بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الاول
خلق الخيل وصفة خلقها
كثيرا منا مايتسائل متي خلق الله الخيل ؟؟؟
والجواب هو : ان الله خلقها كباقي المخلوقات قبل خلق سيدنا أدم عليه السلام .
فقد ذكر في كتاب (نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد ) أن صفي الدين السبكي سُئل أكان خلقها قبل آدم أم بعده؟ فقال: "قبله بدليل قوله تعالى: (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) فالأرض وما فيها خلقها الله تعالى إكراماً لآدم وأولاده، والعظيم يهيئ له ما يحتاج إليه قبل قدومه لكي يكون خليفة الله في أرضه كما ذكر في القرأن الكريم ..
وفي السُنة النبوية كثيرا من الأحاديث التي تخص خَلق الخيل .
فقد ذكر في كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب ) : عن الحسين بن علي رضي الله عنهما، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أراد الله أن يخلق الخيل قال للريح الجنوب: إني خالق منك خلقاً فأجعله عزاً لأوليائي، ومذلّة على أعدائي، وجمالاً لأهل طاعتي؛ فقالت الريح: اخلق، فقبض منها قبضة فخلق فرساً، فقال له: خلقتُك عربياً وجعلت الخير معقوداً بناصيتك، والغنائم مجموعةً على ظهرك، وعطفتُ عليك صاحبك، وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالاً يسبحوني ويحمدوني ويهللوني، تسبّحني إذا سبحوا، وتهلّل إذا هلّلوا، وتكبرني إذا كبروا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من تسبيحة وتحميدة وتكبيرة يكبّرها صاحبها فتسمعه إلا فتجيبه بمثلها، ثم قال: لما سمعت الملائكة صفة الفرس وعاينت خلقها، قالت: رب، نحن ملائكتك نسبحك ونحمدك، فماذا لنا؟ فخلق الله لها خيلاً بُلْقاً، أعناقها كأعناق اليُخت، فلما أرسل الله الفرس إلى الأرض، واستوت قدماه على الأرض صَهَلَ، فقيل: بوركت من دابة، أذِلّ بصهيلك المشركين، أُذِلُّ به أعناقهم، وأملأ به آذانهم، وأرعب به قلوبهم؛ فلما عرض الله على آدم من كل شيء قال هل: اختر من خلقي ما شئت، فاختار الفرس، فقال له: اخترت عزّك وعز ولدك خالداً ما خلدوا، وباقياً ما بقوا، بركتي عليك وعليهم، ما خلقت خلقاً أحب إليّ منك ومنهم " ...
وروى المسعودي في كتابه (المترجم بمروج الذهب) بسنده إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لما أراد أن يخلق الخيل أوحى إلى الريح الجنوب أني خالق منك خلقاً فاجتمعي، فاجتمعت، فأمر جبريل عليه السلام فأخذ منها قبضة، قال: ثم خلق الله تعالى منها فرساً كميتاً، ثم قال الله تعالى: خلقتك فرساً، وجعلتك عربياً، وفضّلتك على سائر ما خلقت من البهائم بسعة الرزق، والغنائم تقاد على ظهرك، والخير معقود بناصيتك؛ ثم أرسله فصهل، فقال له: باركت فيك، فصهيلك أرعب به المشركين وأملأ مسامعهم، وأزلزل أقدامهم؛ ثم وسمه بغُرّة وتحجيل، فلما خلق الله تعالى أدم، قال: يا آدم، أخبرني أي الدابتين أحببت؟ - يعني الفرس والبُراق، قال: وصورة البُراق على صورة البغل لا ذكر ولا أنثى - فقال آدم: يا رب اخترت أحسنها وجهاً، فاختار الفرس، فقال له الله: يا آدم، اخترت أحسنهما، اخترت عزك وعز ولدك باقياً ما بقوا، وخالداً ما خلدوا " .
هذا ما ورد في ابتداء خلق الفرس؛ والله أعلم بالصواب؛ وإليه المرجع والمآب.