كيفية التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة

 

للآباء والأمهات  

فن التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة

المشاكل التى تحدث من الابناء فى سن المراهقة ، سببها الرئيسى هو عدم فهم طبيعة واحتياجات هذه المرحلة من جهة الوالدين، وأيضاً عدم تهيئة الطفل أو الطفلة لهذه المرحلة قبل وصولها. ولمساعدة الوالدين على فهم مرحلة المراهقة فعلى الوالدين القيام بما يلى  : 

1-إعلام المراهق أنه ينتقل من مرحلة إلى أخرى، فهو يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة، تعني أنه كبر وأصبح مسئولا عن تصرفاته، وأنها تسمى مرحلة التكليف؛ لأن الإنسان يصبح محاسباً من قبل الله تعالى_؛ لأنه وصل إلى النضج العقلي والنفسي الذي يجعله قادراً على تحمل نتيجة أفعاله واختياراته. وأنه مثلما زادت مسؤولياته فقد زادت حقوقه، وأصبح عضواً كاملاً في الأسرة يشارك في القرارات، ويؤخذ رأيه، وتوكل له مهام يؤديها للثقة فيه وفي قدراته. 


2-– أن هناك تغيرات جسدية، وعاطفية، وعقلية، واجتماعية تحدث في نفسيته وفي بنائه، وأن ذلك نتيجة لثورة تحدث داخله استعداداً أو إعدادا لهذا التغير في مهمته ألحياتية فهو لم يعد طفلاً يلعب ويلهوا بل أصبح له دور في الحياة، لذا فإن إحساسه العاطفي نحو الجنس الآخر أو شعوره بالرغبة يجب أن يوظف لأداء هذا الدور، فالمشاعر العاطفية والجنسية ليست شيئاً وضيعاً أو مستقذر لأن له دوراً هاماً في إعمار الأرض وتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان. ولذا فهي مشاعر سامية إذا أحسن توظيفها في هذا الاتجاه، لذا يجب أن يعظم الإنسان منها ويوجهها الاتجاه الصحيح لسمو الغاية التي وضعها الله في الإنسان من أجلها، لذا فنحن عندما نقول: إن هذه العواطف والمشاعر لها طريقها الشرعي من خلال الزواج، فنحن نحدد الجهة الصحيحة لتفريغها وتوجيهها. 


3-– أن يعلم المراهق الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة والاغتسال، ويكون ذلك مدخلاً لإعطائه الفرصة للتساؤل حول أي شيء يدور حول هذه ألمسألة حتى لا يضطر لأن يستقي معلوماته من جهات خارجية يمكن أن تضره أو ترشده إلى خطأ أو حرام. 


4-– التفهم الكامل لما يعاني منه المراهق من قلق وعصبية وتمرد، وامتصاص غضبه؛ لأن هذه المرحلة هي مرحلة الإحساس المرهف، مما يجعل المراهق شخصاً سهل الاستثارة والغضب، ولذلك على الأهل بث الأمان والاطمئنان في نفس ابنهم، وقد يكون من المفيد القول مثلاً: “أنا أعرف أن إخوتك يسببون بعض المضايقات، وأنا نفسي أحس بالإزعاج، لكن على ما يبدو أن هناك أمراً آخر يكدرك ويغضبك، فهل ترغب بالحديث عنه؟” لأن ذلك يشجع المراهق على الحديث عما يدور في نفسه. 
ومن هنا فقد حدد بعض العلماء واجبات النمو التي ينبغي أن تحدث في هذه المرحلة للانتقال إلى المرحلة التالية

1- اهتم بإعداده لمرحلة البلوغ، وضح له أنها من أجمل أوقات حياته. 
2-اشرح له بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة بشكل بسيط. 
3-أظهر الاهتمام والتقدير لما يقوله عند تحدثه إليك. 
4- اهتم بمظهره، واترك له حرية الاختيار. 
5- استضف أصدقاءه وتعرف عليهم عن قرب، وأبد احتراماً شديداً لهم. 
6- امدح أصدقاءه ذوي الصفات الحسنة مع مراعاة عدم ذم الآخرين. 
–7– إقامة نوع جديد من العلاقات الناضجة مع زملاء العمر. 
–8– اكتساب الدور المذكر أو المؤنث المقبول دينياً واجتماعياً لكل جنس من الجنسين. 
9– – قبول الفرد لجسمه أو جسده، واستخدام الجسم استخداماً صالحاً. 
–10– اكتساب الاستقلال الانفعالي عن الوالدين وغيرهم من الكبار. 
–11– اختيار مهنة والإعداد اللازم لها  —12– الاستعداد للزواج وحياة الأسرة. 
–13– تنمية المهارات العقلية والمفاهيم الضرورية للكفاءة في الحياة الاجتماعية. 
–14– اكتساب مجموعة من القيم الدينية والأخلاقية التي تهديه في سلوكه. 
ويرى المراهق أنه بحاجة إلى خمسة عناصر في هذه المرحلة، وهي:

الحاجة إلى الاحترام — والحاجة لإثبات الذات — والحاجة للمكانة الاجتماعية

والحاجة إلى الحب والأمان — والحاجة للتوجيه الإيجابي من الاباء والمحيطين به
 15- شجِّعه على تكوين أصدقاء على خلق جيد، ولا تشعره بمراقبتك أو تفرض عليه أحدًا لا يريده. 
16- احرص على لم شمل الأسرة باصطحابهم إلى الحدائق أو الملاهي أو الأماكن الممتعة. 
17- احرص على تناول وجبات الطعام معهم. 
18- أظهر فخرك به أمام أعمامه وأخواله وأصدقاؤه فهذا سيشعرهم بالخجل من أخطائهم. 
19-اصطحبه في تجمعات الرجال وجلساتهم الخاصة بحل مشاكل الناس، ليعيش أجواء الرجولة ومسئولياتها فتسمو نفسه، وتطمح إلى تحمل المسؤوليات التي تجعله جديرًا بالانتماء إلى ذلك العالم. 
20- شجِّعه على ممارسة رياضة يحبها، ولا تفرض عليه نوعًا معينًا من الرياضة. 
21- اقترح عليه عدَّة هوايات، وشجِّعه على القراءة لتساعده في تحسين سلوكه. 
22- كافئه على أعماله الحسنة. 
23- تجاهل تصرفاته التي لا تعجبك. 
24- تحاور معه كأب حنون وحادثه كصديق مقرب. 
25- احرص على أن تكون النموذج الناجح للتعامل مع أمه. 
26- قم بزيارته بنفسك في المدرسة، وقابل معلميه وأبرِز ما يقوله المعلمون عن إيجابياته. 
27-الابتعاد عن الأسئلة التي إجاباتها نعم أولا، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة. 
28- العيش قليلاً داخل عالمهم لنفهمهم ونستوعب مشاكلهم ومعاناتهم ورغباتهم. 


 واخيرا نقول لولى الامر


يجب على الأهل استثمار هذه المرحلة إيجابياً، وذلك بتوظيف وتوجيه طاقات المراهق لصالحه شخصياً، ولصالح أهله، وبلده، والمجتمع ككل. وهذا لن يتأتى دون منح المراهق الدعم العاطفي، والحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع، والثقة، وتنمية تفكيره الإبداعي، وتشجيعه على القراءة والإطلاع، وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة، وتدريبه على مواجهة التحديات وتحمل ألمسؤوليات واستثمار وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع. 


ولعل قدوتنا في ذلك هم الصحابة _رضوان الله عليهم_، فمن يطلع على سيرهم يشعر بعظمة أخلاقهم، وهيبة مواقفهم، وحسن صنيعهم، حتى في هذه المرحلة التي تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان أخلاقياً وعضوياً وتربوياً أيضاً.  فبحكم صحبتهم لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ خير قائد وخير قدوة وخير مرب، واحتكامهم إلى المنهج الإسلامي القويم الذي يوجه الإنسان للصواب دوماً، ويعني بجميع الأمور التي تخصه وتوجه غرائزه توجيهاً سليماً..

تخرج منهم خير الخلق بعد الرسل _صلوات الله وسلامه عليهم_، فكان منهم من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب في أولى سنوات العمر، وكان منهم الذين نبغوا في علوم القرآن والسنة والفقه والكثير من العلوم الإنسانية الأخرى، وكان منهم الدعاة الذين فتحوا القلوب وأسروا العقول كسيدنا مصعب بن عمير الذي انتدبه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ داعية إلى المدينة ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وكان منهم الفتيان الذين قادوا الجيوش وخاضوا المعارك وهم بين يدي سن الحلم، كسيدنا أسامة بن زيد _رضي الله عنهم جميعاً_ وما ذاك إلا لترعرعهم تحت ظل الإسلام وتخرجهم من المدرسة المحمدية الجليلة. 

للمتابعة

http://basmetaml.com/?p=2863

المصدر: basmetaml.com
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 214 مشاهدة
نشرت فى 2 يوليو 2019 بواسطة hassanrzkali

حسن عبدالمقصود على رزق

hassanrzkali
موقع بسمة امل موقع ثقافى اجتماعى عائلى لجميع افراد الاسرة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

71,052