يوميات رمضان كما عاشها النبي والصحابة 9
9ـ راحات القلوب
* أوجد الله القلوب من أجل أن تحظى بالراحات والسعادات والبهجات وخير ما يحقق لها السعادة والسرور : الصوم ، وصوم القلوب : يعنى ألا يشغلها عن الله شيء ، فأصحاب القلوب الصائمة يرون ربهم فى كل حين ، ويتزودون دومًا من الاتصال به .
* ولذلك فالصائمون بقلوبهم هم أصحاب الصدور السليمة من الشحناء لعموم الناس ، لا يريدون لهم إلا الخير وجميل النصح , ويحبون لهم ما يحبون لأنفسهم ، ويدخلون فى وصف هذه الصورة الوضيئة : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } الحشر : 10 . وفى سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال : قيل يا رسول الله أى الناس أفضل ؟ قال : [ كل مخموم القلب صدوق اللسان ] قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : [ هو التقى النقي الذى لا إثم فيه ولا بغى ولا حسد ] .
* قال بعض السلف : أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصحية للأمة , وبهذه الخصال بلغ من بلغ , لا بكثرة الاجتهاد فى الصوم والصـلاة .
وفى المسـند عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم , قال لأصحابه ثلاثة أيام : [ يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة , فيطلع رجل واحد , فاستضافه عبد الله بن عمرو فقام عنده ثلاثًا لينظرعمله ، فلم ير له فى بيته كبيرعمل ، فأخبره بالحال فقال له : هو ما ترى إلا أنى أبيت وليس فى قلبى شيء على أحد من المسلمين ، فقال عبد الله : بهذا بلغ ما بلغ .
* تذكر :
1ـ من أجل راحة قلبك وسكينته فعليك أن تصوم صوم القلوب .
2ـ وأقله سلامة الصدور حيث لا إثم ولا بغى ولا غل ولا حسد لأحد .
3ـ لن تبلغ حقيقة التقوى بكثرة صلاة ولا صيام ولا قيام , ولكن مع قلب ليس فيه شيء لأحد .
* همسة :
راحتك الحقيقية فى صوم القلوب , وأقله سلامة الصدور وأعلاه أن ترى الله فى كل حين ، وليست فقط بكثرة الاجتهاد فى الصيام والقيام .
جمال ماضي
ساحة النقاش