محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

authentication required

موجات الحَرِّ البحرية تُنتِج إزاحة حرارية

إعداد/محمد شهاب

يُقصَد بموجات الحرِّ البحرية تلك الفترات المتمايزة والممتدة من درجات الحرارة الدافئة في المحيطات على نحو غير مألوف. ويمكن لهذه الموجات أن تؤدي إلى تغييرٍ جذري في النظام الإيكولوجي للمحيطات، فتتسبَّب في إحداث تأثيراتٍ إيكولوجية واجتماعية واقتصادية بالغة. وقد بذل العلماء جهودًا كبيرة من أجل فهم أنماط موجات الحَرِّ البحرية، ومُسبِّباتها، واتجاهاتها على مستوى العالم. وعادةً ما تُصنَّف موجات الحَرِّ البحرية على أساس شدتها واستمراريتها في موقعٍ معين؛ وهو نهجٌ يناسب كثيرًا الشعاب المرجانية، وغيرها من الكائنات اللصيقة التي لا بد لها من تحمُّل ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الكثير من الأنواع البحرية المُهمة من الوجهتين الإيكولوجية والتجارية يستجيب للاضطرابات البيئية بالانتقال إلى موائل مواتية للعيش فيها. وتُعَد التحولات الكبيرة في النطاق المكاني للأنواع البحرية المتنقلة من بين الآثار الجلية المترتبة على موجات الحَرِّ البحرية. وفي حين خضعت تحولات درجات الحرارة المكانية للدارسة المكثفة في سياق اتجاهات الاحترار طويل الأمد، لم يُلتفَتْ إلى هذه التحوُّلات في سياق التحليلات العالمية الحالية لموجات الحَرِّ البحرية.

وفي هذه الدراسة، يقدم الباحثون الإزاحة الحرارية بوصفها مقياسًا لتصنيف موجات الحَرِّ البحرية من خلال التحولات المكانية لدرجات الحرارة السطحية عند الخطوط الكُنتورية، عوضًا عن شذوذ درجات الحرارة المحلية. يستعين الباحثون بمجموعة بيانات، قائمة على رصد درجات حرارة سطح البحر على مستوى العالم، بهدف حساب الإزاحات الحرارية المصاحِبة لجميع موجات الحرّ البحرية خلال الفترة الممتدة بين عامي 1982 و2019. وأوضح الباحثون أن الإزاحات الحرارية خلال موجات الحَرِّ البحرية يتفاوت نطاقها من عشرات إلى آلاف الكيلومترات عبر محيطات العالم، ولا ترتبط مكانيًّا بشدة موجات الحَرِّ البحرية. وممَّا انتهوا إليه، أيضًا، أن الإزاحات الحرارية قصيرة الأجل التي تحدث خلال موجات الحَرِّ البحرية تُضاهي في شدتها التحولات الحادثة على مدار قرن من الزمان، والتي أمكن الاستدلال عليها من خلال اتجاهات الاحترار، وإنْ كانت أنماطها المكانية العالمية متباينةً فيما بينها أشدَّ التباين.

من شأن هذه النتائج أن تجعلنا أكثر إلمامًا بموجات الحَرِّ البحرية، وتأثيراتها المحتملة على الأنواع البحرية؛ إذ تكشف لنا المناطق الأكثر عرضة للإزاحة الحرارية، والكيفية التي قد تتغير بها هذه التحولات في ظل الاحترار المتوقع للمحيطات. كما تُبرِز هذه النتائج حاجة إدارة الموارد البحرية إلى أن تأخذ بعين الاعتبار التحولات المكانية الناجمة عن موجات الحَرِّ البحرية، التي تُضاهي في نطاقها التغيُّرات المقترنة بالتغير المناخي طويل الأمد، والتي تحدث بالفعل في الوقت الراهن.

<!--<!--<!--

المصدر: Nature
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 201 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,253,126