بوابـة العلم والتكـنولوجيا

آفـــاق جديدة فى التكنولوجيا

الكتاب الالكترونى

 

هنالك عدة تعريفات للكتاب الإلكتروني، أحدها هو: (وسيط رقمي مكافئ لمحتوى كتاب ،

ورقي مطبوع

تجري قراءته على جهاز رقمي خاص أو على حاسوب شخصي أو على جهاز  محمول

(موبايل مثلاً).
المشكلة في هذا التعريف أنه يحد من إمكانات الكتاب الإلكتروني بجعله مجرد نسخة إلكترونية من كتاب ورقي، مع أن الكتاب الإلكتروني يتفوق على الكتاب الورقي بإمكان احتوائه على تسجيلات صوتية ومواد تفاعلية وأفلام، وكذلك الربط المباشر مع الإنترنت.
وما يجمع بين الكتابين الإلكتروني والورقي هو أنهما مادة إعلامية أو تعليمية ثابتة، وللقارئ حرية قراءتها وقتما يشاء وبالسرعة والطريقة اللتين يرغب فيهما (التتابع الذي يرغب فيه)، ويختلفان بهذا عن وسائل إعلامية أخرى كالسينما والتلفزيون والإنترنت (الإنترنت ذات محتوى غير

الكتاب الالكترونى هو عبارة عن ملف نصي يشبه في ترتيبه الكتاب المطبوع. انتشرت الكتب الالكترونية بعد التقدم الكبير الذي حصل في مجال الطباعة وتخرين المعلومات الكترونيا بواسطة الحواسيب. بعد ظهور الانترنت أصبح شراء الكتب الالكترونية أمرا ملحوظا في مواقع التجارة على الشبكة العالمية. بالنسبة للأحجام فهي تتراوح ما بين بضعة مئات من الكيلو بايتات إلى أكثر من مئة ميغابايت في بعض الأحيان، ويأتي هنا عامل ملفات الميديا (صوت، صورة، وفيديو) ليزيد من احجام الكتب طرديا كلما زادت نسبتها فيه. بعض الانساق تستعمل بكثرة في صناعة الكتب الالكترونية فمثلا ملفات pdf وchm هي أكثر الانساق التي تستعملها شركات النشر عند صناعة كتاب الكتروني.
ولكن مع هذا التقدم العلمى يجب ان نعرف ان الكتاب الالكترونى له مميزات عن الكتاب المنشور

أســـــباب انتشـــــار صناعة النشر الإلكتروني (الكتــــاب الإلكتروني) بـــــدلاً من الكتاب الـــورقي (التقليدي) فى نقاط :
التضخم الهائل في حجم المطبوعات الورقية.
● ارتفاع التكلفة المادية للطباعة سواء من حيث العمالة أو الورق أو الحبر أو غير ذلك في دور النشر التقليدية.
● ظهور قواعد المعلومات والأقراص المضغوطة وانتشار استخدامها.
● انتشار استخدام الحاسب الآلي في المكتبات ومراكز المعلومات والقطاع الخاص والقطاع الشخصي.
● انتشار استخدام الخط المباشر (
on-line) في المكتبات، واسترجاع المعلومات من الحاسب الآلي المركزي عن طريق الموزع (server).
● استخدام الحاسب الآلي في التضعيف الصوتي من قبل الناشرين.
● ربط تكنولوجيا الحاسب الآلي وتقنيات الاتصالات المتعددة للوصول إلى المعلومات.
● إنشاء وتطوير نظم المكتبات الإلكترونية.ويعد الكتاب الإلكتروني من التطورات الحديثة في نظم أجهزة معالجة النصوص، التي تمكن القارئ من الانتقال من فصل إلى آخر أو من موضوع إلى آخر أو من فقرة إلى آخري من خلال تحديد ما هو مطلوب بواسطة استخدام مؤشر الحاسب (
mouse) ليتم بعدها الانتقال المباشر إلى الموضع المحدد. ، وعلى هذا فإن الكتاب الإلكتروني هو:1- قراءة نص إلكتروني على جهاز معين مثل _ جيم ستار _ gem star) (.

 2- قراءة نص إلكتروني على جهاز حاسب شخصي أو محمول أو كمبيوتر اليد وهذا يعني في بعض الأحيان تحميل النص بأكمله على الجهاز ثم قراءته من خلال برمجيات مخصصة لهذا الغرض أو قراءته مباشرة على الخط المباشر من خلال المتصفحات.


مزايا الكتب الإلكترونية:

* الحفاظ على البيئة من خلال الحد من التلوث الناتج عن نفايات تصنيع الورق.
* توفير الحيز المكاني   * إتاحة المعلومات السمعية لفاقدي البصر
* تقليل الوقت والجهد المستخدم في عملية التزويد.
* ضمان عدم نفاذ نسخ الكتاب من سوق النشر، فهي أنها متاحة دائما على الإنترنت ويستطيع الفرد الحصول عليها في أي وقت.
* إتاحة الفرصة أمام المؤلف لنشر كتابه بنفسه إما بإرساله إلى الموقع الخاص بالناشر أو على موقعه الخاص  * الكتاب الإلكتروني أقل تكلفة على القارئ من الكتاب الورقي.
* القدرة على تخطى الحواجز والموانع والحدود والتعقيدات التى يصادفها الكتاب الورقى
* التخلص من قيود الكمية للطبعات وعدم نفادها.
* الكتاب الإلكتروني يتيح التفاعل المباشر بين الكاتب والقارىء
* توفير تكلفة الطباعة والتوزيع .
سهولة حمله فى مكان

يمكن القراءة فى  الظلام الضوء الخفيف الا أنها تكون مزوده بوحدات إضاءة اضافيه.

يمكن تحويل النظام البصري الى النظام السمعي عند الإجهاد البصري.
والأسباب التي جعلة للكتاب الالكترونى انتشار واسع سهولة التعامل مع جهاز الحاسب الآلي والأجهزة الالكترونية بمختلف أنواعها وأيضا سهولة إدخال البرامج على الكتاب الالكترونى والتشغيل به .

 

1-. القابلية للنقل حيث يمكن تحميل عدد من الكتب في وقت واحد وفي مكان واحد وفي ذلك توفير الحيز.
2
-. إمكان الوصول السريع للكتب الإلكترونية وإتاحتها للقراء بأقصر وقت ممكن.
3
-. إتاحة الكتب الإلكترونية بأشكال متعددة لتناسب مختلف أنواع القراء كفاقدي البصر وكبار السن.
4
-. قابلية الكتب الإلكترونية للبحث في كامل أجزاء النص.
5
-. إمكان إضافة حواشي وتعليقات على أجزاء الكتب وتجميعها عند الحاجة لكتابة مقال أو بحث أو نحوه.
6
-. إمكان ربط كلمات أو عبارات في بمصادر إلكترونية أخرى كالقواميس ودوائر المعارف.
7
-. إمكان دعم الكتب الإلكترونية بالوسائط المتعددة نحو الصوت والصورة الساكنة والمتحركة.
8
-. خفض الزمن المستغرق في النشر وكذلك التكلفة حيث لا يتم الطباعة على الورق.
9
-. إمكان النشر الشخصي.

- إمكان البحث ضمن الكتاب بحثاً آلياً، مما يوفر عناءً كبيراً على القارئ، والبحث الآلي لا يتوقف عادة على البحث النصي، بل يمكنه أن يكون أكثر ذكاءً، بحيث يمكن العثور على كل ما يتعلق بموضوع معيَّن أو فكرة معيَّنة داخل الكتاب، أو داخل مجموعة من الكتب.
-
المرجعية الداخلية والخارجية المباشرة، إذ يمكن عن طريق النقر على عبارة أو كلمة تحوي ارتباطاً داخل الكتاب الانتقال مباشرة إلى موضع آخر من الكتاب، وهذا ما يؤمن انتقال القارئ بالطريقة التي يريدها ضمن مواضيع مترابطة، ويمكن أن يكون الرابط إلى موضع على الإنترنت، بحيث يمكن للقارئ أن يطَّلع مباشرة على مرجع يذكره الكتاب، ويمكن أن يكون الرابط إلى موقع مناقشة لإبداء الرأي أو معرفة رأي الآخرين بالكتاب، وهذا مما يضيف بعداً اجتماعياً إلى قراءة الكتاب.
-
قراءة الكتاب الإلكتروني إجمالاً مريحة أكثر من قراءة الكتاب الورقي، إذ يمكن الجلوس بوضعية مريحة أمام شاشة الحاسب، ولا داعي لحمل الكتاب باليدين.
-
يمكن تخزين عدد كبير من الكتب الإلكترونية ضمن حجم فيزيائي صغير جداً، مقارنة بالحجم الذي تشغله الكتب الورقية.11-
-
يمكن نسخ الكتب الإلكترونية بسهولة ودون أي كلفة تقريباً، مما يعني أنه لا داعي للخوف من نفاد نسخ الطبعة، أو عدم توفر الكتاب، فالناشر قادر بسهولة على توفير النسخ.
-
مع توفر الإنترنت أصبح توزيع الكتاب الإلكتروني أسهل كثيراً من توزيع الكتاب الورقي، وهو يصل إلى يد 12-القارئ بعد طلبه بدقائق معدودة، أو حتى خلال عدد من الثواني.
-
مع أن قراءة الكتاب الإلكتروني في جميع الأحوال تستهلك قدراً ما من الطاقة الكهربائية، إلا أن 13-الكتاب الإلكتروني يعدُّ صديقاً أفضل للبيئة من الكتاب الورقي، لأن صناعته لا تتطلب استخدام خشب الأشجار أو الحبر أو مواد أخرى.
-
الأشخاص الذين يجدون صعوبة في القراءة يمكنهم الاستفادة من ميزة تكبير النص في الكتاب الإلكتروني، الموجودة في معظم أنظمة الكتب الإلكترونية، كما يمكنهم الاستفادة من ميزة القراءة الآلية للنص، التي تحوِّل النص أوتوماتيكياً إلى كلام مسموع.
-
الكتاب الإلكتروني يمكن أن يحوي تسجيلات صوتية (فائدة ذلك تتجلى في كتاب يتحدث عن تاريخ الموسيقا مثلاً) وأفلام فيديو ومواد تفاعلية (الكتاب يمكن أن يكون تعليمياً، يطلب من الدارس أن يقوم بالإجابة مباشرة، وينبهه الجهاز الإلكتروني في حال ارتكابه أخطاء).
-
الكتب الإلكترونية إجمالاً أرخص كثيراً من الكتب الورقية، بسبب انخفاض كلفة الطباعة والنسخ والتوزيع.
وهكذا، فللكتاب الإلكتروني ميزات عديدة وهامة ينبغي الاستفادة منها.

عيوب الكتب الإلكترونية:

 

1-. ارتفاع أسعار القارئات وتعطلها وتقادمها نتيجة للتقدم السريع للتقنية.
2
-. قلة عدد العناوين المتاحة إلكترونيًا خصوصًا باللغة العربية.
3
-. ارتفاع أسعار الكتب الإلكترونية مقارنة بنظيرتها المطبوعة.
4
-. تواجه الكتب الإلكترونية مشكلات الحفظ والصيانة وعدم التوافق مع البرمجيات المختلفة.
5
-. مشكلات تواجه المكتبات والقراء تتعلق بحقوق النشر

* إمكانية انتهاك حقوق الملكية الفكرية* ضوء الشاشة المزعج والمجهد للعين
* عدم توفر أجهزة القراءة على نطاق واسع* بسبب سهولة نسخ الكتاب الإلكتروني، فإنه من الصعب
منع الاعتداء على حقوق نسخ الكتاب وتوزيعه، ومع ذلك فإن معظم الأجهزة والبرامج تقوم بتوفير نظام لإدارة الحقوق الرقمية لمنع النسخ غير الشرعي للكتاب، لكن هذه الأنظمة لها مشاكلها أيضاً، إذ إنها تقيد أحياناً حرية القارئ وحقه الطبيعي في قراءة الكتاب، فقد تشترط ألا تتم القراءة إلا على جهاز واحد، وهذا يعني ضياع حق القارئ بالقراءةبعدانقضاءالعمرالتشغيلي للجهاز.
-
بسبب التطور السريع لأنظمة التشغيل والبرامج والأجهزة، فقد تصبح الكتب القديمة غير قابلة للقراءة على الأجهزة والأنظمة الحديثة، إلا أن الشركات التقنية توفر عادة إمكان قراءة الكتب
القديمة فى الاجهزة والبرامج الجديدة. وهكذا، فللكتاب الإلكتروني مشاكله الخاصة به، لكنها مشاكل قابلة للحل.

أهمية اعتماد الكتاب الإلكتروني في بلادنا العربية


-
تأتي هذه الأهمية من انخفاض الكلفة، إذ تعاني سوق الكتب العربية مشكلة ارتفاع سعر الكتاب قياساً إلى متوسط دخل الفرد في البلاد العربية عموماً، وفي سورية خصوصاً. والجزء الأكبر من هذه الكلفة يصرف على الورق والطباعة (خصوصاً إذا كان الهدف إنتاج كتاب ملوَّن متميِّز)، والطباعة تقنية مستوردة لا يمكن التحكم بكلفتها، أما التكاليف الأخرى، مثل: حق المؤلف والناشر والموزع فهي تخضع لقانون العرض والطلب المحلي، لذلك فالاعتماد على الكتاب الإلكتروني يؤدي إلى توفير الكتب بسعر أقل، مما يحقق انتشاراً أكبر يفيد القارئ والناشر معاً.
-
ويؤمن هذا الاعتماد توجهاً نحو جيل الشباب الذي لا يقرأ، بسبب إقبال الشباب عموماً على استخدام التقنيات الحديثة، مثل الموبايل والحاسوب والإنترنت والمحطات الفضائية... إلخ، للحصول على الثقافة

. أنواع الكتب الإلكترونية:-

الكتب التي تقرأ على جهاز خاص، وعادة ما تكون هذه الأجهزة خفيفة الوزن، يمكن حملها بسهولة، وتستطيع أن تستوعب عدداً كبيراً من الكتب، لكن مشكلتها أنها لا تقبل إلا تنسيقات خاصة من الكتب، والكتاب الذي يمكن أن يقرأ بأحد هذه الأجهزة لا يمكن أن يقرأ إلا في أحوال نادرة على جهاز من نوع آخر.

-      الكتب التي تقرأ على الأجهزة المحمولة، مثل الموبايل والمساعدات الرقمية، وهناك عدة برامج كمبيوترية مخصصة لقراءة الكتب على الأجهزة المحمولة، وكل منها يقبل نوعاً محدداً من الملفات (Acrobat Reader و Microsoft Reader وPalm Reader)، وتوفر هذه البرامج عادة تقنيات لوضوح ظهور الأحرف على شاشة الجهاز المحمول، وإمكان وضع تعليقات وإشارات على الصفحات، إضافة إلى البحث، إلا أن سهولة القراءة والتصفح محكومة بصغر حجم شاشةالجهازالمحمول.
- قراءة الكتب على الحاسوب الشخصي، إذ يتمتع الحاسب الشخصي بكبر حجم الشاشة وسهولة التفاعل، مما يجعله بيئة جيِّدة لقراءة الكتب الإلكترونية. وتنقسم تقنيات الكتب الإلكترونية على  الحاسوب الشخصي إلى ثلاث فئات:

-     
أ- محررات النصوص، وتتدرج من البسيطة جداً (التنسيق النصي، برنامج المفكرة)، إلى المتوسطة التعقيد التي يمكن أن توضع بوساطتها تنسيقات خاصة للنصوص إضافة إلى الصور والألوان (تنسيق برنامج الدفتر)، إلى المتطورة جداً (برنامج وورد). والمشكلة الأساسية في هذه التنسيقات أنه يمكن تعديل النص بسهولة، مما يفقده مصداقيته ويعرِّضه للتخريب، كما أن هذه التنسيقات لا توفر ميزات التنقل السهل، إذ لايوجد فيها فهرست،.
والبحث يقتصر على البحث النصي

-      ب- البرامج المخصصة لتبادل الوثائق، وأشهرها برنامج Acrobat من شركة Adobe، وهو البرنامج الأكثر استخداماً على المستوى العالمي في مجال الكتب الإلكترونية. ويتميَّز هذا البرنامج بجودة إظهار النصوص على الشاشة وصغر حجم ملفاته وميزات متقدمة في الطباعة. إلا أن المشكلة الكبيرة التي يعانيها هي أنه يظهر الكتاب على شكل صفحات منفصلة غير قابلة للتعديل، مماثلة بالشكل للصفحات الورقية. في حين أنه لا حاجة لذلك على شاشة الحاسوب، وهذا ما يؤدي إلى الحد من إمكان التصميم وصعوبة القراءة، لأنه إذا أراد القارئ تكبير حجم النص، أو تكبير صورة، فإنه بحاجة إلى تكبير كامل الصفحة، مما يعني أن جزءاً منها سيصبح خارج إطار العرض، وهذا ما يجعل التصفح منهكاً للغاية، إضافة إلى أن النسخة المجانية منه تفتقر إلى الميزات المطلوبة في قراءة الكتب الإلكترونية،
مثل،وضع التعليقات والعلامات.

-      ج- تقنية HT ML، أي تقنية صفحات الويب ذاتها. وتبدو فكرة نشر الكتب بهذه التقنية فكرة ذكية، لأنها مصممة خصيصاً للقراءة على شاشة الحاسوب، إلا أن مشكلتها مرتبطة بأن القراءة بوساطتها تجري ضمن برنامج متصفح الإنترنت (إنترنت إكسبلورر أو فايرفوكس)، وهذه البرامج لم تصمم لقراءة الكتب بسبب افتقارها إلى ميزات أساسية، مثل وجود فهرست والبحث في الكتاب ووضع تعليقات وعلامات.
د- برامج تعتمد على تقنية صفحات الويب مضافاً إليها ميزات خاصة بالكتب، مثل الفهرست والبحث ووضع التعليقات والعلامات وفتح أكثر من صفحة في الوقت ذاته... إلخ، والمشكلة في هذه التقنيات أنها تفتقر إلى التقييس، إذ يوجد عدد كبير منها، والكتاب الذي يمكن قراءته بوساطة أحدها، لا تمكن قراءته بغيره، ولم يستطع أي من هذه البرامج فرض وجوده على الساحة التقنية. ومن هذه البرامج ذلك الذي طوَّرته شركة سورية مقرها اللاذقية هي شركة أرموي، وموقعها هو www.ourmawi.com

ما هو مستقبل الكتاب الإلكتروني؟
وهل سيحل محل الكتاب الورقي؟

 

 

هذان سؤالان يصعب الإجابة عليهما في الوقت الراهن لجدة هذا الوعاء وعدم تعود القارئ على القراءة من الشاشة من جهة وللحاجة إلى تقنيات معينة كما ذكرنا سابقًا من جهة أخرى. وقد توقعت مؤسسة آندرسون للاستشارات أنه في عام 2005 ميلادية ستبلغ مبيعات الكتب الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 10% من مجموع مبيعات الكتب. وسيكون ثلث مبيعات الكتب الإلكترونية مقتطعًا من مبيعات الكتب الإلكترونية.

وبناءً على ذلك فإن الكتب الورقية ستتعايش جنبًا إلى جنب الكتب الإلكترونية إلى فترة من الزمن خصوصًا في بعض الموضوعات الأدبية كالروايات والقصص. وفي رأي الشخصي أن المستقبل سيكون للكتاب الإلكتروني لأن النشر الإلكتروني سيكون أسهل ومتاحًا لشريحة أكبر من المؤلفين. كما أن سلوكيات البحث عن المعلومات والعادات القرائية ستتغير أيضًا لدى شرائح المجتمع الأصغر سنًا الذين هم أكثر تعودًا واستخدامًا للحاسب والإنترنت. فالعبرة في الحصول على المعلومة التي نحتاجها في الوقت المناسب وليس في شكل الوعاء وهل هو ورقي أم إلكتروني. ويضاف إلى ذلك أن المستقبل سيكون أيضاً للمكتبات الإلكترونية التي ستكسر الحواجز الزمنية والجغرافية وتوفر المعلومات لمن يحتاجها في أي مكان وفي أي وقت.

 

و(للكتاب المطبوع مستقبل)
فقد ذكر( إمبرتو إيكوا) في محاضرته القيمة التي ألقاها في مكتبة الإسكندرية بمناسبة افتتاحها : "كانت المكتباتُ عبر القرون وسيلةً مهمة للحفاظ علي الحكمة الجماعية. وكانت ومازالت نوعا من العقل الكوني الذي يمكننا من خلاله استعادة ما نسيناه أو معرفة ما نجهل من الأمور أو المعلومات. ولذا فالمكتبة هي أفضل ما صممه العقل البشري لمحاكاة العقل الإلهي حيث تري فيها الكون بأكمله وتفهمه في ذات الوقت." ثم يردف: "المقالات التي تنشرها الصحف والأبحاث التي يقدمها بعض الباحثين الأكاديميين تتحدث كثيرا عن احتمالية موت الكتاب وذلك في مواجهة عصر الكمبيوتر والإنترنت. فلو كان لزاما علي الكتب أن تختفي، مثلما حدث لألواح الطين والمسلات التي تنتمي لحضارات عصور سحيقة لكان هذا سببا وجيها لإلغاء المكتبات ، على أنني أنتمي إلي تلك الحفنة من الناس التي مازالت تعتقد أن للكتاب المطبوع مستقبلا. وأن جميع المخاوف المتعلقة باختفائه ما هي إلا مثال آخر لبعض المخاوف المرعبة المتعلقة بانتهاء شيء ما، بما في ذلك انتهاء العالم." وتكلّم إيكو عن تخوّف الفرعون القديم من اختراع الكتابة التي من الممكن أن تعطل الوظائف الحيوية للعقل البشري ومقدرته على التذكّر. هو ذاته الخوف الأبدي من كل مستحدث تكنولوجي جديد من تعطيل قدرات حيوية يمتلكها الإنسان بالفعل دون هذه التقنية الوليدة. وهو ذاته خوف القس كلود فرولو في نوتردام هيجو، الذي بدأت به ورقتي، على جدران كاتدرائيته الحبيبة جراء اختراع المطبعة. وهو ذاته خوف الفنانين على فنّهم حين اختُرعت الكاميرا الفوتوغرافية. وهو هو خوفنا على لغتنا العربية المكتوبة من جراء سيادة ثقافة الصورة في منتصف القرن الماضي ثم من غول مستحدث اسمه الرقمية والانترنت. .. على أن الحاسب الآلي عند ظهوره الأول في الوجود كان مجرد آلة تستطيع فقط أن تقوم بخطوة واحدة تتلوها خطوة أخرى. والحال أنه مازال يعمل على نفس النحو علي مستوي لغاته الأساسية. أي أنه يعمل علي أسس ثنائية رقمية عبارة عن: صفر واحد ثم صفر واحد (0/1- 0/1) وهكذا. لكن مُخرجاته لم تعد أفقية كما كانت، بل غدت تشاعبية ترابطية متوالدة متفجرة. وهو ما نعنيه بالروابط الإلكترونية التشعبيّة Hypertext. وهو ما استُحدِثَ على الكتاب التقليدي الذي تربينا عليه جميعُنا. ففي الكتاب التقليدي كان علي المرء أن يقرأ من اليسار إلى اليمين، أو من اليمين إلى اليسار، أو من أعلي إلى أسفل، حسب طبيعة اللغة المقروءة. هي قراءة في شكل أفقي. وبوسع المرء بالطبع أن يقفز عبر الصفحات جيئةً ورواحًا ليعاود قراءة شيء ما أو للتحقق من أمر ما في الصفحة. أما النص الذي يحتوي علي روابط إلكترونية فهو شبكة متعددة الأبعاد والحقول يمكن لكل نقطة فيها تلتقي وتتقاطع مع أي نقطة أخرى. وشبكة الإنترنت العالمية (www) تقدم نصوصًا ذات روابط إلكترونية (Hypertexts)، فتمثّل ما يشبه مكتبة عظمى تغطي أرجاء العالم. فشبكة العنكبوت هذه هي "نظام" عام يحوي في إطاره جميع النصوص ذات الروابط الإلكترونية (Hypertext) الموجودة في العالم. ولا جدال أن تقنية الهايبر تكست، أو النص الارتباطي، قد سهلّت كثيرا مهمة البحث في المراجع والموسوعات عن معلومة محددة في ثوان قليلة، عوضًا عن البحث القديم في موسوعات ورقية من مجلدات ضخمة يبلغ عددها العشرات مثل إنسيكلوبيديا بريتينيكا أو ليكسكون وغيرهما. لذلك فإن النصوص ذات الروابط الإلكترونية (hypertexts) ستؤدي حتما إلى اختفاء الموسوعات والمراجع الورقية، فبالأمس كان من الممكن الحصول علي موسوعة كاملة في قرص مضغوط، أما اليوم فقد أصبح من الممكن الحصول علي هذه الموسوعة علي شبكة الانترنت بمجرد الاتصال بها، مع ميزة إنها تسمح لك بالقيام بالربط بين أجزاء في داخل النص وباستعادة المعلومات في صورة غير أفقية. هذا مع ضآلة المساحة التي تحتلها الموسوعات الإلكترونية مقارنة مع الموسوعة المطبوعة، إلى جانب سهولة تحديث الموسوعة الرقمية مقارنة بالمكتوبة. هذا عن المراجع والموسوعات، فماذا عن الكتاب المقروء سواء الأدبي أو العلمي أو الفلسفي؟ يذهب إمبرتو إيكو إلى أن الكتاب لا يمكن أن ينقرض، لا على المستوى المادي، كمجلد ورقي نحمله في أيدينا، ولا على المستوى الافتراضي، كمادة طباعية نخرجها من الحاسوب لنطالعها أو نحتفظ بها. مؤكدًا رأيه بقوله: "لو حدث أن تحطمت بك السفينة في جزيرة منعزلة، لا تستطيع فيها أن تجد مصدرا للتيار الكهربائي لتشغيل الكمبيوتر، فإن الكتاب يعدُّ حيئنذ أداة لا تقدر بثمن فحتى لو كان بحاسوبك بطاريات تشحن بالطاقة الشمسية فإنك لا تستطيع أن تقرأ بسهولة وأنت تتمدد فوق شبكة معلقة بين شجرتين، فالكتب مازالت أفضل رفيق إذ تنتمي إلى مجموعة الأشياء التي لم تتعرض للمزيد من التطوير بعد اختراعها وذلك لأنها في أحسن حال علي ما هي عليه منذ اختراعها مثلها مثل المطرقة، السكين والمعلقة والمقص(...) وربما تحقق الكتب الالكترونية نجاحا كمصادر للبحث عن معلومات ما، شأنها في ذلك شأن المعاجم أو الوثائق المميزة، وربما تعين الطلاب الذين لزاما عليهم أن يحملوا عشرات الكتب عندما يذهبون إلى المدرسة، ولكن الكتب الالكترونية لن تصلح كبديل للكتب التي نحب أن نصطحبها معنا إلى الفراش عند النوم. كما أن هناك العديد من الاختراعات التكنولوجية التي لم تؤد إلى انقراض ما سبقها من اختراعات، فالسيارة مثلا أسرع من الدراجة ولكنها لم تتسبب في انقراض الدراجة. وهذا يعني أنه في تاريخ الثقافة لم يحدث أن قام شيء ما بقتل شيء آخر، ولكن كان هناك شيء يغير بصورة جذرية شيئا آخر."

 

ويرى بعض المحللين أن مستقبل الكتاب الإلكتروني يحتاج إلى مزيد من الفحص لأسباب عديدة منها: أن الكتب الإلكترونية لن تحل محل الكتب الورقية عمومًا، وستبقى الكتب الورقية؛ ولكن هناك كتب معينة لن تصدر إلا إلكترونيًا. كما أن تزايد الكتب الإلكترونية التي تعالج موضوعات أكاديمية سيزيد من إقبال الطلاب الذين يعدون أبحاثًا على استخدامها لسهولة البحث والاسترجاع مقارنة بالكتب الورقية. أيضًا فإن كتب المستقبل الإلكترونية ستستغل طاقات الحاسب لتحسين القراءة من زوايا عديدة كإمكان إصدار نسخة مسموعة من الكتاب إضافة إلى النص، وكذلك إصدار نسخ مختلفة من النص تتناسب مع طبيعة فئات القراء، ودمج النص مع الفيديو والصوت.

ويرى أصحاب دور النشر بان "الإلكتروني لن يتمكن من إزاحة الكتاب المطبوع، لأن أجهزة الكمبيوتر ستظل محدودة بين طبقات معينة من المجتمع لفترات طويلة، إضافةً إلى أن الكتاب الورقي سيبقى هو المرجع، خاصة للباحثين المدققين فالأقراص (الليزرية) تتعرض للتلف بسرعة، إلى جانب إمكانية تعرضها للفيروسات في المستقبل وللأعطال".
ولهذا السبب يرى حسان مسئول التسويق بأحد دور النشر أن "الأقراص الممغنطة ستظل مجرد مساعد أو وسيط، لكنها لن تكون بديلاً عن الكتاب الذي سيظل المرافق للإنسان في أي مكان، في حين لا تعمل الأقراص سوى على أجهزة الكمبيوتر، ولا يستطيع الإنسان التعرض لها في كل وقت، كما أن كبار السن قد يصعب عليهم التعامل معها، وستظل متعة القراءة من الكتاب المطبوع لا تجارى من الكتاب الإلكتروني".
بدوره قال صاحب أحد دور النشر (أبو محمد) أن "الكتاب الإلكتروني بدأ بالفعل في تحقيق نجاحات مع زيادة انتشار أجهزة الحاسب في العالم العربي، ولكن الجمهور الذي يتعرض لهذه الكتب لا يشكل خطراً على الكتاب بصورته التقليدية، لأن قراء الكتاب الإلكتروني في صورته الحالية هم جمهور جديد لم يكن في السابق مقبلاً على القراءة، وإنما أقبل عليها بعد أن أصبح الكتاب لا يضم مواد مقروءة فحسب، ولكن يتضمن كذلك مواد صوتية ومرئية، ومعلومات تفاعلية ووسائل إيضاح مختلفة تستخدم كل إمكانيات الكمبيوتر"، مشيراً إلى إن "الكتاب الإلكتروني لا يمثل خطراً على الكتاب التقليدي بقدر ما يمثل تعضيداً وإضافة له، ومن أمثلة هذه الكتب الأقراص الخاصة ببرامج تعلم الكمبيوتر".
ولكن كما يقبل القراء على نوعية محددة من الكتاب الورقي فلا ينكر أبو محمد أيضا أن "الكتاب الإلكتروني نجح في زحزحة الكتاب التقليدي في عدد من النوعيات التي كانت تحقق مبيعات كبيرة، ومن أمثلة ذلك الكتب التي تقوم على المقارنة ككتب الفقه، لأن القارئ أصبح بإمكانه بواسطة الكتاب الإلكتروني أن يصل إلى المعلومة بصورة أسهل والبحث عن رأي أكثر من فقيه في نفس المسألة بمجرد ضغطة على جهاز الكمبيوتر، وهو أمر كان يستغرق وقتا كبيراً من البحث في الكتب للوصول إلى ذات المعلومة".
من جهته صاحب دار نشر الإيمان بدرالدين الكوا قال إن " الكتاب الالكتروني سهل عملية البحث وكذلك ساعد على إيجاد ملخصات للكتب، تشرح مضمون الكتاب بشكل موجز ومكثف"، وكشف أن "أكثر الكتب مبيعاً بالنسبة للكتاب الالكتروني هي الكتب التي يحتاجها الباحثين العلميين وذلك لأنها تسهل عليهم عملية التنضيد على جهاز الكومبيوتر

الأرخص ثمناً
وتوقع المسؤول عن المبيعات في إحدى دور النشر (عماد) أن "تتراجع مبيعات الكتب المطبوعة في أنواع معينة أكثر خلال الأعوام القادمة، فالوسائط الجديدة للنشر توفر الوقت والجهد للكثير من الشباب والمستخدمين عموماً للحصول على معلومة معينة في ثوانٍ بسيطة، هذا بالإضافة إلى انخفاض أسعارها بالمقارنة بأسعار الكتب، فالقاموس المطبوع في كتاب يصل ثمنه إلى (300 ليرة) وإلى أكثر من هذا أحيانًا، في حين أن الـ CD الخاصة ببرنامج المترجم لن تتكلف سوى (50ليرة) وسيحصل منها على المعلومة في ثوانٍ".
في حين أن الطالبة رهام (ماجستير إعلام) ذكرت أن "متعة القراءة الورقية لا تعادله متعة، إلا أن متطلبات العصر ومغريات الحياة تبدلت في الآونة الأخيرة وتبدلت معها أسعار الكتب، الأمر الذي يضطر في معظم الأحيان إلى تحميل الكتاب من الانترنت وقراءته بشكل إلكتروني سواءً من الكومبيوتر أو عبر الموبايل، ولكن بشرط أن تكن النسخة أصلية ومشابهة للنسخة الورقية ومن مواقع معروفة".
سيريانيوز

 

أما بالنسبة للعيوب المصاحبة للكتب الإلكترونية فأتوقع زوالها بعد انتشار النشر الإلكتروني واستقرار مفاهيمه لدى صناعة النشر والجهات المعنية.وإذا نظرنا إلى تطبيقات الكتب الإلكترونية في مجال التعليم فستتضح أهمية هذه الأوعية في دعم العملية الأكاديمية والتربوية. فمع التطور في تقنيات المعلومات سيستطيع الطالب تحميل مكتبة كاملة في جهاز قارئ الكتب الإلكترونية الذي ربما لا يزيد حجمه عن الكف. كما أنه سيتمكن من الوصول إلى عدد كبير من الكتب والدوريات الإلكترونية المتاحة من خلال الإنترنت. وهذا بلا شك له فائدة عظيمة في تزويد الطالب بمهارات الوصول إلى المعلومات وتحليلها والإفادة منها في دراسته.

 

وأنا أدعو وزارة التربية والتعليم  إلى الاهتمام بتطبيقات تقنيات المعلومات التعليمية وإعداد الدراسات حول ما يستحدث والنظر في كيفية توظيفها في العملية التعليمية. فالتطور في هذا المجال سريع جدًا ولا ينتظر التأخير.

 

 

وتزداد شعبية الكتب الإلكترونية التي تستخدم تقنية ملفات PDF وملفات وورد في بلادنا العربية. ويمكن عد الكثير من البرامج الحاسوبية العربية التعليمية نوعاً من أنواع الكتاب الإلكتروني الحاوي على وسائط متعددة (صور، تسجيلات، أفلام... إلخ).
ويثار جدل واسع حول إذا ما كان الكتاب الإلكتروني سيحل يوماً ما حلولاً كاملاً مكان الكتاب الورقي، والزمن وحده هو الكفيل بالإجابة عن هذا السؤال، مع أن التاريخ يعلمنا أنه لا يمكن لوسيلة إعلامية أن تلغي وسيلة أخرى، فالسينما لم تلغ المسرح، والتلفزيون لم يلغ السينما، والإنترنت لم تلغ الجريدة، وهي من أقدم الوسائل الإعلامية المعروفة.

خاتمة
لا ينبغى أن نخشى الكتاب الالكترونى ، ولكن ينبغى أن يتركز جهدنا على الحفاظ على علاقتنا بالقراءة أياً ما كان نوع الكتاب... فالكتب وسائط متوافقة للمعرفة سواءاً كانت ورقية أو الكترونيةولإن أطفالنا أسرع استجابة للتقنيات الحديثة وأكثر حباً للقراءة والاطلاع وهو مايطمئننا على مستقبلهم الباهر .. تبذل الدولة كل الجهد فى سبيل دعم البرامج التثقيفية وعلى رأسها (مهرجان القراءة للجميع) الذى ترعاه السيدة الفاضلة سوزان مبارك .. انطلاقاً من إيمان عميق بمصرنا الحبيبة صاحبة الماضى العريق والحاضر السعيد والغد المشرق .

 

 

المصدر: مادة تجميعية
hanigeelani

شعبة تكنولوجيا التعليم

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 5851 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2010 بواسطة hanigeelani

ساحة النقاش

مجموعــة(1) شعبة تكنولوجيا التعليم

hanigeelani
هذا الموقع تم انشائه لخدمة طلبة كلية تربية قسم مناهج وطرق تدريس شعبة تكنولوجيا التعليم -دراسات عليا (دبلومة مهنية) -جامعة أسيوط- تحت اشراف الدكتور وحيد الشامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

37,958