جيولوجية مصر

2-1      الطبقية

يغطى سطح مصر صخور تتدرج فى العمر من الأركى الى العصر الرابع . والشكل رقم (1) يوضح الخارطة الجيولوجية لمصر.

2-1-1 ركيزة البريكامبرى Precambrain Rocks

2-1-1-1 الأركى

توجد أقدم صخور الركيزة فى جبال العوينات فى أقصى جنوب غرب مصر وهى تنتمى الى الأركى ( 2673 مليون سنة )  . وتتكون هذه الصخور من النايس الى سحنات الجرانوليت ( مجموعة كركورمور )  وتتابعات الصخور الأعلى ( نسق عين ضو )  التي تتكون في الغالب من نايس جرانيتى من درجة سحنة الأمفيبوليت المنصهرة جزئيا Migmatitic .

2-1-1-2 البروتروزوى

يمكن تقسيم صخور البروتروزوى الى مجموعتين كبيرتين : مجموعة سفلى صخورها متحولة ومجموعة عليا غالبية صخورها غير متحولة .

تنتمى المجموعة السفلى الى الوحدة التى تشمل البروتروزوى الأوسط حتى الجزء السفلى من البروتروزوى العلوي . تشتمل هذه المجموعة ( مجموعة مجعف – حفافيت )  على هورن بلند نايس ونايس بيوتيتى وما يصاحبها من مجماتيت وكذا ترسبات المقعر الجيولوجى المتحولة المكونة من أنواع الشيست المختلفة والجروق المتحولة والبيليت المتحول والفيليت والاردواز والرصيص .

أما المجموعة العليا فأنها تتبع الجزء الأعلى من البروتروزوى العلوى وتوجد على شكل بركانيات متحولة لمقعر اقليمى تتمثل بمجموعة بركانيات دخان ومجموعة الحمامات وتشمل صبات أندسيتية الى ربوليتية ورسوبيات حطاميات بركانية الى رسوبيات قشرة سطحية .

2-1-2 الحقب القديم

2-1-2-1 الكامبرى

  تظهر سخور الكامبرى فى سيناء بمنطقة أم بجمة وفى أماكن عديدة فيما بين وادى فيران وأبو دربة على هيئة طبقات فتاتية تغطى بعضا من صخور الركيزة . وتوجد تكوينات مماثلة عند النهاية الشمالية لوادى قنا بالصحراء الشرقية . أما فى الصحراء الغربية فتوجد تكوينات الكامبرى تحت السطح فى الجزء الشمالى الغربى لمصر فى منطقة الواحات البحرية حيث يتراوح سمكها بين 600 الى 1000 م ، وهى عبارة عن صخور رملية كوارتزية ورصيص.

 2- 1-2-2 الأوردوفيسى

توجد تكوينات الأوردوفيسى فى جنوب غرب مصر فى منطقة كركور طلح بالجزء الشمالى لجبل العوينات عند الحدود المصرية السودانية ،  وهى امتداد لتكوينات اوردوفيسى المنتشرة فى مساحات كبيرة بجنوب ليبيا وشمال تشاد ،  وتتكون من ترسبات نهرية وبحرية ضحلة ممثلة بحجر رملى بسمك عدة عشرات من الأمتار ،  يغطية بعدم توافق حجر رملى تابع للسيلورى.

2-1-2-3 السيلورى

تغطى تكوينات السيلورى مساحات كبيرة فى جنوب غرب مصر فى المنطقة الواقعة بين جبل العوينات وهضبة أبو رأس غرب الجلف الكبير ،  وهى عبارة عن طبقات من الرمال البيضاء ذات أصل نهرى دلتاوى مع أحجار رملية بحرية قرب شاطئيه وطفلة سلتية ،  تصل سماكتها الى 400 م . كما تم اختراق تكوينات السيلورى تحت السطح فى شمال الصحراء الغربية على هيئة طبقات من الحجر الرملى والسلتى والطفلة.

2-1-2-4 الديفونى

تظهر توضعات الديفونى على طول الحافة الغربية والجنوبية الغربية لهضبة أبو رأس بالقرب من الحدود الليبية بجنوب غرب مصر ،  وكذلك فى الجزء الشمالى الشرقى لجبل العوينات حيث توجد بسمك يتراوح بين 50-70 متر وتتكون من أحجار رملية دقيقة الى خشنة التحبب . أما التكوينات تحت السطحية فى شمال غرب مصر سمكها 900 الى 1200م ويقل هذا السمك جنوبا باتجاه الكفرة بليبيا.

2-1-2-5 الكربونى

تتكشف صخور الكربونى فى مساحات كبيرة فى كل من شمال شرق مصر ( سيناء وخليج السويس )  وجنوب غرب مصر عند هضبة أبو رأس غرب الجلف الكبير وفى جبل العوينات. وتتراوح تكوينات الكربونى فى سحناتها الترسيبية بين صخور كربوناتية بحرية بالكامل وتكوينات فتاتية بحرية ضحلة وعميقة وأحجار رملية قارية ودلتائية الى تكوينات نهرية.

2-1-2-6 البرمى

تتكشف تكوينات البرمى فى وادى مالحة فى الجلالة البحرية كما توجد فى منطقة أم بجمة غرب هضبة التية وتظهر أيضا فى وادى عربة غرب طريق السويس – الزعفرانة ولمسافة حوالى 40 كم غرب الزعفرانة ،  وتتكون من طفلة وحجر رملي. كما تظهر رواسب البرمى فى الصحراء الغربية ممثلة بالدولوميت والحجر الرملي والطفلة شمال سيوة بسمك 50-60م ،  وأكثر من 400م من الحجر الرملي الوردي والطفلة وأرقات من الفحم شرق منخفض القطارة . ويقتصر وجودها في جنوب الصحراء الغربية بمنطقة جبل العوينات.

2-1-3    الحقب الأوسط

2-1-3-1 الترياسى

تظهر صخور هذا العصر في شمال شرق سيناء فى لب الطية المحدبة المكونة لجبل عريف الناقة بسمك 185 م مكونة من أحجار رملية وبعض الطبقات من الحجر الجيرى والطفلة .

2-1-3-2 الجوراسى

توجد تكوينات الجوراسى فى شمال سيناء فى جبال المغارة والجدى والمنشرح وعريف الناقة. ويعتبر قطاع المغارة أكبر سمك لتتابع الجوراسى (حوالى 2000م )  ويتكون من تتابعات يغلب عليها الصخور الكربوناتية والطفلة وأقلها الصخور الرملية . يبلغ سمك تكوينات الجوراسى فى جبل المنشرح 80 م وفى جبل عريف الناقة 140 م ،  أما فى الجدى فيصل السمك الى 700م وفى منطقة أم مفروث الى أكثر من 800م ( أخترق فى الآبار ) .

كما تظهر تكوينات الجوراسى فى كل من خشم الجلالة ( 170 م2) ورأس العبد بمنطقة خليج السويس ( 100 م ).

وتم اختراق صخور الجوراسى تحت السطح فى عدة مواقع فى سيناء وشمال الصحراء الشرقية وفى منطقة خليج السويس .

ومن المعروف ان السحنة القارية من تكوينات الجوراسى تحتوى على رقائق من الفحم ذات سمك اقتصادى أحيانا كما هو الحال فى منطقة المغارة فى شمال سيناء.

2-1-3-3 الكريتاسى

تظهر صخور الكريتاسى السفلى فى جبل ريسان عنيزة شمال المغارة بشمال سيناء ممثلا بقطاع سمكه 110 مترا من صخور رملية كلسية وحجر كلسى سرئى حديدى،  ويبلغ سمكه حوالى 180 مترا فى جبل يلق يتضمن حجر رملى وطفلة وحجر سلتى ومارل وحجر كلسى مارلى . ويلغ سمكه بجبل الحلال بشمال سيناء أيضا حوالى 520 مترا يمثل الحجر الرملى منها حوالى 90% والباقى عبارة عن طبقات متداخلة من الطفلة والسلت . ويظهر الكريتاسى السفلى فى وسط سيناء وفى منطقة خليج السويس ممثلا بالأحجار الرملية القرب شاطئية يتراوح سمكها بين 70 الى 130 مترا تحتوى في بعض أجزائها على طبقات من الحجر السلتى والرملي الناعم ذات لون أحمر إلى رمادي ،  ويتراوح سمك الكريتاسى السفلى فى بعض المواقع بوسط سيناء تحت السطح من 245 إلى 398 مترا ( أبو حمث ونخل )  ،  وفى شمال سيناء تحت السطح أيضا في كتيب المخازن والخبرا والحلال يصل السمك إلى 32 مترا ،  و 975 مترا ، و  406 مترا على التوالي.

تغطى تكوينات السينومانى مناطق واسعة فى شمال ووسط سيناء حيث تكون الجزء الأكبر من لب جبلى الحلال ويلق وجزء كبير من جبلى الجدى ولبنى وطيات محدبة أخرى بشمال سيناء . وتحيط بحافة هضبة التيه بأكملها فى وسط سيناء . كما  توجد فى شرق وسط سيناء فى جبل عريف الناقة ،  وتظهر فى مناطق أخرى من خليج السويس وجنوب سيناء وفى شمال الصحراء الشرقية . وتتمثل بسحنات ترسيبية تتراوح بين البحرية والضحلة وتأخذ تبعا لذلك أسماء تكوينات مختلفة فى المناطق المتعددة التى توجد بها ،  وأهم هذه التكوينات ،  تكوين الراحة الذى يتضمن ترسبات بحر صحل فتاتية ،  وتكوين الجلالة ذو التوضعات البحرية ،  وتكوين مغربى وهو عبارة عن حجر طفلى ،  وتكوين البحرية الذى يتكون من حجر رملي وطفلي حديدي.

تنتشر تكوينات التورونى فى سيناء وفى خليج السويس وفى شمال الصحراء الشرقية وفى جنوب الصحراء الغربية فى مناطق الواحات الخارجة والداخلة والبحرية وفى الركن الجنوبى الغربى فى منطقة الجلف الكبير ،  وتشمل صخورا كلسية ودولوميتية وطفل وحجر رملى ومارل ورصيص وكاولين. وتظهر تكوينات السينونى فى سيناء وخليج السويس والصحراء الشرقية والصحراء الغربية وتتكون من حجر كلسي طفلي مارل ،  حجر رملي ،  دولوميت ،  رصيص ،  طفلة وكلس محاري للفوسفات ، وحجر سلتي .

2-1-4    الحقب الحديث

2-1-4-1          الباليوسين

يوجد الباليوسين ممثلا بتكوينات بحرية ذات خواص ليثولوجية متباينة نتيجة الحركات الارضية وتغير مستوى سطح البحر . وتمتد ترسيبات الباليوسين من منطقة الداخلة فى الصحراء الغربية الى منطقة القصير فى الصحراء الشرقية حيث توجد ممثلة بالجزء العلوى من طفلة تكوين الداخلة والجزء السفلى من طفلة تكوين اسنا . وتتكون توضعات الباليوسين فى جبل العوينية بالسباعية قرب مدينة ادفو شرق النيل من الطفلة الخضراء والمارل المحتوى على مداخلات كلسية بسمك 104 مترا ويعرف " بتكوين اسنا " ،  ويتكون من حجر كلسى ابيض جيد التطبق مع بعض تداخلات من الطفلة والمارل بسمك حوالى 110 مترا بجبل حارة بجنوب الصحراء الغربية حيث يعرف " بتكوين حارة "   ،  وفى وادى كركور بجنوب الصحراء الغربية أيضا يتمثل الباليوسين بحجر كلسى صلب وسيلسى رملى فى بعض أجزائه بســــــمك حوالى 10 مـــــــترا ويعرف "  بتكوين  كركور "  . أما فى جبل طروان بالواحات الخارجة بالصحراء الغربية فيظهر الباليوسين مشتملا على حجر كلسى طباشيرى به ثنايا من المارل ،  بسمك حوالى 50 مترا ويعرف " بتكوين طروان " .

2-1-4-2     الايوسين Eocene

تغطى تكوينات الايوسين حوالي 21%  من مساحة مصر . وهى تحف وادي النيل على امتداده تقريبا شرقا وغربا  ،  وتكون الهضاب الوسطى والحواف الجبلية على جانبى خليج السويس ووسط وشمال سيناء . ويصل سمك صخور الايوسين عدة الآف من الامتار ،  وهى مكونة بصفة أساسية من صخور كربوناتية مختلطة أحيانا بكميات مختلفة من السحنات الفتاتية تتضمن صخورا كلسية ،  ودولوميت ،  وكلس فلسى ( نوموليتى )  وطفل .    

2-1-4-3                         الأوليجوسين Oligocene

تكوينات الأوليجوسين محدودة الانتشار فى مصر وتغطى صخور الايوسين بحالة شبه توافق . ويظهر بها سحنتين ترسيبيتين متميزتين : الأولى نهرية من الرمال والحصى والأخرى بحرية من الطفلة والقليل من طبقات الحجر الجيرى المتداخلة ،  وقد تم التعرف على وجود تكوينات الأوليجوسين البحرية من آبار البحث عن البترول وهى ذات سحنة ترسيبية مشابهة لصخور الايوسين الأعلى الموجودة تحتها ، ولذلك يصعب التمييز بينهما الا بواسطة المستحاثات ،  وقد تم التعرف على صخور أوليجوسين البحرية فى شمال الصحراء الغربية وشمال الدلتا.

وتظهر تكوينات الأوليجوسين النهرية فى حزام ضيق يمتد من السويس الى الفيوم مرورا بالقاهرة وما بعدها فى الصحراء الغربية . وتظهر تكشفات منفصلة صغيرة أخرى شرق بنى سويف وفى الواحات البحرية ،  وفى ساحل البحر الأحمر وخليج السويس . وهى تتكون فى الغالب من رمال ملونة خشنة ،  أخشاب متحجرة ،  حجر سلتى وطفلى كوارتزيت وكلس بورسلانى.

2-1-4-4     النيوجين

2-1-4-4-1 عصر الميوسين Miocene

تغطى تكوينات الميوسين أجزاء كبيرة من مصر حيث تنتشر فى سيناء على خليج السويس وفى الصحراء الشرقية على ساحل البحر الأحمر وفى الدلتا وفى شمال الصحراء الغربية .  وتختلف تكوينات الميوسين اختلافا كبيرا فى سحناتها الترسيبية كما يظهر بها الكثير من حالات عدم التوافق التى تعكس طبيعة الاحواض التركيبية التى ترسبت فيها .

ويتكون مقطع الميوسين فى قاعدته من الرمل الخشن والحصى ( تكوين معزة )  يلية الى الأعلى حجر رملى كلسى وحجر رملى وطفلة ورصيص ( تكوين نخل )  ، ثم طبقات رصيصية كلسية تتبادل مع حجر كلسى مرجانى ( تكوين ابو جيرفان )  ، ثم  يأتى فى أعلى المقطع صخور كلسية ،  دولوميتية أحيانا ( تكوين غرامول )  ثم طفلة رملية كلسية يليه صخور تبخرية وطفلة كلسية ثم ترسبات دلتائية فتاتية يليه رصيص وحجر رملى وطفلة ،  ثم جبس مع تداخلات من الطفلة .

2-1-4-4-2   البليوسين Pliocene                                                    

تظهر تكوينات البليوسين فى الأجزاء الشمالية من مصر وفى وادى النيل وبعض التكشفات فى جنوب غرب الصحراء الغربية ،  وتتكون من أحجار رملية ورملية كلسية ورملية طفلية ،  حجر كلسى ،  جبس وطفلة .

2-1-5                    العصر الرابع Quaternary

    يشتمل العصر الرابع على الوحدات التالية :

الوحدة الأولى   وتشتمل على ترسبات من الكلس السرئى تظهر على امتداد ساحل البحر المتوسط  وتعرف  ب  "  تكوين الاسكندرية  "   وعلى شعاب مرجانية مرفوعة وتربة حصوية تنتشر على سواحل البحر الأحمر وخليج السويس وخليج العقبة .

الوحدة الثانية   تشتمل على توضعات النيل القديمة داخل وادى النيل وحوله وتتكون من توضعات نهرية ممثلة بحصى الكوارتزيت بادفو ورصيص أرمنت ،  يتلوها رمال نهرية كاذبة التطبق مع طبقات داخلية من رمال الكثبان والسلت .

الوحدة الثالثة   تشتمل على توضعات حصوية على امتداد هضبة الايوسين الأوسط ،  وتكوينات من التوفة والترافرتين فى جنوب الصحراء الغربية . كما تضم تكوينات فتاتية ناعمة متجمعة فى المناطق المنخفضة طبوغرافيا مثل بقايا بحيرات البليستوسين بجنوب الصحراء الغربية .

الوحدة الرابعة وتشتمل على الرمال الريحية الموجودة على هيئة كثبان ومسطحات رملية والتى تغطى جزء كبير من سطح مصر.

2-2    الحركيـــــة

  توجد أقدم صخور الركيزة ( 2673 مليون سنة )  في جبال العوينات بأقصى جنوب غرب مصر ، وتتكون من النايس المتحول إلى سحنة الجرانيوليت . وقد صاحب هذا التحول تكون طيات ذات ميول متماثلة بمحاور ذات اتجاه شمال شرق – جنوب غرب . كما حدثت عملية تحول أخرى منذ 1840 مليون سنة إلى السحنة الأمفيبوليتية لتتابعات الصخور الأعلى وصاحب ذلك طيات ذات اتجاه شمال شرق – جنوب غرب وأخيرا حدثت حركات تكتونية أدت الى تكوين طيات قببية كبيرة على محور ذو اتجاه شمال جنوب في مجموعتي التتابع السالفتى الذكر .      

حدث هبوط للقشرة الأرضية خلال المرحلة المبكرة من الحقب القديم أدى الى تكوين حوض الداخلة في غرب وسط مصر . ويعتقد أن الأصل في تكوين هذا الحوض يرجع الى قوى الضغط والانفراج الناجمة عن عمليات التحول الحراري أثناء المراحل النهائية للحركات الإفريقية الشاملة "  Pan African event "    .

ثم ارتفع الجزء الجنوبي لمصر خلال الفترة المتأخرة من الحقب القديم . وصاحب ذلك حدوث صدوع وفوالق ذات اتجاه شرق – غرب . وقد أدى هذا الارتفاع الى تحول اتجاه عمليات الترسيب الى الجنوب فى السودان.

وقد استمر النشاط التكتونى من نهاية الحقب القديم حتى عصر الترياسى ،  ثم أعيد اتجاه الترسيب الى الشمال مرة أخرى ربما فى الجوراسى الأوسط.

ويعتقد أنه قد حدثت عملية الانهدام ( rifting ) على الساحل الشمالى لمصر خلال الجوراسى المتأخر – الكريتاسى المبكر .

وتشير كل التفسيرات الى حدوث حركات تكتونية كبيرة خلال الحقب الأوسط ذات تأثير واسع الانتشار ،  وخاصة أنها كانت مصحوبة بحركة انزلاق على خط المضرب(strike- slip motion )   بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية .

وقد زاد النشاط التكتونى مرة أخرى مع نهاية الكريتاسى وامتد حتى الايوسين الأوسط ،  وتمثل فى الأحداث التالية :

-  حدوث رفع لبعض  قطاعات من الحافة الشمالية لمصر أدى الى التواء كتلى (  Block tilting ) ،  وقد حدث ذلك أثر الانهدام فى جنوب الأطلنطى . وتبع هذا الرفع تكوين الطيات الواسعة التابعة للأقواس السورية ،   وقد حدث نمو لهذه الطيات فى مراحل تالية حتى الايوسين الأوسط.

-   حدوث انهدام فى شمال شرق أفريقيا بامتداد عمودى على محاور الطيات.

-   حدوث رفع لساحل البحر المتوسط خلال الأيوسين المبكر الى الايوسين مع غمر بعض التراكيب وزيادة هبوط احواض الترسيب الداخلية وفتح البحر الأحمر .

صاحب تحول نوع الصهارة من قلوية الى بازلتية فى نهاية الحقب الأوسط وبداية الحقب الحديث تحول النظام التكتونى فى عصر الباليوجين من قوى الضغط فى الأقواس السورية الى قوى الشد فى البحر الأحمر وخليج السويس .

تكونت منخفضات البحر الأحمر وخليج عدن نتيجة لدوران شبة الجزيرة العربية فى اتجاه عكس عقارب الساعة بعيدا عن أفريقيا حول قطب الدوران المعتقد وجوده فى وسط أو جنوب وسط البحر المتوسط . وقد انشقت فتحة البحر الأحمر عند نهايته الشمالية بين فتحة خليج السويس والقص على امتداد خليج العقبة والبحر الميت .

2-3       النشاط الصهارى ( Magmatic )

يوجد مجال واسع لأعمار صخور القاعدة مما يدل على حدوث نشاطات صهارية وتكتونية متواصلة منذ 1200 الى حوالى 500 مليون سنة . وتضمنت هذه الفترة دورتين أساسيتين للنشاط الصهارى ( حشاد 1980 )  ،  الأقدم منهما من 1000 الى 850 مليون سنة وتشتمل على صخور الديوريت والتوناليت والجرانوديوريت ،  وامتدت الدورة الأحدث من 675 الى 500 مليون سنة وهى متمثلة بصفة أساسية بصخور الجرانيت الغنى بالفلسبار البوتاسى .

وتدل قياسات العمر بالنظائر المشعة على وجود نشاط صهارى خلال الحقب القديم ذو مجال  وتوزيع واسعين . يتمثل النشاط الصهارى فى الفترة المبكرة من الحقب القديم بالتحول الجرانيتى التكتوتى الذى يعتقد أنه قد نتج عن الصهارات المصحوبة بالتعديل الحرارى للقشرة التى زادت فى السمك ،  ويتحدد عمر هذه الجرانيتات فى المجال 675 الى 450 مليون سنة (  حشاد 1980 ) .

كما يشتمل النشاط الصهارى فى الفترة المتأخرة من الحقب القديم على البركانيات القلوية والمعقدات الحلقية التى تتراوح فى العمر من 554 ( وادى ديب )  الى 83 مليون سنة ( أبو خروق ) .

كما يعتقد وجود ثلاث اندفاعات بركانية ( المنيسى 1986 )  خلال الحقب القديم عن 350+10   ،  290+10 ،  230+10 مليون سنة .

وتشير الدراسات إلى وجود حدث صهارى  قلوى فى الحقب الأوسط خلال الفترة من العصر الجوراسى المتأخر الى العصر الكريتاسى المبكر ،  ويقدر عمره بحوالى 150 الى 130 مليون سنة . ويتحدد الحد الأعلى للنشاط الصهارى فى الحقب الأوسط فى الفترة من 100 الى 80 مليون سنة .                                                

وقد تضمن الحقب الأوسط مرحلة انتقالية فى نوعية الصهارة من قلوية خلال فترة الكريتاسى المتأخر – الثلاثى المبكر الى بازلتية فى النشاط الصهارى خلال الثلاثى المتأخر .

وتوجد مراحل متعددة للنشاط الصهارى خلال الحقب الحديث أهمها مرحلة الأيوسين المتأخر – الأوليجوسين المبكر ( منذ حوالى 40 مليون سنة )  ومرحلة الأوليجوسين المتأخر – المتوسين المبكر ( منذ 24 مليون سنة )  التى يعتقد مصاحبتها لفتح البحر الأحمر .

وقد أشير أيضا الى النشاط الصهارى الذى صاحب رفع كتلة العوينات بجنوب غرب مصر أثناء عملية انشقاق البحر الأحمر أيضا .