السادسة مساءً ومازلت شمس الظهيرة تلازم شارع السودان وإن بدت أقل حراً فى ميدان لبنان وظل ضوئها ساطعا ليجبرنى على إرتداء نظارتى الشمسية خلف زجاج المقهى الشاهد على الناصية المواجهة لبائع الصحف الذى لا يبتسم أبداً...
بالجوار يجلس سائقوا الدليفرى على ناصية المطعم الشهير ليحموا واجهته الشفافة من المتسولين كما يطلقون عليهم..أو الجائعين كما اعتقد!
وأمامى مباشرة عبر الطريق يقف كمين الشرطة المعتاد والضابط البدين يحاول أن يتظاهر بالتماسك وسط نظرات العتاب المصوبه إليه من المشاه والسيارات والرصيف..!
وعلى مقربه يقف أمناء الشرطة تنظر بلا مبالاه ..فتبدو ابتسامه صافيه من أعماق الصعيد على وجه عسكرى المرور النحيف..
وفى قلب الميدان تقف لافتة إعلانيه ضخمه تحمل جداراً عتيقاً يواسى الفتاة ذات الشعر المموج الراكنة إليه وتلبسه ألوان الربيع..
وبجوارها يقف شاب تبدو عليه اثار الإرهاق يعطى ظهره للميدان ويديه تقبض على زجاجة مشروب غازى..وعينه مصوبه إلى الجدار يتأمل اللا شئ... وكلمة بالأبيض وظل رمادى خفيف تقول: بكره أحلى!
فجأة تنطلق ضحكة أنثوية صارخة خلفى من الطاولة القريبة فتشعل أرجيلة المقهى ويخرج الدخان من الصدور بنشوة أقرب إلى الجزل!
فأعود مرة أخرى إلى طاولتى التى غادرتها عبر الزجاج أحتسى رشفة من القهوة وانظر لمنفضة السجائر القادمة من البحر لتستقر أمامى ..
أتمنى أن أضعها على أذنى لأسمع صوت البحر البعيد ..
أتراجع سريعاً عن هذه الفكره وأشيح بنظرى إلى الطريق فأسمع صوت الموج.. وقبل أن أدرك أتخيل أننى أراه بالفعل..!
هل أراه حقاً؟
نعم أراه الأن بوضوح يعبر مسرعاً أمامى ولمعانة الكستنائى يسطع عبر الزجاج وخصلاته السابحة ترفرف حول عيون تشبه الحلم الوثير ..
وينزلق وشاحاً أزرق ملكى من الدانتيل مشغول بخطوط صافيه كالسماء أسفل خطواتها دون أن تنتبه له...
ياله من طيف خاطف مر بى..ولكن هل يترك الطيف وشاحاً من الدانتيل خلفه؟!
غادرت المقهى سريعا وعندما لمستة تيقنت أننى لا أخطئ رونق الدانتيل أبداً من بين كل الخيوط..
وتيقنت أيضاً أن العطور النسائية تسكن فيه برفق أكثر من غيره..
تقدمت بخطوات بطيئه تجاه صاحبة الوشاح الغاضبة أمام سيارتها وهذا الرجل الملتحى بثوبه الأبيض بلا بريق.. يحاول أن يثبت ورقة تدعو لمقاطعة شركة محمول يملكها مصرى شريف لم يدنس بصفقات النظام البائد فى عز جبروتة !!
وقفت أراقب مايدور:
- حضرتك بتعمل أيه؟
خير يا أخت دى سيارتك..
- أيوه دى عربيتى! بس مش دى المشكلة أنت عاوز تقاطع الراجل ده ليه؟
عشان مسيحى
- نعم؟
أقصد عشان أساء للإسلام ونشر صورة على حسابة فى "تويتر" بتسخر من اللحيه والنقاب..
- حضرتك وصلت لتويتر ولسه بتفكر بالشكل ده؟! أنا شفت الصورة عاديه جدا محستش أنها بتهين الإسلام وأعتقد إن الإسلام أكبر من أنك تنظر له من الزاوية الضيقة دى! أعتبره بيهزر زى الشيخ بتاع غزوة الصناديق!
نظر إليها بسخريه..الإسلام؟ تعرفى أنتى أيه عن الإسلام ؟ مبقاش إلا متبرجه تتكلم فى الدين والنقاب والمشايخ..
مصر ليست عوره..!
اقتحمت الحديث بهذه الجملة فالتفت الرجل فلم أعيره إهتمام فانصرف ونظرت إليها مباشرة فرأيت الشمس تمسك بهيئتها وكأنها أميرة فرعونية قادمة من كتب التاريخ العريق..
ورأيت وشاح الدانتيل يمسك أناملها وكأنه أفتقدها قروناً..
- متشكرة... هو..؟ مصر بقت غريبة شويه؟!
لا..مصر بقت قريبه أكتر من الأول
- أزاى؟
دققى فى عيون الناس هتلاقيها ...
لحظات صمت .. نظرت إلى عينى مباشرة..
- شفتها...وجذبت باب السيارة..
- هو صحيح أنت ليه بتقعد سرحان فى الكافيه؟
هو أنتى بتقعدى فى الكـافيه..!
- كل يوم ..وكل يوم الاقيك قاعد فى المكان اللى بحبه وسرحان..
المكان اللى بقعد فيه لشخصين..
- بحب الشاى بالقرنفل والنعناع... قالتها وتحركت بالسيارة
صحت : بس فى الخمسينة؟
أومئت برأسها فى المرآه الجانبيه وأنطلقت...
فى طريق عودتى لمحت إبتسامة نادرة على وجه بائع الصحف .
مرحبا ايها الصديق الجديد ،
كيف حالك اليوم؟ وآمل أن تكونوا على ما يرام. اسمي جوليان، أنا كان نوعها ، من السهل الجارية، فتاة رومانسية والحسية. انا افضل طريقة لنمط الحياة النشطة. حلمي هو لقضاء بعض الوقت والحياة مشاركتها مع شريك ، والذي سيكون بلدي الحبيب والصديق، إذا كنت مهتما مع اقتراحي أن تكتب لي مرة أخرى ([email protected])
شكرا ،
سيغيب جوليان
_________________________________________________________________________________________________
Hello dear new friend,
How are you today? I hope you are fine. My name is Julian,I am kind,easy-going, romantic and sensual girl. I prefer active way of life style. My dream is to spend time and share life with a partner, who will be my lover and friend,if you're interested with my proposal you write back to me.([email protected])
Thanks,
Miss Julian
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش