جريدة الحدث الاليكترونيه

جريدة اليكترونية شاملة

تفاصيل الوساطة التي تقوم بها 'روسيا' بين كل من 'السعودية' و'سوريا' بهدف توحيد المواقف في مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي تمددت في سوريا والعراق ودول المنطقة، وباتت تشكل خطرًا علي أمن العديد من الدول العربية، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية التي تعرضت للعديد من العمليات الإرهابية علي يد تنظيم 'داعش' الإرهابي، والتي كان آخرها سقوط نحو خمسة عشر شهيدًا من رجال الأمن السعوديين في الهجوم الذي استهدف مسجدًا لقوات الطوارئ بمنطقة 'عسير' الخميس الماضي، وهو الهجوم الذي دفع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع لقطع زيارته لمصر، حيث كان من المقرر أن يشارك في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة الخميس الماضي.

تشير تفاصيل الوساطة الروسية بين السعودية وسوريا إلي أنه في التاسع عشر من شهر يونية الماضي استقبل الرئيس الروسي 'فلاديمير بوتين' الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع في العاصمة الروسية 'موسكو'، حيث جرت مباحثات علي جانب كبير من الأهمية، تم خلالها التطرق لملف الأزمات العاصفة التي تضرب المنطقة العربية، وتهدد الكيانات القائمة، وفي المقدمة منها الأوضاع في سوريا، بعد انتشار جماعات العنف والإرهاب المسلح بشكل بات يشكل خطرًا علي المنطقة بأسرها.. وكيفية التعامل مع هذا الملف الذي راح يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وبالإضافة إلي ذلك فقد تناولت مباحثات بوتين ـ محمد بن سلمان العديد من الملفات الأخري، وفي المقدمة منها التعاون العسكري بين البلدين، وكذلك حصول السعودية علي مفاعلات نووية روسية، وكذلك قضية أسعار النفط، المتداعية، والآخذة في الانهيار والتراجع، بالإضافة إلي الأزمة الجارية في اليمن، والتي تشهد حربًا داخلية وخارجية منذ ما قبل هجوم قوات التحالف العربي في السادس والعشرين من مارس الماضي.. وتناول اللقاء كذلك بحث قضية الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، وهو الاتفاق الذي أثار قلقًا خليجيًا واسع النطاق.

في هذا الإطار، تقول المصادر إن الرئيس الروسي 'فلاديمير بوتين' استثمر اللقاء في الحديث عن المخاطر والتهديدات التي تشهدها المنطقة، وخاصة الأوضاع المتدهورة في سوريا، حيث تتعرض الدولة السورية لعمليات إجرامية، وحروب منظمة، تشنها جماعات إرهابية تلقي دعمًا من بعض الأطراف الإقليمية والدولية بهدف إضعاف سوريا، وإسقاط نظام حكمها، تمهيدًا لتقسيم الدولة السورية.. واعتبر 'بوتين' أنه بعد ما يقارب الخمس سنوات من الصراع الدامي علي الأرض السورية، وبعد سقوط عشرات الآلاف من القتلي علي الجانبين، ومئات الآلاف من المصابين، ناهيك عن ملايين المهجرين والمشردين، فإن المزاج العالمي بات يميل نحو التغيير الملموس.. وفي هذا الإطارة اعتبر 'بوتين' أن لقاءات 'جنيف 3' لم تعد مطروحة وكذلك 'موسكو 3' أو 'موسكو 4'.. وراح يوجه حديثه بشكل واضح وحاسم إلي الأمير محمد بن سلمان بقوله 'إن الإرهاب يقترب من أراضيكم.. فيما وضع الجيش السوري ميدانيًا آخذ في التحسن، وراح يستعيد مساحات كبيرة من الأراضي التي فقدها'.

وراح 'بوتين' يواصل حديثه إلي الأمير محمد بن سلمان قائلاً 'لم يعد أحد في العالم مقتنعًا بإمكانية إسقاط النظام السوري.. ولا مناص من التعاون معه في مكافحة الإرهاب الذي بات يهدد الجميع، ويسعي لحرق المنطقة بما فيها، لتحقيق أطراف لا تريد أمنًَا ولا استقرارًا للمنطقة'.

انصت ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع باهتمام لكل ما طرحه الرئيس فلاديمير بوتين، خاصة ما أشار إليه من أن النظام السوري غير قابل للسقوط، وأن التعامل معه بات ملحًا وضروريًا لمواجهة التصعيد الدامي الذي تشهده مناطق متعددة في العالم العربي والشرق الأوسط.. وهنا راح 'بوتين' يطرح علي محمد بن سلمان فكرة عقد لقاء سعودي مع مسئول أمني سوري كبير.. وهو ما قوبل من الأمير بالموافقة، دون أن يلزم نفسه، أو بلاده بأية التزامات مسبقة، أو محددة.

بعد عشرة أيام من لقاء بوتين ـ محمد بن سلمان، كانت روسيا تستقبل وفدًا سوريًا برئاسة وليد المعلم وزير خارجية سوريا والذي ضم في عضويته كلا من: فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري وبثينة شعبان مستشار الرئيس السوري بشار الأسد.

خلال اللقاء أكد الرئيس 'بوتين' التزامه الثابت تجاه سوريا 'شعبًا وقيادة'.. وأشار في هذا الصدد إلي جانب من محادثاته مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا في الآن ذاته أهمية السعي لاقامة تحالف يواجه الإرهاب المتصاعد في سوريا والمنطقة، مقترحًا في هذا الشأن أن يضم التحالف كلا من: سوريا والأردن وتركيا والسعودية.

وحين تساءل الوفد السوري حول أسباب تجاهل 'بوتين' لدور إيراني في هذا التحالف لمواجهة الإرهاب، ألمح الرئيس الروسي أنه لا يريد استثارة السعوديين الذين يتخذون موقفًا مناوئًا من ممارسات إيران في المنطقة.

من جانبه اعتبر وزير الخارجية السوري 'وليد المعلم'، أن حدوث تحول في العلاقات السعودية ـ السورية، وإقامة تحالف لمواجهة الإرهاب، يضم في صفوفه كلا من: السعودية وتركيا، بعد مواقفهما الرافضة للنظام السوري طيلة السنوات الماضية، أمر ليس بالهين ويحتاج إلي معجزة لتحقيقه.. وهنا طلب الرئيس الروسي 'بوتين' من الوفد السوري رفع العرض المقدم منه إلي الرئيس السوري 'بشار الأسد'، ثم التواصل لمعرفة أبعاد رد الفعل داخل سوريا، وإمكانية السير علي هذا الطريق الذي سيخفف حال حدوثه من حدة الاحتقان في المنطقة العربية، وينزع عن سوريا المواقف المعادية لها، والتي أثرت كثيرًا علي جملة الأوضاع داخل سوريا، والمنطقة خلال السنوات الماضية.

بعد عودة الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية 'وليد المعلم' إلي دمشق، توجه علي الفور للقاء الرئيس السوري 'بشار الأسد'، وبحث معه تفاصيل المبادرة الروسية، وما نقله الرئيس 'بوتين' إلي الوفد خلال اللقاء الذي تم في التاسع والعشرين من يونية، والذي أعقب اللقاء الذي أجراه 'بوتين' مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

بعد أن استمع الرئيس 'بشار الأسد' إلي وزير خارجيته، تم استدعاء اللواء 'علي مملوك' رئيس مكتب الأمن القومي السوري، لتدارس الأمر، وتم الاتفاق علي إحاطة الأمر بالسرية الكاملة، وعدم التطرق إليه في أية محادثات جانبية مهما كانت.. وتم الاتفاق علي أن يتولي اللواء 'علي مملوك' رئيس مكتب الأمن القومي السوري التواصل مع جهاز الاستخبارات الروسية لبحث تفاصيل وأبعاد المبادرة التي أطلقها الرئيس 'بوتين'.

في هذا الوقت كانت موسكو قد تواصلت مع الأمير محمد بن سلمان، كما تم التواصل مع المخابرات السعودية من خلال المخابرات الروسية، حيث نقل الروس شرطا سعوديًا إلي الجهات السورية المعنية بأن يعقد أي لقاء بين الجانبين 'السعودي ـ السوري' في العاصمة السعودية 'الرياض'، وهو الأمر الذي لم تمانع سوريا فيه.

في غضون فترة وجيزة، وعلي ضوء الاتصالات المكثفة التي راحت تجري بين الأطراف المختلفة حطت طائرة روسية في مطار دمشق الدولي وعلي متنها نائب رئيس الاستخبارات الروسية، حيث أقلت رئيس مكتب الأمن القومي السوري 'علي مملوك' إلي السعودية، وهناك جري لقاء بحضور الأمين محمد بن سلمان ومشاركة رئيس الاستخبارات السعودية 'الفريق خالد بن علي بن عبد الله الحميدان'.

خلال اللقاء استعرض المسئول الروسي جملة الأوضاع في المنطقة والمخاطر التي بات يشكلها الإرهاب علي كافة الدول، والدور الذي تلعبه بعض القوي الإقليمية والدولية لإبقاء جذوة الصراع مشتعلة، بهدف تحقيق أهدافها، وتكريس نفوذها في المنطقة.. وراح يؤكد علي ذات المعاني التي طرحها الرئيس 'بوتين' خلال لقائه المسئولين السوريين والسعوديين في موسكو.

وحين تحدث رئيس مكتب الأمن القومي السوري 'اللواء علي مملوك' أشاد بالدور الذي تلعبه روسيا في هذا الإطار، وحرصها علي استقرار الأوضاع في المنطقة، وأعرب في الآن ذاته عن أسفه لأن تكون العلاقات بين دولتين شقيقتين، هما 'السعودية وسوريا' في حاجة إلي وساطة روسية.. ثم راح يذكر بالثقل التاريخي الذي رسمته علاقة سوريا والسعودية ومعهما مصر في العالم العربي والمنطقة والعالم.. ثم راح رئيس مكتب الأمن القومي السوري يحمل السعودية المسئولية عن كثير مما شهدته سوريا خلال السنوات الماضية.. وقال بلغة واضحة 'إننا نعرف أن السياسة السعودية تتصف دائمًا بالحكمة والعقلانية.. فكيف تتحول إلي السير وراء مشيخة قطر التي لعبت دورًا تخريبًا في البلدان العربية من تونس إلي ليبيا إلي مصر إلي سوريا وغيرها من البلدان العربية.

وراح المسئول السوري يتحدث عن تاريخ العلاقات السورية - السعودية، والتعاون المشترك بين البلدين في العديد من الملفات ومن بينها الملف اللبناني وكذلك العلاقة الداخلية بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بالاستثمارات السعودية في سوريا.. وأشار في ههذا الصدد إلي أن سوريا حرصت، ورغم كل شيء علي عدم التعرض للمملكة العربية السعودية في تعاطيها السياسي والإعلامي مع الأحداث التي شهدتها البلاد منذ عدة سنوات.. مختتمًا بالقول 'إن وطننا يتقدم علي الصعيد الميداني والجيش السوري يحقق العديد من النجاحات في مواجهة قوي الإرهاب والتطرف'.

وحين جاء الدور علي الأمير محمد بن سلمان قال بوضوح وحسم 'لقد كان لديكم في الكثير من الأوقات الفرصة لاصلاح الأمور في الداخل، والتصالح مع شعبكم، ورأب الثغرات التي أدت لحدوث ما تعرضت له سوريا، لكنكم لم تستمعوا أبدًا لصوت شعبكم الذي خرج غاضبا ضدكم'.. ومضي يقول 'إن مشكلتنا الأساسية معكم أنكم سرتم، ومنذ وقت طويل وراء إيران، والتي تخوض معنا صراعًا كبيرًا علي مستوي المنطقة، وارتضيتم لأنفسكم أن تكونوا جزءًا من الحلف الإيراني التي تتمدد اطماعه في المنطقة.. بالإضافة إلي علاقتكم مع حزب الله الذي يسير في ركاب إيران'.

كان اللقاء بمثابة 'بداية' استشعر خلالها المسئولون في البلدين أن هناك حرصًا علي السير قدمًا في اتجاه إصلاح الأوضاع التي ترسخت في السنوات الماضية.

وهنا أشارت المعلومات إلي أمرين أساسيين: 

الأول: أن مدير الإدارة العامة للمخابرات السورية اللواء 'ديب زيتونة' يتواصل مع الجانب الروسي لمتابعة تفاصيل المبادرة الروسية والنتائج المتوقعة من ورائها.

الثاني: أن الفريق 'خالد بن علي بن عبد الله الحميدان' رئيس المخابرات السعودية سوف يزور العاصمة السورية دمشق في السابع والعشرين من أغسطس الجاري لمتابعة تطورات المبادرة الروسية وسبل تجاوز الأزمة في علاقات البلدين.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2015 بواسطة gredatalhadth

جريدة الحدث الاليكترونيه

gredatalhadth
جريدة اليكترونيه شامله »

ابحث

عدد زيارات الموقع

19,486

اخبار عاجله

مصر بلدي: العودة لـ'في حب مصر' جاءت حرصاً علي المصلحة العليا
----------------
أعلن حزب مصر بلدي، ان عودة الحزب لقائمة في حب مصر جاء من منطلق الحرص علي المصلحة العليا للوطن والرغبة الاكيدة للحزب في المساهمة والمشاركة الفعالة نحو ايجاد قائمة وطنية موحدة تساهم في انتخاب مجلس نواب جديد يضم اكفأ العناصر الوطنية يليق بمكانة مصر وريادتها في مختلف المجالات ويثري مسيرتها نحو الديمقراطية ويواكب ظروفها.