أم الرشراش قرية عربية مصرية على البحر الأحمر غرب مدينة العقبة . احتلتها (إسرائيل) بالكامل غدراً، في مارس 1949، عقب قرار وقف إطلاق النار، مستغلة انسحاب الحامية الأردنية التي كانت تحت إمرة قائد إنجليزي فانفتح الباب أمام العصابات الصهيونية لتنفيذ مخططها للحصول علي موطئ قدم، ومنفذ بحري علي البحر الأحمر . وأقامت عليها مدينة وميناء أسمتها إيلات ... مفاجأة اليس كذلك ؟!!

 كان العقيد "إسحاق رابين"، الذي أصبح رئيسا لوزراء الكيان الصهيوني، هو قائد عصابات الصهاينة المهاجمة لأم الرشراش والتى قضت على سكانها بالكامل .
 حيث قامت هذه العصابات بقتل جميع أفراد القرية وضباط الشرطة المصرية في المدينة، وعددهم 350 شهيدا روت دماؤهم رمال أم الرشراش بالرغم من أن "عصابات رابين"، دخلت المدينة دون طلقة رصاص واحدة من قوة الشرطة المصرية ، لالتزامها بأوامر القيادة بوقف إطلاق النار حينذاك .

لماذا أم الرشراش ؟
 

" تتعدد الأسباب والنتائج التي تقف خلف استهداف واحتلال وتغيير اسم وهوية أم الرشراش, فلها ابعاد سياسية, وعسكرية, واقتصادية:

-  باحتلال أم الرشراش انقطع التواصل البري بين الدول العربية في شرق البحر الأحمر وغربه, وأصبح تحت السيطرة الصهيونية, ولا يحتاج الأمر إلي جهد كبير لمعرفة الآثار الاقتصادية والعسكرية والسياسية لوجود هذا العائق.

- القضاء علي فرضية أن البحر الأحمر "بحيرة عربية", بكل ما لهذا من تداعيات علي الاستراتيجيات العسكرية لحماية الحدود البحرية شديدة الامتداد لمصر والمملكة العربية السعودية والسودان واليمن.

- طرح بديل لقناة السويس بمشروع قناة أم الرشراش "إيلات" إلي البحر الميت.

- ابتداع حق للكيان الصهيوني في مياه خليج العقبة, الذي كان خليجا مصريا سعوديا أردنيا خالصا, الأمر الذي يعطي الفرصة للكيان الصهيوني لخلق الأزمات مع أي من الدول المطلة علي الخليج, في أي وقت يريد.

- لتتمتع بمنفذ علي البحر الأحمر, لخدمة الأهداف الاستراتيجية للكيان الصهيوني في شرق ووسط القارة الأفريقية من ناحية, وللوصول بقواته البحرية, بما فيها غواصاته النووية, إلي العمق الجغرافي لمصر والمملكة العربية السعودية والسودان واليمن."

وأكد محمود رياض، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، أن احتلال إسرائيل لمنطقة أم الرشراش لم يكن مجرد حدث عادي، بل كان حدثا مهما ترتب عليه العديد من الأحداث الجسام .

وأشار إلي أن احتلال إسرائيل لتلك المنطقة كان يهدف أساسا إلي فصل مصر عن المشرق العربي .

كما أن رئيس الوزراء الأردني  وقتها طلب من القائد الإنجليزي تفسيرا لعدم تعرضه للقوات اليهودية إلا فى حالة اعتدائها على الحدود الأردنية ؟!!  ليكتشف بعد ذلك أن أمريكا ضغطت على الحكومة البريطانية لتغيير سياستها في الحرب الصهيونية والسماح للعصابات الإسرائيلية باحتلال أم الرشراش، وهوما يؤكد التواطؤ الأمريكي في عدوان إسرائيل واستيلائها علي قطعة من أرض مصر بهدف الوصول إلي خليج العقبة .

قضية أم الرشراش تم التعتيم عليها في وسائل الإعلام المصرية فى ظل النظام البائد، لتجنب تكوين ضغط  شعبي على الحكومة للمطالبة باستعادتها. ولم تفعل حكومة النظام السابق  أو أية جهة مسؤولة أي شيء يذكر لاستعادة القرية ، وتصريحات أبو الغيط وزير الخارجية السابق أنها ليست أرض مصرية لأكبر دليل على ذلك .

ولكن الأن وبعد ثورة 25 يناير أما آن الأوان ليرجع تراب أم الرشراش الغالى  (ايلات ) الى مصر .. أعلم أن الأمور تحتاج للوقت والصبر خاصة مع ملف أم الرشراش الذى حرص النظام على دفنه ، و أيضاً لظروف البلاد الأن وما تمر به مصر من فترة حرجة ..

 ولكنها تذكرة ليعرف الشباب والأطفال حقيقة (ايلات) وليتذكر الشيوخ ماحدث ...

أم الرشراش جزء مقتطع من جسد مصر فكيف يلتئم الجُرح وهو ملوث باليهود ؟!!!