قال مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة، أن التيارات والجماعات التكفيرية علي اختلاف مشاربها تري في أي منجز حضاري أو تنموي عدوًّا لها يجب القضاء عليه، فما أن تراه يخرج إلي النور حتي تنهال عليه بسيل جارف من الفتاوي التكفيرية، التي تحمل الكراهية وهدم كل بنيان، يبرهن علي ذلك ما أفتي به 'تنظيم القاعدة' مؤخرًا بضرورة ردم 'قناة السويس'، وإغلاق مضيق باب المندب!
وأكد المرصد في بيان رسمي له اليوم السبت، أن هذه الدعوة تأتي في التوقيت الذي تفتتح فيه مصر- بشعبها وقيادتها- قناة السويس الجديدة، في عبور جديد للتنمية، لكي تفتح بابًا كبيرًا للاستثمار وتوفير فرص العمل، خاصة أن القناة تُعد من موارد الدخل القومي الرئيسية بالبلاد.
وقال المرصد أن هذه التنظيمات الإرهابية تري الأمور عكس ما يراها الجميع، فالبناء والتنمية في الممرات المائية بالنسبة لعقيدتها مؤامرة ضد الإسلام ونهاية للعالم وآخر الزمان، مما يتطلب معها ردم قناة السويس القديمة والجديدة علي حد زعمهم، وتضييق مضيق باب المندب، وذلك لضمان انتقال الجيوش الإسلامية- علي حد وصفهم المتهافت- من الشام إلي مصر وبالعكس بالسرعة المطلوبة.
وأوضح المرصد أن تلك الفتاوي- التي أطلقتها تلك التنظيمات الإرهابية- تدعي أنها تأتي لتفويت الفرصة علي الحملات العسكرية لـ'الأعداء' من الإفادة من هذا الممر الاستراتيجي، وبذلك تجد أي حملة بحرية عسكرية نفسها مرغمة علي الدوران حول قارة إفريقيا والدوران من رأس الرجاء الصالح والصعود مرة أخري للوصول إلي البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، في الوقت الذي يعملون فيه علي تضييقه بحيث لا يسمح بعبور حاملات الطائرات والبوارج من خلاله، وتضعه في نفس الوقت تحت التهديد المباشر للسلاح، كما تناولت الفتوي، لنرجع بالزمان إلي الوراء قرونًا عديدة.