التطريز أحد الفنون الجميلة _
وإن كان لايدخل ضمن التصنيف المتعارف عليه _

له قرابة مع الرسم والنحث

وهو فن قديم يرتبط بتطوّر المجتمعات ؛
وهذا ما نلاحظه إذا قارنّا بين الرسوم على الثياب في العهود القديمة
وبين ما يتمّ إبداعه الآن ،
على مستوى نوعية الرسوم والألوان والخامات المستعملة فيه ؛
علما أنّه يتميّز بخاصية الطواعية لمختلف الخامات
من أقمشة وأدوات وخيوط : من الحرير والأورغنزا
إلى الإيتامين والخيش
إلى سروج الخيل المطرّزة بالخيوط الذهبية
أو الفضّية أو الحرير الخالص .،
ومن غرزة إكس إلى التطريز بشرائط الساتان
التي تضفي جمالية لا تقاوم على الألبسة والمفارش
وغيرها من لوازم البيت ،
ولا أعتقد أنّه يوجد بيت ليس به أغراضا مطرّزة .

وبما أنّ الأخوات بعدي سيتطرّقن إلى أنواع التطريز ،
فسأكتفي بذكر بعض فوائده وتأثيراته
على من يمارسه اجتماعيا ونفسيا وتربويا .

آثاره الاجتماعية .

كغيره من الأعمال اليدوية للتطريز آثار على حياة المرأة ومحيطها ،
فبإتقانها هذا الفن والتحكّم في آلياته تتمكّن من تغيير حياتها
من حالة العطالة والفقر إلى حالة رخاء واستقرار ورفاهية
لها ولأولادها _
أعرف نماذج انتقلبت حياتها من ةالنقيض إلى النّقيض
باتخاذها التطريز حرفة _
نساء ينحتن الصّخر .

الآثار النفسية

تضفي جمالية الألوان والأشكال التي تبدعها يد الفنان
شعورا بالراحة والسعادة ، تبدأ من نقطة ،
من شكّة إبرة وتتوالى الحركات ،
وتتناغم الألوان حتّى تصل إلى قطعة جميلة _تحفة_
تشعر بها قريبة جدّا وكأنّها قريبة منك .
لن أخوض في تحليل تأثير الألوان ،
لكن ما أنا متأكّدة منه أنّ التطريز فنّ جميل ،
وأنّه يضفي راحة على من يمارسه ، ويخفّف الضغط .
وفي هذا الإطار ينصح بعض الأطباء المرضى
المصابين بتشنّج أو تصلّب عضلات اليد والأصابع
بممارسة الأعمال البيدوية كالكروشي والتطريز .

آثار تربوية :

لأنّ التطريز يعلّم الصّبر والتركيز ويملأ الفراغ ،
فإنّه حلّ جيّد لملء الفراغ بأشياء مفيدة ومريحة
لكلّ من يشعر أنّ أيامه فارغة ولا يجد ما يفعله .

يعلّم الصّبر

التركيز

الدّقة في العمل

ولذلك نجد جميع مراكز رعاية الطفولة والشباب والأندية
تجعل التطريز ضمن أولوياتها عند وضع البرامج .

الاقتصاد والتوفير :

بإتقان هذا الفنّ يمكن لرّبة البيت أن تهيّء الكثير
من احتياجات بيتها بنفسها : ملابس ، ستائر ،
مفارش وكل ما تحتاجه لتزيين بيتها ،
لأنّ مثل هذه الأغراض تكون باهضة الثمن في الأسواق ،
وبهذا فهي تستمتع وتقتصد .

والجميل في التّطريز أنّ الخطأ في غرزة ما
يقودنا إلى شكل جديد جميل ،
وكأنّنا نشتغل ونكتشف أشكالا جديدة باهرة