أين نحن من نزيف الدماء ؟
أما إذا وقع الاقتتال , كما هو اليوم , في مشاهده المروعة , في باكستان , وأفغانستان , والعراق , والصومال , والسودان , والفلبين , وأندونسيا , وسيريلانكا , هذا غير المعتم عليه إعلامياً , يقول صلى الله عليه وسلم : ( إذا التقى المسلمان بسيفهما , فالقاتل والمقتول في النار ) , قالوا : يا رسول الله هذا القاتل , فما بال المقتول , قال : ( لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه ) , ويقول صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) , بل اتفق علماء الأمة : على الجندي المسلم ألا يطيع قواته المسلحة , في قتال أي مسلم , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الطاعة في المعروف ) متفق عليه , لأن في رفضه الاستجابة , أكبر سبب يدعو إلى عدم البغي , ففي رفض الجنود لقتل المسلم , نزع القوة التي بيد الباغي , وحجز له عن الظلم .
فأين نحن من التآخي والاتحاد ؟ والله يأمرنا :
- ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) آل عمران 103
- ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) الأنبياء 92 .
- ( إنما المؤمنون إخوة , فأصلحوا بين أخويكم , واتقوا الله لعلكم ترحمون ) الحجرات 10 .
- ( ولا تنازعوا , فتفشلوا , وتذهب ريحكم , واصبروا إن الله مع الصابرين ) الأنفال 46 .
وأين نحن من التناصر والتعاضد والتكافل ؟ والرسول يقول لنا :
- ( المؤمنون تتكافئ دماؤهم , ويسعى بذمتهم أدناهم , وهم يد , على من سواهم ) رواه أحمد .
- ( المسلم أخو المسلم , لا يظلمه , ولا يخذله , ولا يحقره ) رواه مسلم .
- ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض , ألا ليبلغ الشاهد الغائب ) متفق عليه .
جمال ماضي



ساحة النقاش