مئة عام مرت على اتفاقية "سايكس بيكو" التي مزقت الدول العربية ووضعتها تحت أنظمة استعمارية، واليوم تعيش المنطقة العربية أجواء حروب وانهيارات في أنظمتها ودولها وجيوشها،
مما يعنى أن نفس الدول الاستعمارية التي وضعت "سايكس بيكو" قبل مئة عام تعود كما هي (بريطانيا وفرنسا وروسيا) لتجلس على الطاولة مع دول أخرى على رأسها الولايات المتحدة لتفتت المفتت وتقسم المقسم وتمزق الممزق.
يبدأ التدقيق بمعرفة أن الحدود الجغرافية الراهنة في العالم العربي، والشرق الأوسط عموماً، لم تنتج فقط عن اتفاق أولي بين دبلوماسيين كبيرين في بريطانيا وفرنسا قبل قرن. فرسوخ الاعتقاد في أن ذلك الاتفاق هو الذي حدد خريطة المنطقة يدفع البعض إلى تخيل إمكان إعادة رسم الحدود بطريقة مشابهة، أي عن طريق قوتين عظميين في العالم أو أكثر.
لكن الحدود التي رسمتها تلك الاتفاقية والتي تم بموجبها انشاء دول الشرق الاوسط تبدو الان قد دخلت مرحلة التبدل والتحولات .
فالعراق مثلا في طريقه الى التفكك بعد دخوله مرحلة الاضطرابات والفوضى مع استيلاء ما يعرف بتنظيم "الدولة الاسلامية" على مساحات شاسعة من مناطق العرب السنة في العراق بينما يواصل زعماء الأكراد في الشمال التهديد بالانفصال عن العراق والإعلان عن الاستقلال الكامل واقامة دولة "كردستان."
وأيا كان مصير تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن مسقبل سوريا والعراق - وهما جزء رئيسي من مشروع سايكس- بيكو- كدولتين موحدتين بات أمرا محل شك كبير من قبل القوى الكبرى .
وهذه الشكوك تدفع البعض للتساؤل, هل أصبح العالم العربي الان بصدد سايكس بيكو جديده ؟