف فرصة الشركات  التي لا تدخل هذه السوق الالكترونية في الحصول علي عروض الشراء المناسبة فضلا عن التعريف بانتاجها والنفاذ إلي الاسواق الخارجية لزيادة الصادرات

التكنولوجيا الحيوية

التكنولوجيا الحيوية اصطلاح يضم عدد من المجالات المتخصصة المختلفة والتي تعالج الخليفة ومكوناتها الفرعية لتوفير منتجات وعمليات نافعة من الكائنات ابتداء من البكتريا والطحالب حتي الاسماك والثدييات. وهي تضم العمليات الخاصة باندماج الخلية وزراعة الخلية والهندسة الوراثية وهندسة التخمر وكما هو معروف فأن الاستزراع المكثف يواجه العديد من المحددات الفنية والاقتصادية وتلعب التكنولوجيا الحيوية دوراً كبيراً في التغلب علي هذه المشاكل . فعلاوة علي امكانية استخدام التكنولوجيا الحيوية في التحكم في الامراض وتكوين سلالات لها القدرة علي تحمل الظروف البيئية المتغيرة والتخلص من المخلفات وغيرها الا ان مساهمتها في زيادة معدل نمو الكائنات المنزرعة يعتبر اكثر الانجازات اهمية لرفع الكفاءة الاقتصادية للقطاع . ومعظم الاعمال التي تمت في مجال زيادة معدلات النمو كانت علي الاسماك حيث تم استخدام بعض الهرمونات التي تساعد في عملية الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي وبالتالي نمو الاسماك وقد ساعدت التكنولوجيا الحيوية علي تخليق هذه الهرمونات وخلق سلالات وراثية من الاسماك تستطيع ان تنتج الهرمون بكميات كبيرة. كذلك فإنه قد تم استخدام التكنولوجيا الحيوية في معالجة مياه الصرف الصناعي واستخدام المياه المعالجة لتربية بعض الاصناف البيولوجية مثل البكتريا والطحالب والاسماك وقد حققت الهند نتائج ايجابية في هذا المجال من خلال الابحاث التي قام بها معهد Research and development centre of vorion chemicals and Distilleries itd Medras India 

اختيار والحصول علي التقنيات الحديثة :

إن اختيار التقنيات المناسبة وبالتالي الحصول عليها . يستلزم توفر معلومات منفصلة بشأن المصادر المختلفة والبديلة لهذه التقنيات . ليس فيما يتعلق بالمواصفات الفنية فقط بل ايضا بتكلفتها ومدي ملائمتها للظروف المحلية التي ستستخدم فيها
اخيتار التقنيات

هناك مجموعة من الاعتبارات يجب مراعاتها عند اختيار المكون التكنولوجي والتي تحددها التساؤلات الآتية:

 -    ان الاستزاع المائي مثله مثل الانتاج الحيواني يعتمد علي توفير قطيع سليم وبيئة صالحة وتغذية مناسبة وادارة جيدة والتكنولوجيا تستطيع ان تدعم هذه العوامل ولكن لا تحل محلها فهل يمكن توفير هذه العوامل الاساسية للعملية الانتاجية ؟ 
-   
إن التقنية المقترحة قد تكون مكلفة . فهل الايرادات المتوقعة في اطار اسعار بيع المنتج تعطي تكلفة المكون التكنولوجي وعلي اي مدي زمني ؟ 

إن نظم الاستزراع المكثفة خاصة عالية التقنية تحتاج إلي توفير أنواع جيدة من الأعلاف وطاقة كافية ومياه جيدة او متحكم في نوعيتها بدرجة كبيرة من التحكم في الامراض بشكل فعال . وعمالة مدربة وإدارة جيدة . فهل هذه الموارد متوفرة ؟
هل التقنيات المعروضة في السوق تلائم احتياجاتنا الفعلية ؟ 

ليس من الضروري أن تنجح تقنية مستخدمة في تربية صنف معين في موقع معين في تربية صنف اخر او في موقع اخر .  والسؤال هنا إلي مدي يمكن تقبل المخاطرة في مثل هذه  الحالة ؟

ونستطيع ان نذكر العديد من الحالات عن فشل استخدام تكنولوجيات في بعض الدول النامية والعربية بسبب سوء اختيار المكون التكنولوجي. واخر هذه الحالات – في حدود علمنا – هو محاولة ادخال نظم الاقفاص العملاقة في المياه البحرية البعيدة إلي احد الدول العربية مع تجاهل العديد من الجوانب المعقدة المرتبطة بإدارة وصيانة هذه النظم سواء من الناحية الفنية أو الاقتصادية

فمن المعروف أن بعض الدول الأوروبية ( النرويج ) والآسيوية ( اليابان ) قد اتجهت إلي استخدام هذه النظم لاسباب مختلفة من بينها:

التلوث الناتج عن النمو الحضاري والصناعي قد حدد من الأماكن المناسبة لإقامة مزارع سمكية ساحلية قريبة

- التلوث الذي قد تسببة المزارع الساحلية

-انه قد تم استغلال جميع الأماكن المناسبة للاستزراع الساحلي.

-إن المواقع المناسبة قد تكون في مناطق بعيدة لا تتوافر لها عناصر البنية الاساسية .

المصدر: الاتحاد التعاونى للثروة المائية - جريدة الصياد العدد 75 يوليو - أغسطس 2015

المصدر: GAFRD
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 520 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2020 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,284,926