الدنمارك والتعليم الناجح

Denmark and the successful education

 

الدكتور حسن عثمان دهب

By Dr.Hassan OsmanDahab     

 

هذه المرة الثانية التي اكتب عن التعليم في المدارس الدنماركية يرجع السبب الي عدد من الاسئلة والتوضيحات التي ارسلها لي العديد من الابناء في الوطن العربي ،ولكن من اهم الاسباب الي دفعتني الي كتابة هذه المقالة هي تلك التجارب التي تشهدها العديد من الدول العربية في شكل الاستعانة بالمدارس الاجنبية ومحاولة  تقليد  الطرق التعلمية في هذه الدول،لهذا سوف اتخذ من الدول مثالا مثل المدارس الامانية،الفرنسية والامركية ظنا بانه تطورا في التعليم 

 

عوامل نجاح التعليم في الدنمارك

 

ان اهم عوامل نجاح التجربة التعليمية  في الدنمارك ان التجربة تقوم علي نطام   سياسي ديمقراطي ،وبالتالي ان نظام التعليم والانجازات الاقتصادية الرائعة نجحت هنا في الدنمارك بسبب ان المجتمع يعيش نتائج الدبمقراطية بمعناعا الحقيقي  

 

اللغة الدنماركية 

 

عدد سكان الدنمارك حوالي خمسه ونصف مليون نسمة وبالتالي اللغة الدنماركية قد ينبغي ان لا تكون ذو اهمية، ولكن هيهات فهي اللغة اساسية في مواصلة التعليم الجامعي،ويجب  ان يحصل الطالب علي درجة ممتازة في اللغة لو ارد مواصلة التعليم الجامعي: فهي اهم دعامات الثقافة الدنماركية ةلكن وقدتستغرب لو علمت ان اغلبية الشركات  والمؤسسات الصناعية تستخدم الانجليرية في التخاطب اليومي وعلي الرغم  من ذلك او فان اللغة الدنماركية لازالت  اساسية في جميع مراحل التعليم ئ.

 

المدرسة الدنماركية

 

تقوم الفلسفة التعليمية علي منظومة  الابداع من جهة ،والعمل الجماعي من جهة اخري.وهنا نجدان الكتاب المدرسي ليس بمثابة المصدر الوحيد للمعرفة، ولكن االبحث عن الموضوعات  من صادر عديدة يختار منها الطالب بمساعدة استاذ المادة

 

العمل الجماعي

 

تعتمد  الفسفة التعليمية الدنماركية علي العمل الجماعي ،وان الابداع لا يتم من خلال الفرد، ولكن مشاركة الجميع في احداث عملية الابداع . وهنا يمكن  القول بان  النتغيرات في عصرنا تخبرنا ان العبقرية والعباقرة  لم يعد للمفهوم التقليدي مكانا لامثال  جالليو ،نيوتن او انشتين،  ولكن لعقول كثيرة  تعمل  في تناغم وانسجام حتي تصل الي المحصلة النهائية .

 

مدارس بلا اسوار

 

انني افترض انك سمعت عن المدارس بلا اسوار فهي في الدنمارك، وهي تقوم علي الفلسفة التي سبق شرحها  خاصة حرية الحركة واختيار   الطالب   الي المجموعات التي يراها متلائمة  معه من طلاب ومدرسين ،وبالتالي الطالب يدرس المواد المقرره ولكن من خلال حرية الاختيار.المدارس لا اسوار لها وياتي الطالب كما يشاء والاوقات التي تلائمه.يمكن اعتبار ان هذه المدارس بمثابة تربة  جديدة ولكنها نجحت في تعزيز مفهوم  الحرية

 

الابداع في التعليم 

 

ذكر رئيس قصم الموارد البشرية في شركة  نوفو لصناعة الانسلين في مقالة مشهورة في صحيفة البولتكن  الدنماركية الاتي:

 

ان شركة نونو تنوي تعين ٦٠٠مهندسا كميائيا في العامين القادمين ولكن اود ان اوضح  لطلاب العلوم الهندسة  الطبية والصيدلية ان الشركة لن تعين الناجحين  او من حصلوا علي درات مرتفعة ولكن الشركة تريد مهندسين  مبدعين، وعلي اعلي درجات النجاح . نحن نتنافس مع الصين والهند والولايات المتدة ،ولابد ان نكون قادرين علي تحقيق اعلي درجات النجاح 

 

الجامعة ليست ضرورة  في منظومة التعليم 

 

من الاشياء التي شدت انتباهي لقاء مع ابن رئيس وزراء  الدنمارك الذي اعلن انه يرغب ان يصبح طاهيا فهو يحب الطباخة ولو اعطيت له الفرصة فسوف ينضم الي مدرسة الفندقة لتعلم فن الطباخة ،فهو لايريد ان يكون وزيرا او ثريا او مديرا لاحدي الشركات العملاقة ولكن طاهيا .هذه هي الدنمارك التي ياتي رئيس وزرائها علي دراجة وينتقل الوزاء علي الدرجة  الاقتصادية في الطيران  ويقيمون في منازل عادية بين المواطنين العاديين 

 

االبحث عن المبدعي 

 

روبما  لا تسطيع المدارس اظهار مبدعين ،فان علي المجتمع البحث عنهم ودفعهم الي الامام .هناك لقاءلت  تتم بين الخرجين من الشباب من خلال برامج البحث عن المبدعين.وهنا يعرض هؤلاء الشباب افكارهم في الابدعات الصناعية والتجارية ويجلس في الصف الثاني كبار ومديري الشركات الكبري لكي يسمعوا رؤية هؤلاء الشباب،وفي الحالة ان فكرة من هذه الافكار نالت اعجاب رجل الاعمال فانه  يقوم بمويل كامل للمشروع ليس بالمال فقط ،ولكن بتقديم تسهيلات شركتة من علاقات وشبكة توذيع في خدمة الشركة الوليدة،وهكذا تتكاثر وتنمو في هذه البيئة الواعدة 

 

الدكتور حسن عثمان دهب

 

عمل استاذا في الجامعات اعربية بنغازي وصنعاء ،وكذلك مستشارا في الاتحاد الاوروبي في اكاديمية اعاده تاهيل العاطلين من الاكادميين من خلال اعداد برامج من اجل العودة لاسواق العمل 

[email protected]

 

 

 

 

 

المصدر: الدكتور حسن عثمان دهب

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 212 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

36,426