المتحابون في الله
الرجوع إلى قائمة المقالات
نحلم دوماً بالحب و نتمناه و نترك أنفسنا أسرى له نحلق معه و نبيت ليالينا مشغولين به و نعيش معه و نمنح الكثير لأجله ،حتى إذا حدث ما يهدمه نتنكر له و نكفر به و نصل لحد الكراهية له و الألم منه و الندم عليه و نتعهد بعدم خوض تجربة الحب مرة أخرى ، ونسأل أنفسنا مرات و مرات بحسرة عن السبب وقد نتغير من داخلنا و تختلف نظرتنا إلى الحياة و البشر من حولنا .
أقول ببساطة لا يجب علينا التوقف عن الحب ولا العطاء ،و لكن أي نوع من الحب ...؟!!
علينا أن نحب في الله و بالطبع من سنحبه في الله هو ذلك الشخص الذي يرعى الله و حدوده فلو توقف هذا الشخص عن الحب "لأن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء " فلن يؤذي من أحبه لأنه يرعى الله و يخشاه ،و الأهم إننا عندما نحب في الله سنوجه نيتنا إلى الله فنؤجر على ذلك.
فالزوجة التي تعيش مع زوجها سنوات طوال ثم يهجرها ليتزوج غيرها و تظل تتذكر و الألم يعتصرها ما قدمته لأجله كل تلك السنوات و كيف إنها أحبته و ضحت لأجله و تحملت معه فتتعذب و تندم و قد تنهدم حياتها و ينكسر قلبها و تكفر بكل القيم و تنهار، و لكن إذا كانت هذه الزوجة منذ البداية قد أحبت هذا الزوج في الله و أخلصت النية لله إن كل ما تفعله في سبيله و لنيل رضاه و حدث ما حدث لن أقول إنها لن تحزن و لن تُصدم و لكن لأنها ابتغت وجه الله وتعلم أن أجرها من رب العباد سيُهون ذلك الكثير
و أيضاً عندما نصادق شخص ما و نثق به و نمنحه الكثير من الوقت و الإهتمام ،لو أحببناه في الله و كان عند حسن الظن فهنيئاً لنا أما و إن خاب ظننا فيه سنؤجر على ذلك و لن نندم لأننا فعلنا ذلك حباً في الله .
أخيراً أتمنى أن نحب في الله و نجدد العهد دوماً مع الله لحظتها سننعم بمن أحببنا و سيهون أيضاً علينا الكثير.
ساحة النقاش