يوميات رمضان كما عاشها النبي والصحابة 4

4ـ دعوة إلى تربية النفس

4 من رمضان

ترك حظوظ النفس وشهواتها لا يتوافر إلا فى الصوم دون العبادات الأخرى .

 وكان النبى صلى الله عليه وسلم حريصًا على ذلك ولو فى شدة الحر ، فكان يصوم دون أصحابه ، فقد روى أن من خصال الإيمان الصوم فى الصيف ، يقول أبو الدرداء : ( كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى رمضان فى سفر , وأحدنا يضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ) البخارى .

* يقول بعـض السلـف : ( طـوبى لمن ترك شهـوة حاضرة لموعد غيب لم يـره ) ، والسبب فى ذلك أن الصائم لما عـلم أن رضا مـولاه فى ترك شهوته ، قدّم رضا مولاه على هواه ، فلذة المؤمن الحقيقية فى رضا مولاه وإن كان مخالفًا لهواه .

* سئل ذو النون المصرى : متى أحب ربى ؟ قال : ( إذا كان ما يكرهه أمّر عندك من الصبر ) فليس من المحبة أن تحب ما يكرهه حبيبك :

            وأنت عندى كروحى               بل أنت منها أحب

            حسبى من الحب أنى              لـمـا تـحـــب أُحب

وبالصوم تتحقق تصفية النفوس من العيوب ، حتى تحصل على الفلاح  يقول الحسن البصرى : المؤمن ما تراه إلا ويلوم نفسه ، يقول : ما أردت بكلمنى ، ما أردت بأكلتى ، ما أردت بحديث نفسى .

 ومن هنا فاليقظة مع النفس فى نهار الصائم ، هى فى حقيقتها إقبال على الله تعالى ، بهذه التذكرة الرمضانية فى قول الصائم : إنى صائم إنى صائم .

* تذكر:

1ـ الصوم فرصة لترك شهوات النفس وحظوظها من الغضب والحسد والحقد والتشاحن والنظر الحرام والاختلا ط والسجائر ورفقاء السوء ومواطن الشبهات وغير ذلك .

2ـ الصوم فرصة لتحقيق رضا الله والانتصار على الهوى بالتوبة والإقلاع عن الذنوب والمعاصى .

3ـ الصوم فرصة لتحقيق محبة الله بالابتعاد عما يكرهه الحبيب : من طلب الحرام والغش والرشوة والربا والظلم ، وتحمل المكروه من أجل التحقيق بذلك .

* همسة :

لن تجد وقتًا لتربية نفسك على التحمل والصبر والرضا والمحبة وطهارة القلب إلا بتلبية هذه الدعوة الرمضانية .

 

جمال ماضي

www.gamalmady.com

[email protected]

 

 

  • Currently 128/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 218 مشاهدة
نشرت فى 24 أغسطس 2009 بواسطة gmady

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

306,305