بناء الأسرة وتكوينها فى الاسلام
بناء الأسرة وتكوينها
ورد في كتاب الله ذكر الأهل والعشيرة والعيلة، ولم يرد فيه الأسرة بلفظها وقد استنبط العلماء من مدلولات تلك الآيات الكريمة ثلاث تقسيمات للأسرة هي كالآتي :
1- الأسرة تتكون من الزوج والزوجة قال تعالى: (ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة ) .
2- الأسرة تتكون من الزوج والزوجة والذرية قال تعالى (ولقد أرسلنا رسلاْ من قبلك وجعلنا لهم أزواجاْ وذرية) .
3- الأسرة تتكون من الزوج والأولاد والأقارب قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراْ) .
وإن كان المفهوم الأخير أوسع من سابقيه إلا أن المفهوم الأول هو الأصل في تكوين الأسرة ، وما جاء بعده فهو من ثماره وآثاره ولذلك يجدر القول بأن الأسرة في نشأتها تكونت من زوجين فهما بمثابة الأصول الثابتة لها .
لكن السؤال المطروح من هما الزوجان ؟
وما هي صفات وخصائص كل منهما ؟
يقول تعالى في كتابه: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاْ لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون )
بيّنت الآية إن الزوجة نعمة ورحمة لأنها من جنس الزوج فهي قطعة منه يسكن إليها وتسكن إليه ،يكمل كل منها نقص الآخر بما يحقق فطرته ، إذ فطرت المرأة على رقة في الشعور،ولين الجانب ،وجمال التقويم، مما يشبع شوق الرجل، ويرضي ذوقه، ويكفي حاجته، ويهيئ له أسباب الراحة ( أن المرأة سكن الرجل وراحته والظل الهادئ الجميل الذي يميل ويلجأ إليه بعد يوم مرهق من الجد والكدح، وهذا السكن لا يتحقق لو أن المرأة تركت مهمتها كزوج وأم لتشارك في العمل إلى جوار الرجل) .
إن ميدان المرأة الحقيقي هو التربية وغرس القيم في نفوس الصغار، فالأمومة شرف قصره الله على المرأة، وتتحقق عظمتها الحقيقية في إتقانها هذا الدور، أما تخليها عن هذا الدور، وتسابقها في ميدان لا يناسب طبيعتها بحجة إثبات الذات وتحدي الرجال، سبب لها متاعب جمّة ،وترتب عليه ما نراه من تفكك أسري ، ودمار أخلاقي ، وضياع الذرية، بحدوث تلكم الانحرافات السلوكية الكثيرة ، وعدم تحقق الأمن المنشود لها وللأسرة والزوج والأبناء ، مما انعكس سلبا على المجتمع، بانفتاح ثغرة كبيرة عليه، لا يتم التخلص منها إلا بالعودة الحميدة للمرأة إلى ميدانها الطبيعي .
إن المرأة التي حققت بعض النجاحات في مجالات العمل وأهملت دورها الأساسي كأم وزوجة لهي امرأة فاشلة لأنها ضيعت أولادها وبيتها ، وتخلت عن رسالتها الحقيقية .
ما الدور الذي ننشده للأسرة لتحقيق الأمن
إن الأسرة التي نريدها هي الأسرة المتمسكة بعقيدتها الإسلامية السمحة قولاْ وسلوكا ، المعتزة بانتمائها لأمتها ألإسلامية المستوعبة لأصول دينها والمحافظة على الإلتزام به ، المبتعدة عن ضعيفه ،المنفتحة على العالم المعاصر بصدر رحب ، وعقل ناضج ، تفيد من تقدمه بما لا يتعارض مع عقيدتها وما تحمله من قيم نبيلة .
إنها الأسرة المتخلصة من عقدة التخلف بمختلف أشكاله ، الآخذة على نفسها بتدريب أفرادها بالتعبير عن الرأي في حدود احترام الآخرين .
إنها الأسرة التي تشيع في البيت الاستقرار والود والطمأنينة ، والتي تقوم بإبعاد ذويها عن كل ألوان العنف والكراهية والبغض ، ذلك أن معظم مشاكل المنحرفين الذين اعتادوا على الإجرام في الكبر، تعود إلى حرمانهم من الاستقرار العائلي ، إذ لم يجدوا بيتاْ هادئاْ فيه أب يحدب عليهم ، وأم تدرك معنى الشفقة فلا تفرط في الدلال ولا في القسوة . لأن إشاعة الود والعطف بين الأبناء، له الأثر البالغ في تكوينهم تكوينا سليما.
منقول
مشاركة
حسن عبدالمقصود على
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش