يوميات
****
كرسيّ وطاولة والفيس ونافذة اغلب الاوقات تكون مفتوحة وشجرة زيتون منتصبة قبالتها بحديقة الجيران تبدو لي عندما اراها من الطابق العلوي مثل دائرة خضراء بسبب كثرة جذوعها المتعانقة .. شجرة مباركة لا تنحني لعصف الرياح ابدا.. أتأمّلها وامتِّع سمعي باصوات العصافير تغرّد بين أغصاهنا فتلهمني شحنة من القوة للتواصل...
الوقت فجرا... ذاك توقيت خربشاتي.... والسماء في ذلك الوقت مازالت بعض ظلمة تغشّيها ثم سرعان ما يعتريها ضباب موحش عادة ما تجلِّيه خيوط الشمس الدافئة.. وهي أحيانا ضاحكة وأحيانا اخرى ملبّدة.... أحيانا صحو يبعث في قلبي التجدّد وأحيانا تكسّر العواصف خواطري فاذا بي مثل وردة ذابلة... وتلك الحياة تتأرجح بين شهيق وزفير... وبين مدّ وجزر.... ونحن كرة تتقاذفنا أرجلها مرّة توقعنا في شباكها ومرّة أخرى نبقى في تسلّل..
افتح الفيس واطلب من قريحتي أن تجود بما لديها.. مرات تبدو كريمة فتغدق عليّ بروعاتها واغلب الأحيان تكون شحيحة وناقمة فتعزف عن الجود والعطاء... ثم اترك كل شيء حتى موعد آخر وأقصد المطبخ لاحضار قهوة ابنائي..
تلك نبذة من حياتي اليومية وكم اعتدت عليها...
صالحة بورخيص
ساحة النقاش