زراعة و صيد أسماك التونة في الجزائر
إعداد/محمد شهاب
لا تزال أسماك التونة ثروة مهدورة في الجزائر، رغم كل الخطط التي تحدثت عنها الحكومات المتعاقبة، في وضعٍ يحيّر المهنيين الذين يصطدمون بعراقيل عديدة تحول دون استثمار الرصيد المحلي الهائل من أسماك التونة ذات الزعانف الزرقاء. وأشار يحيى زان مسير المجموعة الخاصة ”بودماغ تونية“، إلى ”الركود“ الذي يهيمن على منظومة التونة رغم النكهة التي يمتلكها الشريط الساحلي الجزائري الممتدّ عبر أكثر من 1600 كيلومتر.وأشار زان إلى إنفاق الدوائر الرسمية الكثير من الأموال منذ أزيد من عقد، على ”مخططات الاستثمار في قطاع الصيد وتربية المائيات، إلاّ أنّ الحصيلة لا تزال هزيلة“، في مقابل تأكيد عدة متعاملين أنّ الاستثمار مُجدٍ وله قيمة مضافة. ويلاحظ زان أنّ شعبة تربية المائيات لا تزال ”هزيلة“ وتقتصر على أربعة متعاملين فقط، بعدما تعهدت حكومة رئيس الوزراء الموقوف أحمد أويحيى، بتمويل 500 مشروع.
ويشير الناشط يونس بلطي إلى أنّ عمليات تربية المائيات لا تزال تنحصر في أسماك ذئب البحر وأسماك الشبوط في الأحواض العائمة، فيما لا تحظى أسماك التونة بالاهتمام الكافي، ما كبّل هذه الثروة المائية.
ويؤكد الخبير رفيق بحري أنّ ”إهمال“ الجزائر للتونة، دفع اللجنة الدولية لحفظ تونة بالمحيط الأطلسي، إلى حرمان الجزائر من استغلال حصتها المقدرة بـ1100 طن، خلافاً لدول الجوار التي قطعت أشواطًا هائلة على منوال تونس والمغرب.
وتحصي مصادر مسؤولة ما لا يقلّ عن 456 موقعًا صالحًا لتربية المائيات، لكن تجربة إنجاز مزارع بحرية لا تزال ”محتشمة“ في الجزائر، على حد تأكيد متخصصين في اصطياد التونة.
وأعرب المتعامل رضوان زغيمي، عن استغرابه من ”رفض وزارة الزراعة والصيد الجزائرية، مطلب افتتاح مزارع لتسمين التونة“، ويعتبر ذلك ”قرارًا غير مبرر“.
ويبرز زغيمي أنّ ”مزارع تسمين التونة تسهم في تربية وتسمين التونة، لا القضاء عليها، والجزائر ستستفيد من إرساء صناعة تحويلية للتونة، خصوصًا في ظلّ استعداد عدة مستثمرين لإنشاء وترقية مزارع التونة“.
وفي رد مقتضب على سؤال مراسل ”إرم نيوز“، أكد صالح بوجليدة، مدير الغرفة الجزائرية للصيد البحري وتربية المائيات، اهتمامه بتثمين ثروة أسماك التونة في المزارع البحرية والأقفاص العائمة لتحسين مردود القطاع، ومنح الحلول الممكنة في الآجال المتوسطة“.
وكشف حكيم روان المدير المركزي بالشركة الجزائرية للتأمينات، عن إطلاق وشيك لمنتوج جديد لصالح متعاملي أسماك التونة بالجزائر، موضحًا أن هذه الخطوة تتعلق ببلورة عقد تأميني يحمي مهنيي تربية المائيات بشكل عام.
وأضاف أن ”الأمر يتعلق بما يسمى عقد متعدد الأخطار ويشمل المهتمين باستحداث مزارع بحرية، الشعبة تظلّ جديدة في الجزائر وتتسم ببعض الخصائص، ما يضفي ثمّة صعوبات، ولفت إلى أن الصعوبة تكمن في غياب إحصائيات تمكّن المعنيين من بلورة عقد التأمين في آجال معقولة؛ ما استدعى بذل جهود مضاعفة لاستكمال العملية التي ستتيح تأمين سائر المنتجات البحرية في طور التربية
ساحة النقاش