لا يمكن ان تخطأ العين الناقدة والموضوعية ان تري حقيقة ما يحدث حاليا في  مصرمن حرائق  لاهم المعالم العلمية والمتاحف المصرية مما يزكرنا بما حدث اثناء احتلال العراق ونهب التراث العراقي،اسلامي والعربي. ان مصر تسرق وتدمر بطريقة لم يحدث من قبل. انني لا اتحدث عن انهيار البورصة المصرية والشركات والمصانع التي تباع او الاصح ان نقول تمنح بالمجان حيث تجد ان شركات قيمتها الواقعية للسهم حوالي 30جنية مصري ،ولكن تباع بحوالي 3جنيهات فقط، المهم اننا نحيا في حالة من الفزع والهلع من الغد  القريب. انظر الي السياحة وما حدث لها من خسائريومية وحالات الافلاس التي ترتفع بصورة تثير الشفقه لمن يدفع الثمن

ماذا يحدث في مصر؟

الصورة الكلية في مصر اليوم مشوة، ولايعلم من هم القائمين علي الامر. هل المجلس العسكري هو الذي يحكم مصر ام الاخوان المسلمين والجماعات السلفية ام مايعرف بالفلول من اعوان النظام السابق او من ناحية اخري قوي اجنبية وما هذه القوي وهل يمكن تحديدها ؟

قبل ان نجيب علي هذا الاسئلة ، ينبفي علينا ان نحدد المعالم الاساسية للشخصية المصرية. نبدأ بالقول ان النيل هو منبع الحياة، وبالتالي فان خصوبة النيل تمثل منبع وعمق الشخصية ومن ثمه فان ثراء النيل عبر العصوربمثابة استقرار للسخصية المصرية بحيث يمكن القول ان المصري وسطي التفكير، هادئ الطباع,يميل للمرح مستخدما ذكاء نادر تواجده في بقية شعوب المنطقة ولكنه ومؤمن بالقوة الي يعتقد انها مسيطرة علي حياته ، لهذا هو نابذا للعنف ورافضا للتمرد ومحبا للاستقرار ، معاديا للهجرة مالم يدفع ليها بسبب صعوبة الحياة,وعلي الرغم من هذا ، فان ارتباطة بارض مصر يعتبر لغزنا محيارا. نعم ان خصائص النيل هي خصائص المصري

امون لازال بداخلنا

لقد اوضح المصري بصورة لا تقبل الشك بانه يميل الي حكم كهنة امون مرة اخري الممثلين فى الاخوان المسلمين . ان علي القوي الاسلامية ان توضح رؤيتها لحل الازمة الحالية وكيفية الحل في ترويض وامتصاص غضب الشباب وكيفية  مشاركتهم في المسؤولية علي الرغم من الاغلبية الحالية في مجلس الشعب. لم يحصل شباب  ثورة 25 يناير علي اصوات تتناسب مع حجم انجازتهم وتضحياتهم من شهداء وجرحي. لم يقدر الشعب المصري هؤلاء كما فعل الشعب الانجليزي مع تشرشر صاحب اكبر انتصارا في الحرب العالمية  الثانية. قال الشعب الانجليزي  بان بطل الحرب لا يعني انه بطل البناء واعادة تعمير البلاد. ان ماحدث في مصر هو بمثابة رفض الشباب لنتائج الانتخابات التي ادت بدون شك الي صالح التيار الديني

ليس هناك مجالا للشك بان جميع القوي المصرية والاجنبية وؤاء الاحداث الاخيرة امام مجلس الوزاء.دعنا نبدأ بان مصر بمثابة قلب العالم بما فيها من ثروات طبيعية ، نهيك عن الموقع الجغرافي ، بالاضافة الي تأثيرها الثقافي والحضاري علي الدول العربية  من جهة، ودول العالم الاسلامي في قارتي افريقيا واسيا.

التمويل الاجنبي للقنوات التجارية

 

كيف نفسر تمويل القنوات الفضائية الكثيرة الي تبث الكذب والمبالغة في النقل والتفسير. من يمول هذه القنوات مع العلم انها لا تحصل علي الاعلانات الكافية لتغطية تكاليف الارسال ومصاريف  الاجور العالية التي تدفع لهؤلاء الاعلاميين.  علي رئيس الوزراء ان يوضح للمصريين من اين تحصل القتنوات التجارية علي مصدر التمويل

لقد بات وضحا ان المجلس العسكري يعاني من تعدد اختلافات بين الاعضاء وكيفية مواجهة الازمات العنيفة، لهذا هناك ضروروة في المشاركة الحقيقية لجميع اطياف الممجتمع المصري في الحل.

ان قبول وتأييد الشعب المصري  للتيار الديني بمثابة الشفرة التي تؤدي الي فهم اللغزالسابق ، بمعني الوسطية في التفكير ورفض لمفاهيم الثورية التي تؤدي الي الغيير الشامل، ولكن التحول التدريجي في الحياة المصرية

ان علي شباب مصر بان يعيد التفكير في برامجة ان يرجع الي اغلبية الشعب المصري الذين يقطنون القري والنجوع وان يفهم مطالب هؤلاء ويعمل علي تلبية هذه المطالب الاساسية لحياة هؤلاء البسطاء

فهل يفهم شباب مصر لهذه المطالب؟

بقلم الدكتور حسن عثمان دهب

عمل في جامعة بنغازي،صنعاء وكوبنهاجن

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 20 ديسمبر 2011 بواسطة hassan200

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

31,267