authentication required

 

حوار مع امراة سودانية معاصرة

كانت صدفة وانا جالس في مقعد الطائرة المتجه الي الامارات وكانت المقاعد ممتلئة باجناس مختلفه وربماركان العالم كله ممثلا داخل هذه الطائرة

دخلت وهي تحمل حقيبة صغيرة وربما كانت حقيبة مكياج واشياء صغيرة وعلي عكس بفية الركاب يحملون اوزان ثقيلة تملء رفوف الطائرة

جلست هذة المراة بجواري وكانت مثيره للاهتمام ملابسها توحي انها غربية الانتماء وربما امريكية ولكن حينما جلست ونظرت لي بابتسامة ممتلئة بالتفاول ثم قالت

هي : مساء الخير بلكنة سودانية وربما اقرب الي الخليجية

انا: مساء النور اهلا بك ولكن شعرت في هذه اللحظة ضرورة اجري حوارا معها لابد انها تحمل افكارا مثيرة تعبر عن الثورة السودانية او بما كانت خليجية خاصة ان اللكنة السودانية متشابها مع لهجة شعوب الخليج

انا: هل هده المرة الاولي لزيارة ابو ظبي ؟

ضحكت وكشفت عن اسنانها الناصعة البياض هي:لا انا مقيمة في ابو ظبي

انا: يبدو ان ابوظبي تحمل مشاعر خاصه لك وربما لان لكنك قد تكون سودانية

هي ؛ضحكت بخجل واتسعت عيناها الصغيرتان الاتي ينمان عن ذكاء فطري قائلة :صحيح انا سودانيه ولكن اللكنة بسبب انني نوبيه وابي لا يجيد العربيه

انا هل اللفة النوبية مكتوبة

هي :لا ولكن هناك محاولات لاحياء التراث النوبي ومن ثمة اللغة النوبية لذلك نطقنا للعربية بلكنة نوبية

انا: نعم فهمت ولكن ملابسك والاناقة علي الطراز الغربي ولا اجد لمسات نوبية

هي :انت صحيح بسبب طبيعة عملي فانا مصممة ازياء واتعامل مع الموضات الغربية ولكنني نوبية في الصميم

انا: خرج مني صوت مثل ناة وهي تنهيدة دنماركية تعبر علي التعجب ثم قلت انت بالفعل امراة مثيرة للاعجاب نوبية الاصل غربية الثقافه

هي :ما المانع ان اكون هكدا ان كنت لا اتفق معك تماما

انا: ما هو رايك عن دور المراة السودانيه في احداث الثورة

هي ؛المراه السودانية لعبت دورا تاريخيا في تشكيل الوعي السوداني وذكر لك الشهيدة فاطمة احمد ابراهيم والشاعرة الاء التي كانت تقود الثوار في شوارع الخرطوم

انا سمعت عنهما وكتبت فصيدة امجد الشاعرة

انا: لماذا قامت الثورة السودانيه هل لدعم المراة ام لمحاربة الفساد وطغيان الحاكم

هي : الثورة السودانيه من اجل كل ما ذكرته

انا ما هو دور المراة السودانية في المرحلة الحالية

هي قالت وقد بدأت علامات التفكير علي هذا الوجة الجميل وتعقدت جبهتها وكانها علي وشك الادلاء ببيان في مهمة صعبة ثم قالت:نشر الوعي للمراة السودانيه ومعرفة حقوقها والمشاركة العملية في بناء المجتمع

انا هل يمكن للمراة السودانية ان تقوم بدور الرجل ؟

هي : ضحكت وكان السوال لم يعجبها ثم قالت بتعجب ان تقوم باعمال الرجل ؛ لقد تم هذا من زمن بعيد انتم يا مصريين تعيشون في الوهم ومعلوماتكم عن السودان بعيدة عن الواقع وافلامك تمثل النوبيين بالخدم وحراس المنازل عم عبدو البواب ثم قالت بتنهيدة المراة السودانية طبيبة ومعلمة واستاذة جامعية وعالم فلك

انا : شعرت انني ارتكبت خطاء وشعرت ضرورة انهاء الحوار ثم قلت انني سعيد بهذا الحوار وتعلمت الكثير

منك

هي: ابتسمت بخجل وتفتحت اسارير وجها لينم من عن ملامح الجمال الافريقي الاصيل وكاني امام لوحه من ايام الفراعنة النوبيين لهذا تشجعت وسالت هذا السوال

انا :هل تفضلي العمل عن الاسرة ولو حدث تعارض ايهما تختاري العمل ام الاسرة

هي: ضحكت والابتسامة ام تفارقها ثم قالت الاسرة فانا اعشق الاطفال ولكنني ارغب في مشاركة الرجل في هذا الكيان اعني الاسرة

انا: هل الرجل السوداني عنتري التفكير اعني انه لا يساهم في تربية الاطفال او الاعمال المنزلية ويترك كل ذلك علي المراة

هي: كان هذا في الماضي فالشباب السوداني تعلم وشاهد كيف تطور العرب ويريد ان يري بيته غربيا التكوين وهذا لا يتم الا من خلال التعاون بين الطرفين

انا :ماذا تري في التيارات الصوفية والدينية في السودان ؟

هي: الحركة الصوفية جزء اصيل من التراث النوبي واجدادي كانوا من اسسوا الفكر الصوفي ام الديني فانا افرق بين الدين والسياسة فالدين لمكارم الاخلاق والعبادة والسياسة للدوله العلمانية ولا اجد حرج في الفصل بين الاثنين هنا فاجاني صوت المضيفة بربط الاحزمة استعدادا للهبوط

سنوات مرت واتي اللقاء مرة اخري مع ساره ليس في ميدان مركز كوبنهاجن ولكن في شركه نوڤو لصناعة الانسلين كمهندسة طبية تحمل آمال الملايين في العالم للشفاء من مرض السكري 

هل اامل  في مبادره رئاسيه لدعوه ابناء المبرزين لزياره مصر.سارة حسن واحده من العشرات الشباب يحملون أعلام اجنبيه ولكن بقلوب مصريه 

الدكتور حسن عثمان دهب  

استاذ سابق في الجامعات الاتيه كوبنهاجن بنغازي وصنعاء

جامعة كوبنهاجن

<!--<!--<!--<!--

 

Sent from my iPad

 

المصدر: Dr Hassan Osman Dahab

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 326 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2020 بواسطة hassan200

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

35,891