كل مناعنده الشعور بالذنب وتأنيب الضمير عند ارتكاب الأخطاء، ويقال إن من لا تشعر به لا ضمير لها. ولكن، من غير المعقول أن تعيشي  الشعور  بالذنب طوال الوقت ؛ لأن ذلك يقضي على جوانب كثيرة من حياتك المهنية والاجتماعية والزوجية.

ورغم أن الشعور بالذنب وتأنيب الضمير يتفاوت عند الناس، لكن الباحثين يقولون إنه قوي جدًا عند المرأة، ويفوق ثلاث مرات شعور الرجل به. وفي كل الحالات يجب ألا يدوم، وإلا أثر هذا على حالتك النفسية والفيزيولوجية، فكيف تتخلصين منه؟


في دراسة كتبتها الطبيبة النفسانية البرازيلية «لوزيانا هيكمان مارسيو»، تبين فيها أنه من الأهمية بمكان أن نعلم قبل كل شيء أن الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير ليس عاطفة كاملة أو حقيقية، وإنما شعور مؤقت، يبرز إلى السطح عندما ترتكب المرأة خطأ بحق الآخرين، أو تصرفًا مسيئًا للآخر من دون أن يكون هناك داع له. وأضافت «لوزيانا» في دراستها، التي اهتمت بها فئة كبيرة من نساء العالم، أن الشعور بالذنب هو أيضًا ردة فعل تبدو على شكل عاطفة ولكنها، على حد قول الطبيبة النفسانية، ليست عاطفة حقيقية وإنما مزيفة، وتداهم المرأة بشكل خاص، في مناسبات لا تستحق أن يكون هناك تأنيب للضمير
فهناك نساء يشعرن بتأنيب الضمير عندما يغصبن من شيء ما، أو يصرخن في وجه أولادهن، أو يفعلن شيئًا ما، مهما كان بسيطًا من دون علم أزواجهن. وهناك نساء يشعرن بالذنب وتأنيب الضمير؛ حتى عندما ينتابهن الحزن على أي شيء، مهما كان صغيرًا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كم من الوقت يستغرق الشعور بالذنب؟



الشعور بالذنب منذ الولادة:
إن آثار الشعور بالذنب توجد عند المرأة منذ مولدها، والدليل على ذلك بكاء الطفل الذي خرج من بطن أمه للتو. هناك تفسيرات طبية عديدة لبكاء الطفل الذي ولد للتو، ولكن القليل يتحدث عن السبب النفسي لهذا البكاء. وأضافت الباحثة: «هناك العديد من البحوث العالمية التي اطلعت عليها، والتي تقول إن السبب النفسي لبكاء الطفل الذي ولد للتو هو شعوره بالذنب؛ لأنه غادر بيئة تعود عليها في رحم أمه. هذا الطفل بالطبع لا يعرف ولا يعلم ولا يدرك بكاءه، لكن الأبحاث النفسية الحديثة تشير إلى أن لهذا البكاء علاقة بالشعور بالذنب»



المرأة تشعر بالذنب ثلاث أضعاف الرجل :
إن المرأة تشعر بالذنب وتأنيب الضمير بشكل يفوق الرجل بثلاثة أضعاف، مهما كان السبب صغيرًا أو كبيرًا، وحسب «لويزيانا» فإن هناك بعض النساء اللواتي يشعرن بتأنيب ضمير طويل الأمد عندما يفقدن عذريتهن بعد الزواج. وتابعت: «ذلك سبب لا يستحق أن يدوم وقتًا طويلاً؛ لأن على المرأة أن تعلم بأنها ستدخل إلى عالم آخر بعد الزواج، وستفقد بعضًا من البراءة التي كانت تشعر بها قبل الزواج. ولكن هناك نساء، وبحكم التربية المنزلية وتشدد الأبوين، لا يستطعن التخلص من عقدة ذنب فقدان العذرية بعد الزواج. وإذا لم تتمكن المرأة من التحكم بشعورها بالذنب فإن ذلك سيؤثر على كل الأمور المتعلقة بحياتها المهنية والاجتماعية والزوجية. ومن أهم ما يمكن أن يؤدي إليه الشعور الدائم بتأنيب الضمير هو دخول المرأة في عالم منغلق؛ أي أنها تصبح منغلقة على نفسها في عالم صغير مبالغ فيه. ومن النتائج الأخرى للشعور المتواصل بالذنب عند المرأة هو تشكل خجل ربما يصبح مرضيًا مع مرور الزمن، وكذلك الرهاب الاجتماعي. تعلّق «لويزيانا»: «الشعور بالدونية هو نتيجة أخرى خطيرة من نتائج الشعور المستمر بالذنب وتأنيب الضمير.



العامل الاجتماعي:
إن الشعور بالذنب يمكن أن يأتي بسبب عوامل اجتماعية عدة، وعلى رأسها الرغبة أن تتمتع امرأة ما بمكانة امرأة أخرى غنية، وذات مكانة اجتماعية هي لا تستطيع تحقيقها لنفسها. وتابعت الطبيبة: «بعض النساء ربما يقلن إن هذا الشعور هو حسد وليس شعورًا بالذنب، لكن اتضح من خلال بحوث كثيرة أن ذلك هو شعور بالذنب، يدخل في أعماق امرأة ما؛ لأنها لم تستطع أن تحقق ما حققته تلك المرأة الناجحة اجتماعيًا

ونوهت إلى ضرورة التفريق بين الحسد والشعور بالذنب، فالحسد قد يتضمن رغبة في إيذاء شخص ما ذي مكانة عالية في المجتمع؛ للحصول على تلك المكانة، بينما الشعور بالذنب لا يتضمن أي رغبة في إيذاء الآخرين، بل هو ندم يؤذي صاحبه فقط؛ لأنه لا يستطيع الحصول على مكانة اجتماعية هامة مثل غيره من الناس

كيف تواجهين الشعور الدائم بالذنب؟

- اطلبي السماح، واعتذري للآخرين الذين أخطأت بحقهم، وكوني شجاعة وحاولي إزالة الآثار الناجمة عنها.
- لا تشعري بالذنب إذا تمنيت أن يكون لديك ما عند الآخرين، شريطة ألا تتمنين زوال النعمة من عندهم.
- اعلمي أنك لو رفضت الاعتذار ممن أخطأت بحقهم فسيتحول شعورك اللاواعي إلى أرشيف تتكدس فيه ملفات حتى السقف، وفي النهاية سيصعب التعامل معه، وستوصفين بأنك عديمة الضمير.
- لا تكوني ممن يهوين تأنيب الضمير، فهذا قد يصيبك بأمراض نفسية تحتاج إلى معالجة حقيقية للتخلص منها.
- لا تختاري الأماكن المغلقة للجلوس فيها؛ فهذا سيفتح أمامك كل أسباب الإحساس بالذنب، إن كانت جاهزيتك موجودة.
- ابحثي عن المبررات على ألا تتخطي حدود الأخلاق، فأنت مثلًا تركت ابنك في البيت لأنه برعاية الخادمة، ولا داعي للقلق.
- افتحي قنوات للمرح من خلال زيارة الصديقات أو القيام بهواياتك؛ فهذا يبعدك عن الحزن الذي يؤدي إلى الشعور بالذنب إن كنت تفكرين بمسألة معينة.

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 259 مشاهدة
نشرت فى 19 نوفمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,772,136