ماذا يطلب المصريون من الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى؟، إذا سألت السؤال ربما لا تكفيك عدة أيام لاستيعاب القوائم الهائلة من المطالب الكبيرة والصغيرة، المهمة والتافهة التى ستتلاحق على مسامعك، على العكس إذا طرحت السؤال المقابل: ماذا يطلب الرئيس المنتخب من المصريين؟، فالإجابة عن هذا السؤال لن تخرج عن عدة مطالب جوهرية وثقيلة، منها العمل الجاد، والالتزام بالقانون، وعدم اللجوء للتظاهر وتعطيل المصالح لتحقيق المطالب الفئوية مرحليًا فقط.
لماذا تطول وتتنوع قائمة مطالب المصريين من الرئيس السيسى بدرجة غير معقولة، رغم أنها يمكن أن تتلخص فى عدة مطالب جوهرية وثقيلة، منها مثلًا، محاربة الفساد، وضمان الحريات، والحفاظ على النظام الديمقراطى، ووضع آليات لنهضة اقتصادية حقيقية، وتنفيذ ما جاء فى برنامجه من محاربة الفقر والعوز، والعمل على إعادة الدورين الإقليمى والدولى لمصر.
السبب- من وجهة نظرى- يتلخص فى تصور كثير منا للرئيس، فالبعض يتصوره الأب المسؤول عن العائلة الكبيرة المكونة من 90 مليون شخص، وعليه أن يتصرف ويوفر مصاريف أكلهم وشربهم وتعليمهم وكسائهم وتأمين مستقبلهم، بينما هم جالسون فى غرف الأنتريه يفكرون فى نعمة أن تكون مواطنًا غير مسؤول، أو فمًا من الأفواه التى تجيد المطالبة، ولا تجيد صناعة مستقبلها. والبعض الآخر يتصور إننا انتخبنا الرئيس ليصنع لنا المعجزات التى نتمناها، وإذا لم يفعل، فعلينا الخروج إلى الميادين لنخلعه حتى لو حقق مثلا %70 من المعجزات، وبقيت فى مخيلتنا معجزات خارقة لم يستطع تحقيقها! الرئيس لن يشتغل بمفرده، ولن يصنع المعجزات منفردًا، فالمعجزات والأعمال العظيمة تقوم بها الشعوب فى ظل قيادة واعية مخلصة تعرف قدر البلد الذى تديره، ومسؤوليات المنصب الذى تشغله، الرئيس هو الرجل صاحب أعلى منصب تنفيذى فى البلد، ومنصبه هذا له حدود وصلاحيات يجب أن نطالبه بالالتزام بها، ونحاسبه على التفريط أو الإفراط بشأنها، أما المواطن فعليه الوعى بحقوقه، وأداء كامل واجباته، بداية من عدم إلقاء المخلفات فى الطريق العام، وانتهاء بعدم حمل الأسلحة بدون ترخيص هكذا نعى دورنا ونتحول إلى يد تساعد لايد تهدم وهكذا يتحول الوطن الى غاية وليس وسيلة فمصر نهبت على مدار سنوات وانهكتها التحولات والثورات والسرقات وهو ما وعاه وعرف قدر مصر من خلاله الأخوة العرب ولا أظن أننا نقبل أن يعشق مصر أحد خير من حب أبنائها المصريين
كل التوفيق للرئيس وللشعب