أنا و الآخر
رجوع
كنت ومنذ سنوات عندما أضيق ذرعاً من هؤلاء الأشخاص الذين يؤذون مشاعر الآخرين بكلماتهم الجارحة أقول لنفسي و للآخرين إن أي إنسان قادر على فعل ذلك و لكن هناك من تمنعهم أخلاقهم و رقيهم من الإنحدار بأنفسهم إلى ذلك المستوى المتدني و قد يسيئ البعض
فهم ذلك و يظنونه ضعف أو عدم قدرة على التصدى و النيل ممن جرحهم بينما هو في الواقع قمة الرقي و السمو النفسي و كنت في هذا الصدد أطالب بتطبيق مقولة " عامل الناس كما تحب أن يعاملوك " و كنت حقيقة أعني بها أمور محددة مثل عدم جرح المشاعر و إيذاء الناس أو معاملتهم بجفاء و هكذا.
لكني الأن اكتشفت إن هذه المقولة قد تكون المفتاح السحري لحل كل مشاكلنا مع الآخرين أياً
كانت نوعية تلك العلاقة أو الرباط الذي يربطنا بهم من علاقة خاصة أو عامة وعلى كافة المستويات .
فهذه المقولة تعني ببساطة قبل أن نقدم على تصرف أو تصدر منا كلمة بحق أو تجاه شخص ما علينا أولاً أن نسأل أنفسنا كيف سيكون و قع ذلك علينا لو وجه إلينا هذا الفعل أو ذلك القول هل سنقبله أو على أقل تقدير لن يصيبنا هذا بنوع من الضيق فإن كان كذلك فلا بأس من قوله أو فعله أما إن كان غير ذلك فلنتوقف عن فعله .
فكلنا يكره التعالى و قد نتعالى على البعض وكلنا يرفض الخداع و قد نخدع و كلنا يتطلب الصدق و الإخلاص و قد نكذب أو نخون متخذين بعض المبررات لأنفسنا ، و كلنا يسعد بالمجاملات الرقيقة بينما لا نكلف أنفسنا عناء القيام بها ، و كلنا يتوقع العطاء من الأخرين وقد نبخل نحن على الأخرين تحت مسمى ضيق ذات اليد بينما العطاء يشمل كل شئ ولا يوقفه عسر .
لو تأملنا جميعاً تلك المقولة وتدبرناها و طبقناها في حياتنا و علمناها لأبنائنا في البيت و المدرسة و اعتادوها لأصبح للعلاقات الإنسانية شكل آخر مغاير تماماً لما هو قائم حالياً
و لإختلفت الحياة وساد الرقي و السمو النفسي و أصبحنا مجتمع سوي متحاب بل متقدم
لأننا لو طبقنا كافة المعايير و القيم الأخلاقية في حياتنا العملية لأنجزنا الكثير و بالتالي تنهض بلداننا و تتقدم .
ساحة النقاش