العلاج الرباني لوقف الدماء بين المسلمين
فما العلاج ؟ وما المطلوب ؟
إلى متى الصمت يا أبناء الأمة ؟
إلى متى تشارك جيوش الأمة في سحق أبنائها ؟
إلى متى الحياد الرهيب يا علماء الأمة وأئمتها ؟
إلى متي هذا الموت يا أحزاب الأمة وهيئاتها ؟
أبعد قوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها , وغضب الله عليه , ولعنه وأعد له عذاباً أليماً ) النساء 93 , يكون ركود وقعود ؟
وهل أتى علينا ما حذرنا منه رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟ وهو يقول : ( والذي نفسي بيده , ليأتين على الناس زمان , لا يدري القاتل في أي شئ قتل , ولا يدري المقتول في أي شئ قتل ) رواه مسلم .
وهل يحق لنا أن نصدق تبريرات الخائنين , وهم يخرجون علينا في حملات إعلامية منظمة , زاعمين : أن حرب الجيوش لحماية الناس من المتمردين ! , ولحماية الدولة من الإرهاب ! ولمواجهة الأطراف التي تتحدى النظام ؟ والبطش بمن يزعج ويهدد و يعكّر ؟ غير عابئين بالاعتداء الأمريكي اليومي على الممتلكات والأرواح ؟ غير مبالين بالعبث الصهيوني المتواصل بمقدراتنا وثرواتنا وعقولنا ؟ .
فيا دعاة الأمة :
حان دوركم , وقد سلّمتكم الأقدار أجلّ مهامكم , هذه فرصتكم , لإظهار الصدق والإخلاص والعمل , في اتباع الأسوة صلى الله عليه وسلم , وهو يقول : ( قل هذه سبيلي , أدعو إلى الله على بصيرة , أنا ومن اتبعني ) يوسف 108, فكونوا كالأوائل الذين صلحت بهم أمتنا حينما أعلنوا للناس في وضوح الآتي :
1 - مصلحة الأمة العامة فوق أية مصلحة , ولا رفعة للأمة , إلا بالاحتكام إلى الحق وشرع الله الحكيم , ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين , يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام , ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه , ويهديهم إلى صراط مستقيم ) المائدة 15 - 16.
2 – الإسلام يحافظ على المسلم , في صورة عملية , لم يشهدها العالم , يقول صلى الله عليه وسلم : ( لزوال الدنيا أهون على الله , من قتل رجل مسلم ) , وقد أعلن النبي ذلك في يوم عرفة , والعالم كله يسمعه , وهو ينادي بأعلى صوته :
( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم , كحرمة هذا في شهركم هذا , في بلدكم هذا , وستلقون ربكم فيسالكم عن أعمالكم , ألا ترجعون بعدي ضلالاً , يضرب بعضكم رقاب بعض , ألا هل بلغت ؟ ألا فليبلغ الشاهد الغائب ) .
3 – الطائفتان وصفهما الله بالإيمان , مادامتا تحتكمان إلى شرع الله , فإن بغت إحداهما أو الاثنتين , فلابد من قوة تردهما إلى الشرع والصواب , فالغرض هو رد القوة الباغية إلى الصف , وليس الهدف القضاء على الباغي , لأن القتال ليس هدفاً في حد ذاته .
4 – الواجب يقع على جميع المسلمين , أفراداً و جماعات ومؤسسات وهيئات وحكاماً وشعوباً وحكومات , فالمؤمنون إخوة , لعلكم ترحمون من الشقاق والركون إلى الدنيا , فيقع البلاء على الجميع .
5 – واجب الوقت الآن , وجهاد اللحظة الساعة , في الاحتكام إلى القرآن , ودعوة الحكام إلى الحُكم به , لمواجهة هذه الحرب الجديدة , وقد كشف النبي صلي الله عليه وسلم , عن هذا السر في قوله :
( ومالم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ) رواه ابن ماجة .
فهل من أوبة إلى الحق ؟
وهل من وقف لنزيف الدماء بين المسلمين ؟
جمال ماضي



ساحة النقاش