4أسباب وراء نقص المعروض من البلطي في الأسواق وارتفاع أسعاره
إعداد/محمد شهاب
أكد الدكتور محمود عبد الهادى، خبير اقتصاديات الموارد السمكية، أن سبب ارتفاع أسعار البلطى يرجع إلى أن الاستزراع السمكى في مصر يعتمد بشكل أساسي على استزراع البلطى، حيث يمثل إنتاجها نحو 67% من إنتاج قطاع الاستزراع السمكى ونحو 59% من إنتاج مصر من الاستزراع والمصايد معا. ولفت إلى أن إنتاج أسماك البلطى في مصر موسمى، حيث تبدأ دورة التربية في أبريل وتنتهى في نوفمبر وديسمبر، ويرجع ذلك إلى أن المدى الحرارى المثالى لتربية البلطى بين 27-30 درجة وتتوقف السمكة عن التغذية عند درجة حرارة 16 م وتبدأ في النفوق عند درجة حرارة 11م، ولذلك يتجنب أغلب المزارعين استكمال دورة تربية البلطى في فصل الشتاء ويقومون بحصاد الأسماك قبل انخفاض درجات الحرارة.وأوضح أن نتيجة لقيام معظم المزارعين بحصاد الأسماك قبل حلول فصل الشتاء فإن أسعار البلطى تنخفض نتيجة لزيادة العرض وقد ينخفض السعر ويتعدى تكلفة الإنتاج، ولذلك يغامر بعض المزارعين ويقومون بتخزين أسماك البلطى في فصل الشتاء لبيعها في فترة تناقص العرض، كما يقوم البعض بتشتية إصبعيات البلطى في الشتاء لزراعتها في أبريل وحصادها في يوليو وأغسطس لبيعها بسعر مناسب لنقص العرض في هذه الشهور. وأضاف أنه نتيجة للانخفاض الكبير في درجات الحرارة في فصل الشتاء الماضى فإن أسماك البلطى التي تم تخزينها قد نفقت، مما أدى لانخفاض شديد في العرض.
وأشار عبد الهادى إلى أن تربية أسماك البلطى في الأقفاص السمكية بدمياط كانت تساهم في ضخ نحو 20-30 ألف طن خلال فترة تناقص العرض من المزارع السمكية الترابية، حيث أدى تطوير ممارسات التربية بالأقفاص بزيادة عمقها إلى حل مشكلة تشتية البلطى بدرجة كبيرة، لكن الدولة أزالت الأقفاص السمكية بدمياط في عام 2015.
وذكر عبد الهادى أن الإنتاج السمكى من أسماك البلطى يواجه انخفاضا كبيرا نتيجة لعدة عوامل لعل من أهمها:
-إزالة المزارع السمكية بسهل الطينة وبعض المزارع بدمياط.
- استمرار ظاهرة نفوق أسماك البلطى في فصل الصيف نتيجة الإصابة ببعض الأمراض التي لم يتم حلها على مدى أكثر من خمس سنوات.
- ارتفاع تكاليف الإنتاج بعد تعويم الجنيه في 2016، وقد أدى ذلك لارتفاع تكلفة الإنتاج من نحو 10 جنيهات إلى 17 جنيها لكيلو الآن.
- انخفاض جودة المياه المستخدمة في رى المزارع السمكية نتيجة التراخى في مراعاة الاشتراطات البيئية بعد ثورة 25 يناير عام 2011.
ونتيجة العوامل السابق ذكرها وتخفيضا لحجم المخاطر فقد خفض معظم المزارعين من معدلات الإنتاج.
ويشير الدكتور عبد الهادى إلى أن أزمة تناقص العرض الأخيرة مؤقتة لكنها تخفى في طياتها أزمة هيكلة، مشيرا إلى أن أسعار البلطى لن تقل كثيرا مع بداية موسم الإنتاج في سبتمبر القادم.
وعما إن كان التصدير أحد الأسباب قال الدكتور محمود: "إن حجم صادراتنا من البلطى صغير جدا، وأن تصدير الأسماك سبب فرعى وتأثيره قد لا يذكر مقارنة بالأسباب السابق ذكرها، والدليل أن صادراتنا عامة من الأسماك لا تتعدى 3% من إجمالى إنتاجنا"، لافتا إلى الاهتمام بالمزارع السمكية الأهلية هو السبيل لتحقيق استقرار في أسعار الأسماك في مصر في السنوات القادمة.
ساحة النقاش