الدرك يعتقل الفاعل الرئيسي صباح أمس
مسيرة غاضبة بإقليم طاطا للتضامن مع "محجوبة" المغتصبة
خمدت نار الغضب التي اشتعلت في قلب ساكنة بلدة أقا بطاطا، فقد وصلهم نبلأ اعتقال المتهم الرئيسي في قضية اغتصاب التلميذة محجوبة إفكري. أقا ، بلدة هادئة تحولت بعد اغتصاب محجوبة من قبل 3 وحوش آدمية إلى ساحة غضب عمت التلاميذ والأساتذة وجانب من ساكنة بلدتها، بركان من الغضب المشتعل فار وظلت حمم غضبه فائرة، لم يهدأ صباح أمس على الساعة السابعة صباحا بعدما وصل إلى علم الساكنة خبر الاعتقال.
محجوبة التي لم يتجاوز عمرها السادسة عشر ربيعا، تتابع دراستها الثانوية مستوى جدع مشترك بثانوية المنصور الذهبي، كانت ضحية اختطاف من أمام منزلها، ومورس عليها اغتصاب جماعي من قبل ثلاثة أفراد، بينهم شاب في عقده الثالث، سبق وأن كان مبحوثا عنه في قضايا اعتداءات، وسكر علني.
عاشت محجوبة ساعات من الرعب والألم بعدما تناوب على اغتصابها ثلاثة أشخاص لمدة خمس ساعات. يوم صعب مر عليها بتاريخ 23 أبريل، نزلت من الحافلة عائدة من المدرسة غير بعيدة عن منزلها، لكنها فوجئت بشخص يعترض طريقها، لم تنفع محاولاتها صده. بعض شباب المنطقة حاولوا التدخل لإبعاده ومنعه من معاكستها، لكن قدوم صديقين له مدججين بالسلاح الأبيض حال دون إنقاذها، اختطفوها على متن دراجة نارية تحت تهديد السلاح.
في حوالي الساعة العاشرة ليلا بمكان خال بعيد عن المنطقة، هناك تعرضت للضرب وتناوب أفراد العصابة على اغتصابها وبأشكال شاذة، قبل أن يتم رميها بالقرب من منزلها الكائن بمدشر القصبة، بجماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك بأقا بإقليم طاطا بعد فجر اليوم الموالي، وهي في حالة يرثى لها. لم يبق أمام أسرة الضحية سوى التقدم بشكاية أمام الدرك الملكي بالمنطقة الذي قام بحملة تمشيطية للمنطقة دون جدوى، فقد غادر أفراد العصابة.
بعد مدة وجيزة، تفيد مصادر حقوقية من المنطقة، تلقت السلطات الأمنية مخابرة تفيد تواجد المتهم الرئيسي بتارودانت، إلا أن عملية البحث لم تجد نفعا. " الجاني غالبا ما يعود إلى مسرح جريمته"، قاعدة أثبتت جدواها، فقد عاد المتهم الرئيسي بالاغتصاب من إنزكان على متن حافلة إلى أقا، حيث كان الدرك الملكي في استقباله بحاجز أمني قبل دخوله المدينة بعشرين كلم.
" كلنا محجوبة"... صرخة أطلقها "الأقاويون" عبر " مسيرة الكرامة" قاموا بها يوم السبت الماضي، بمشاركة شباب منطقة توزونين الذين حضروا للتضامن مع محجوبة، عبر المحتجون الشارع الرئيسي للقصبة، متجهين نحو منزل محجوبة، حيث ألقيت كلمات تضامنية وسط حشد من تلاميذ وأساتذة ثانوية المنصور الذهبي، طلبة أقا باكادير، ونساء موشحات بلباس المنطقة الأسود، متدخلون نددوا بالاعتداء الذي تعرضت له محجوبة وسط حشد من نساء وأطفال الدوار حيث تسكن الضحية.
محجوبة، ورغم الاعتداء الذي تعرضت له، أبرزت التحدي من خلال الكلمة التي ألقتها بالوقفة الاحتجاجية وأعلنت في كلمة لها عزمها متابعة دراستها. كلمة مؤثرة تكسرت بشعار تضامني جماعي ندد باستفحال ظاهرة الاعتداءات الجنسية خاصة خلال الأربعة أشهر الأخيرة.
أمينة المستاري
جريدة الأحداث المغربية عدد يوم 4 ماي 2011
ساحة النقاش