يوميات رمضان كما عاشها النبي والصحابة 6
6ـ موعد مع الفرحة
6 من رمضان
* قوله صلى الله عليه وسلم : [ للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ] فالنفـوس مجبولة على السرور والبهـجة والفرحة ، خـصوصًا لما منعت منه ، مع شدة حاجتها إليه ، وسر فرحة الصائم فى أن الصيام محبوبٌ لله تعالى فهو محـبوب شرعًا ، ففى ترك الشـهـوة بالنهار طـاعة وتقرب , كما فى الـمبادرة إليـها فى الليل طـاعـة وتـقرب ، حتى يحقق الصائـم قوله تعالى : { قل بفضل الله وبرحمته , فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } يونس : 58 .
* أما فرحة الصائم عند لقاء ربه تحقيقًا لقوله تعالى : { وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرًا وأعظم أجرا .. } المزمل : 20 ، ولذلك فأيام وليالى الصيام وشهر رمضان خزينة من الحسنات , يثاب عليها الصائم بالجنة : يقول عيسى عليه السلام : ( إن هذا الليل والنهار خزانتان فانظروا ما تصنعون فيهما ) , فالصائم يعطى فى الجنة ما شاء له من طعام وشراب ونساء لقوله تعالى : { كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم فى الأيام الخالية } الحاقة : 24 ، يقول مجاهد : نزلت فى الصائمين .
ومن أعـظم أنواع الفـرح أن يـفرح العـابد بطاعـته لربه ، وهم على ثلاثة أقسام : الأول : قسم يفرح بالثواب ويخشى العقاب ، الثانى : قسم يفرح لأنها عنوان الرضا وسبب القرب من الله ، الثالث : قسم يفرح بالله دون شيء سواه فالله غنى عن العباد وطاعتهم , لقوله تعالى : { ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغنى عن العالمين } العنكبوت: 6
وفـرحة الصائم هى اطمئـنانه الداخلى إلى رضا الله عـليه , وبالصيام والطاعة ، من توفيق وهداية له قبل الصيام ، ثم ما يرد على قلبه أثناء الصيام ، ثم حصوله على الفوائد بعد الصيام .
وأخيرًا : العبرة بقبول الطاعة , لقوله صلى الله عليه وسلم : [ رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ] .
* تذكر :
1ـ لا نحرم أنفسنا من الفرحة بتحقيق الصيام , وذلك عند فطورنا , وهى فرحة يومية , فلنحرص عليها .
2ـ إذا حققنا ذلك امتلكنا شعور الفرح بالطاعات طوال العام .
3ـ لا تنـس الإعـداد والتـهيئة للـفرحة الـكبرى عند لقاء الله .
* همسة :
عبر عن مشاعرالفرحة بكل حلال ومباح وبما يحقق البهجة لك ولأسرتك وللناس جميعًا , من زينات وطعام وشراب وفكاهات وحب وعواطف .
جمال ماضي
ساحة النقاش