كيف تحمي الحشرات نفسها من الانقراض |
حكمت الخالق في خلق الحشرات |
|||||
أولا: صغر أحجامها إلى درجة أن عين الإنسان المجردة لا ترى كثيرا منها ، كما أن هذا الصغر يساعدها كثيراً على البعد عن خطر المواد الفتاكة المقصودة بها بسبب قدرتها على تهيئة المخابئ المناسبة اللازمة لمواجهة الخطر المحدق بها مهما صغرت الأمكنة وصعبت طبيعتها نظرا لاستفادتها من ميزة صغر حجمها. ثانيا: الاكتفاء بقليل من الماء والغذاء لفترات طويلة، وقدرتها على تحمل الظروف المناخية الصعبة، وقدرتها على التلون بلون البيئة الخارجية مما تصعب معه عملية التعرف عليها، ويساعدها على الاختباء بعيدا عن الإنسان في المخابئ الآمنة مهما بلغ سوء الظروف فيها حتى زوال الخطر. ثالثا: تغطي معظم أجسام الحشرات حراشيف وطبقات جلدية قوية المقاومة مما يحميها من الظروف الخارجية بما فيها تأثير السموم والمبيدات؛ فتقوم هذه الحماية بمنع نفاذ السموم إلى جسم الحشرة وتعطي الحشرة قدرة على مقاومة فعل المبيدات، كما تعطيها قدرة على الهرب من تلك السموم في أقسى ظروف التضاريس والمناخ فتنجو بنفسها من الهلاك والانقراض الذي يهددها. رابعا: ظاهرة التكاثر الحشري: فالتوالد بين الحشرات سريع جدا وكثيف جدا في الغالب؛ مما يجعل مهمة القضاء المبرم عليها أمرا مستحيلاً. خامسا: تملك الحشرات قدرة عجيبة على المناورة: فغالبها يملك قدرة الطيران وسرعة الحركة، أو الزحف مما يجعل صيدها أو القضاء عليها أمرا عسيرا. سادسا: قوة تحمل وصبروجلد: يسرها الله عز وجل للحشرات فى البحث عن الغذاء حتى ضرب الإنسان المثل في الإصرار والجدية والصبر عند جلب الغذاء وبنا المسكن بالنملة التي لها في ذلك فعل هو محل الإعجاب.
|
أولا: إظهار قدرته على الخلق والتكوين والتسخير وتناسق الصنع مع صغر حجم هذه الحشرات: وضعف حيلتها. قال الله سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ{73} » الحج . ثانياً: تسليطه سبحانه وتعالى هذه الحشرات لتعذيب الظالمين والمعاندين؛ للدلالة على ضعفهم عنده واحتقاره لهم بأن سلط عليهم أضعف خلقه فعجزوا عن دفعه. قال عز وجل: « فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ{133} » الأعراف . ثالثا: الانتفاع بها في مجال الدواء:وهذا الانتفاع قد يكون بأجزاء منها أو بما تفرزه في علاج بعض الأمراض أو الوقاية منها قال سبحانه وتعالى عن النحل:« وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ{68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{69} » النحل , وقد يكون بالانتفاع بها نفسها لمحاربة مسببات الأمراض وفيروساته. رابعاً: خلقها للاعتبار بها وحث الإنسان على كسب الموعظة منها من حيث صفة الخلق أو نوع التسخير أو السلوك: ويظهر ذلك في عدة مواضع فقال تعالى: « َتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ{19} » النمل. وكذلك ورد في سورة النحل فقال سبحانه : « وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ{68}» النحل. خامسا : يظهر عالم الحشرات حكمته الخالق وحرصه على التوازن البيئي: وتتجلى هذه الحكمة العظيمة في منع غلبة الجنس الحشري على الجنس البشري وذلك بتسليط الله سبحانه وتعالى بعض الحشرات على بعض فتقضي عليها إما بالتطفل أوبالافتراس. وكذا جعلها طعاما لبعض الحيوانات. والإذن بقتل المؤذي منها ولذا فإن «النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا» والوزغ هو الكبار من سام أبرص وهو من الحشرات المؤذية. وفي الجانب الاخر النهي عن التسلط على جنس الحشرات ومنع إفنائه حرصاً على بقاء النوع الحشري أسوة بالنوع الحيواني ولذلك شواهد ومنها انة روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نملة قرصت نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح؟ وفي رواية : فهلا نملة واحدة؟!). حملت ثلاث سور من سور القرآن الكريم أسماء ثلاث حشرات هي: النمل والنحل والعنكبوت؛ للتنويه بأهمية هذه الحشرات وضرورة الاعتبار بأحوالها والتأمل في ما يظهر من حكمة خلقها. إن كثيرا من الناس ينظر إلى هذه الحشرات كل يوم نظرة احتقار دون تأمل في حكمة الله من خلقها وما فيها من العبر والفوائد. فالهندسة المعقدة في بناء البيوت نجدها جلية في بيت العنكبوت. والادخار المنظم والسعي الذي لا يعرف الكلل هوحال النمل والمدن المنظمة والنظام المنسق نجده في خلية النحل وهكذا. إن عالم الحشرات وما فيه من عجائب مما يعيشه الإنسان في واقعه اليومي فهل يدفعنا الإدراك الواعي لحكمة خلقها إلى توظيف هذه الحكمة الإلهية من إيجاد الحشرات دعوياً والإفادة منها في هداية الناس؟
|
نشرت فى 11 سبتمبر 2009
بواسطة hanyembaby
هاني امبابي
TEL +966548220741 [email protected] »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,384,379
ساحة النقاش