الفراعنة والأسماك.. مزارع وتصدير و"جلسات كهربا"
أعداد/محمد شهاب
اكتشف المصري القديم سمكة «الرعاش» واستخدم شحناتها الكهربائية في عمليات العلاج الطبيعي التي يجريها على المرضى، إذ تقوم الترددات الكهربائية بعمل التدليك لعلاج تيبس وضمور العضلات، في واحدة من العلاجات النادرة التي سبقت بها مصر الأمم.
التقنية الطبية فائقة التطور مقارنة بعصرها وما تلاه من قرون عدة، لم تكن وليدة صدفة أو اكتشاف وقع دون تخطيط مسبق، فقد كان الفراعنة أول من استزرعوا الأسماك ودرسوا خصائصها وعملوا على تطوير الفائدة منها على كافة الأصعدة غذائيا وعلميا وزراعيا والاستفادة من سمادها للأراضي.
أسنان الدنيس
أجريت دراسة على نحو ١٠٠ سن لفك سمك الدنيس، حيث كان تستخدم لكسر بها الأصداف، وقد كان هذا البحث يجري على تحليل محتوي نظائر الأكسجين "٠١٨؛ ٠١٦" في مينا سن الدنيس البحري.
واستطاع الباحثون من خلال الدراسة أن يُقدروا حجم جسم السمكة على أساس حجم السن التي تستخدم في تكسير قشرة الصدفة، وأوضحت أن بعض أسماك الدنيس كانت تستوطن جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط، وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن ٣ من كل ٤ سمكات يجب أن تعيش في مياه شديدة الملوحة في إشارة إلى بحيرة البردويل، حيث تعد الوحيدة التي تتسم بهذه الصفة في مصر إذا تبلغ ملوحة مياهها نسبة ملح تتراوح بين 3.9 و 7.4%، ما يشكل بيئة مثالية للدنيس البحري
تصدير الأسماك
الدراسة تطرقت إلى أن منطقة بحيرة البردويل كانت بداية طريق بر رئيسي إلى كنعان قديما أي «فلسطين» حالياً، وتوقعت أن يكون المصري القديم تم تجفيف الأسماك أولاً ثم تصديرها عن طريق البحر الأحمر.
ويقول البروفسور أندرياس باك المشارك في الدراسة التي أجريت في جامعة «جوتنجن» الألمانية: «يبدو أن بحيرة بردويل تعد مصدرا رئيسيا للأسماك في هذا العصر»، مضيفا أنها كانت نقطة انطلاق لتوصيل الأسماك إلى كنعان أو فلسطين اليوم رغم أنه كان من الممكن العثور على الدنيس البحري هناك محلي.
وكشف عن أن المزارعين في ذلك الوقت كانوا يتركون الأسماك يحصنون لبضعة أشهر وبعد ذلك يمكنهم بسهولة حصادها. وقال إن هذه الطريقة لا تزال تستخدم حتى اليوم، وجاءت غالبية الأسماك التي عثر عليها الباحثون من تربية الأحياء المائية وليس الصيد المحلي.وقالت الدراسة إن حجم الأسماك كان موحدا منذ حوالي 3500 عام مضت، وكانت تلك المستوردة من مصر جميعها "بحجم الطبق".
ساحة النقاش