رؤية لفم الثقافة الغربية

بقلم الدكتور حسن عثمان دهب 

 

‎يخطئ البعض في تصور أن الثقافة الغربية تقوم على الديانة المسيحية، بل العكس، تراجع تأثير الثقافة المسيحية على الفكر الغربي يرجع إلى منتصف القرن السابع عشر وبالتحديد مع ظهور الفكر التجريبي الممثل في المدارس الفكرية التجريبيّة والتي مثلها دافيد هيوم وجون لوك و بركلي، ولكن من هدم أعمدة الكنيسة الكاثوليكية أتى من داخلها مع ظهور مارتن لوثر المؤسس الكنيسة البروتستانتية مما أدى إلى التحرر من قيم وهيمنة وتزمت الفكر البابوي.

‎لم تمض فترة طويلة حتى ظهر عملاق الفكر الألماني عمانويل كانط. كانط أو "كنت" كما يحب الدكتور عبد الغفار مكاوي كتابه اسمه الذي أحدث تغييراً في مجري الفكر الغربي. أراد كانط الفصل بين عالمين؛ العالم الذي يقوم على العلم ممثلاً نيوتن في الفيزياء جالليو كوبرنيكوس في الفلك وبالتالي الفكر التجريبي، ولكن هناك عالم آخر عالم القيم والأخلاق التي لا تنبع من المدرسيين Dogmatic التي نادت به الكنيسة عدة قرون بل قيم تواجد داخل الإنسان من خلال مبادئ تقوم على الحرية imperative أو ما أطلق عليه عالم noumena عالم القيم والمبادئ الأخلاقية التي تواجد داخلنا كبشر، أما العالم الآخر هو عالم phenomenal.

‎عالم الظواهر

‎عالم الظواهر هو عالم الواقع الذي نعيشه، وهو عالم قابل للتجربة الحسية، وهو عالم يحكمه قوانين الطبيعة، وهو عالم يمكن معرفتنا من خلال الحواس.

‎عالم الأشياء في ذاتها

‎عالم الأشياء في ذاتها هو عالم المطلق، وهو عالم لا يمكن تجربته حسياً، وهو عالم لا يمكن معرفتنا إلا من خلال العقل، وهو عالم يخضع لقوانين العقل لا لقوانين الطبيعة.

‎الفرق بين عالم الظواهر وعالم الأشياء في ذاتها

‎الفرق الأساسي بين عالم الظواهر وعالم الأشياء في ذاتها هو أن عالم الظواهر هو عالم قابل للتجربة الحسية، أما عالم الأشياء في ذاتها فهو عالم لا يمكن تجربته حسياً.

‎تأثير فلسفة كانط على الثقافة الغربية

‎أحدثت فلسفة كانط تأثيراً كبيراً على الثقافة الغربية، حيث أدت إلى فصل الدين عن العلم، وإلى التأكيد على أهمية العقل في معرفة العالم، وإلى تأسيس أخلاقيات مستقلة عن الدين.

‎التطبيقات العملية لفلسفة كانط

‎تجد فلسفة كانط تطبيقاتها العملية في العديد من المجالات، مثل:

* مجال القانون: حيث تعتمد القوانين على مبادئ عقلية أخلاقية لا تتغير بتغير الزمن والمكان.

* مجال السياسة: حيث تستند الأنظمة السياسية إلى مبادئ عقلية أخلاقية تسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة.

* مجال الفن: حيث يسعى الفنانون إلى التعبير عن القيم الإنسانية الأخلاقية من خلال أعمالهم الفنية.

‎خاتمة

‎تُعد فلسفة كانط خطوة مهمة في تطور الفكر الغربي، حيث أدت إلى تغيير جذري في طريقة فهمنا للعالم

المصدر: نقد العقل الخالص بقلم كانط مقالات الدكتور حسن عثمان دهب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 106 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

37,369