بن عرس (العرسة) وهوسه بالذهب والفضة

 

 

 

 

 

أصبحت العرسة - هذا الحيوان الغامض الغريب - هماً مشتركاً بين الأحياء الشعبية الفقيرة والأحياء الراقية في المدن الكبيرة، حيث انتشر هذا الحيوان في الفترة الأخيرة وبأعداد كبيرة، ولم يقتصر انتشاره علي البيئات والمنازل الريفية، - حيث وجود الدواجن التي يتغذى عليها - بل تعداها إلي المدن، ويمكن القول بأنه لا يوجد «منور» أو سطح عمارة يخلو من هذا الحيوان المزعج الذي سبب انتشاره بهذه الصورة مزيداً من القلق والانزعاج لدي الكثيرين الذين عبروا عن هذا القلق بالعديد من الشكاوى.


هذا الحيوان الذي يتغذى علي الدواجن الحية جرت تسميته في الريف بـ«خناق الكتاكيت» لقدرته الفائقة علي التخلص من أعداد كبيرة من الكتاكيت، فالعرسة الواحدة يمكنها امتصاص دماء أكثر من مائة كتكوت في اليوم، ولهذا فوجوده في الأماكن القريبة من مزارع الدواجن أو منازل الفلاحين يعد خسارة فادحة تلحق بأصحابها، وقد عبر المثل الشعبي القائل «اللي يخاف من العرسة ما يربيش كتاكيت» عن مدي الخوف من هذا الحيوان دقيق الحجم، والذي يتسم جسمه بالرشاقة والسرعة ولهذا تصاب الدواجن عند رؤيته بهلع شديد.


والعرسة التي تتبع الفصيلة العرسية «رتبة اللواحم»، حيوان نشط جداً، خطواته سريعة، وجسمه مرن يهاجم الثدييات الصغيرة بجرأة ويأكل في شراسة الدواجن والفئران والبيض والضفادع والحشرات. وفي كتابه «أطلس ثدييات العالم» قال عنه الدكتور حسين فرج زين إنه حيوان مستطيل وممشوق الجسم بدرجة كبيرة وأطرافه بادية القصر، نحيفة ومزودة بمخالب دقيقة مدببة حادة، والأنف كليل وفي وسطه شق مستطيل، والأذن عريضة ومستديرة والعين صغيرة ولكنها قوية، أما فراؤه فهو أملس ولونه يميل إلي البني المحمر، والذكر أكبر بكثير من الأنثى، وليس له فترة تزاوج محددة، وتحمل الأنثى لمدة ٥ أسابيع وتضع من ٥ إلي ٧ صغار وله أنواع عديدة منها عرسة المنازل وابن عرس والعرسة المصرية وعرسة الماء،

 وينتشر ابن عرس في المناطق المنبسطة والجبلية وفي العراء والغابات والأماكن المنعزلة، والآهلة بالسكان، إذ لا يؤرقه المكان لأنه يعرف كيف يرتب نفسه وفق مستلزمات البيئة، ويجد في كل منها مخبأ صغيراً منيعاً، يتخفى فيه من أعدائه، فقد يكون هذا المخبأ وكراً في تجويف شجرة أو بين الصخور والجدران النخرة أو تحت جرف أو في جحور الفئران، أما في الشتاء فتتخفي في صوامع الأغلال والمخازن والحظائر وأسطح المنازل في القرى والريف.


أما العرسة المصرية فتهاجم الفئران بشدة وتعتبر مسئولة عن القضاء علي نسبة عالية منها، ولذلك تعتبر نافعة علي حد قول الدكتور أحمد عبدا لوهاب عبدا لجواد أستاذ تلوث البيئة بجامعة بنها إلا أنه في الوقت نفسه يعتبر ضاراً لأنه يهاجم الكتاكيت، ويتغذى علي دمائها لذا يلحق خسائر كبيرة بالثروة الداجنة، وفي الريف تشارك العرسة الإنسان في مسكنه وتنتشر بكثرة في مصر من شمال الدلتا إلي جنوب الوادي وفي عدد من الدول العربية مثل ليبيا والجزائر والمغرب. وقال عنه القز ويني في «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات» إنه حيوان يحب الحلي والجواهر لذا يسرق كل ما يقابله من ذهب وفضة أينما وجد.


ويشير «عبدا لوهاب» إلي أن هيئة النظافة وراء انتشار هذا الحيوان في القاهرة، لأنها لا تقوم يرفع القمامة من الشوارع، فتصبح البيئة مهيأة لتكاثر الفئران، وهو ما يشجع علي تواجد العرسة التي تتغذي علي كمية كبيرة من الفئران، حتى باتت ترتع في شوارع القاهرة، ولا تخلو السيارات القديمة منها، حيث تجد فيها مكاناً دافئاً وملائماً. ويشير إلي أن العرسة

المصدر /جريدة المصري اليوم مايو2006

 

 

 

E_ mail : [email protected]

 

hanyembaby

مهندس / هاني امبابي 00966548220741

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 1557 مشاهدة
نشرت فى 29 ديسمبر 2007 بواسطة hanyembaby

ساحة النقاش

هاني امبابي

hanyembaby
TEL +966548220741 [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,370,343