ثمرات الرضا في الحياة

حياتنا بالرضا هى أحلى حياة ، وما يعود علينا من ثمرات ، هو الذي يحدد مقدار سعادتنا , في أى عمرنحن فيه ، ومن هذه الثمرات :

1ـ جزاء الرضا هو الرضا :

 

يقول صلى الله عليه وسلم :

 [ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضى فله الرضا ، ومن سخط فله السَّخط ]

فالذى يتعرض للابتلاء ، يعلم بأنه يكفيه , اختيار الله له بالابتلاء ، وامتحانه في الرضا ، فرضاه بقدر الله , هو رضا من الله عليه .

2- رضا الملائكة عنك :

لما سُأل صفوان : ما جاء بك

قال : ابتغاء العلم

قال : بلغنى أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما فعل

ثم قـال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

[ ما من خارج ، خرج من بيته ، في طلب العلم ، إلا وضعـت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع ]

فلو علم الدارسون والباحثون والطلاب اليوم ، على ما ينتظرهم ، من رضا الملائكة ، لنهلوا كل العلوم ، ولا ستزادوا في كل لحظة بالجديد ، ووسائل الحصول اليوم سهلة وميسرة ومتوفرة ، من جامعات ومدارس وتعليم حر ، وتعليم عن بعد ، عن طريق مواقع النت ، والأكاديميات الالكترونية .

ورضا الملائكة ، هو ثناء على الإنسان , لفعله وصنعه وسعيه وعمله وحركته ، يفتح الطريق لرضا الله عنه .

3- أساس النجاح في الحياة

حياتنا هى تعايشنا مع الناس ، وتعاملاتنا مع المجتمع ، وحركتنا في هذه الدنيا ، وكل واحد منا يحب النجاح ويسعى إليه ، ومن أسهل الطرق للوصول إلى النجاح ، أن يكون الأساس متيناً وقوياً ، وأساس النجاح في حياتنا ، هو الرضا ، وتأمل معى ما ورد في هذه المجالات , من حياتنا اليومية ، في داخل بيوتنا :

أـ في مجال التجارة والرزق :

يقول تعالى :

 { ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم } النساء /29 .

ب- في مجال المقبلين على الزواج :

ــ يقول صلى الله عليه وسلم :

[ إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا , تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ] .

فكان الميزان في الرضا بالدين والخلق .

ــ وحينما سألت عائشة : يا رسول الله إن البكر تستحى ، قال : رضاها صمتها .

فكان الصمت ميزاناً لرضا الفتاة عن خطيبها

ج- في مجال غرفة النوم :

ــ وفي حياة الزوجين ، وفي غرفة النوم ، وفي الجماع ، لابد من توفر الرضا ، يقول صلى الله عليه وسلم :

[ والذي نفسى بيده ، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها ، فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء , ساخطاً عليها , حتى يرضى عنها ] .  

وليس الرضا تحكم من الزواج أو سيطرة منه ، وإنما هو الحب الذي يحرك العاطفة ، ويجعل بينهما اللين واللطف والرقة ، ولن يتحقق ذلك إلا من الزوجين معاً ، فالرضا صناعة مشتركة بالتفاهم والحب والمودة .

د - في مجال العلاقات الزوجية :

يقول النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة :

 [ إنى لأعرف غضبك ورضاك قالت : قلت : وكيف تعرف ذاك يا رسول الله ؟ قال : إذا كنت راضية قلت : بلى ورب محمد , وإذا كنت ساخطة , قلت : بلى ورب إبراهيم , قلت : ( أجل لست أهجر إلا اسمك ) ] البخارى .

وكأن عائشة توصى كل زوجين ، بأن أساس العلاقات بينكما هو الرضا ، والرضا في القلب ، بالحب والإحساس به ، وحركة اللسان فقط هى تعبير شكلى ، ولكن الحب محفور في القلب ، والهجر للاسم والشكل فقط .

4- الفوز بالرضوان الأكبر

كيف تفوز بالرضوان الأكبر ، الذى هو النظر إلى وجه الله الكريم ؟

ليس لذلك إلا طريق واحد ، بالرضا عن الإيمان ، يستوى في ذلك الرجل والمرأة , ولذلك يقول تعالى :

{ وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات عدن , تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ومساكن طيبة في جنات عدن ، ورضوان من الله أكبر ، ذلك هو الفوز العظيم }التوبة / 72 .

5- البشارة بالجنة :

قي قوله تعالى :

{ يبشرهم ربهم , برحمة منه ورضوان , وجنات لهم , فيها نعيم مقيم } التوبة / 21 .

ويقول تعالى :

 { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ، لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار , خالدين فيها , رضى الله عنهم , ورضوا عنه , ذلك هو الفوز العظيم }

ويقول تعالى :

{ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية }

وتأملوا معى , آخر أهل الجنة ، كيف أن الرضا , هو الذي أنقذه من النار: ( إنه رجل يجئ بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة

فيقول : أى رب كيف وقد نزل الناس منازلهم ؟

فيقال : أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلِك من من ملوك الدنيا ؟

فيقول : رضيت رب

فيقول : لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله

 فقال في الخامسة : رضيت ربِ فيقول  هذا لك وعشرة أمثاله

ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك

فيقول : رضيت رب ]

وهذا مصداق لقوله تعالى : { فهو في عيشة راضية } الحاقة / 21 .

إن بمـقدورنا أن نصنع هذا الإنقاذ في يومنا , برضانا بالحال ، ورضانا بالمال ، ورضانا بأهلنا ، ورضانا بأعمالنا ، ورضانا بأبنائنا ، ونعلنها من اللحظة , لله تعالى : ( رضيت رب ) .

6- الرضا نجاة من الصعاب

الحياة كبد كلها ، ليصنع الإنسان سعادته ، فالسعادة بيدنا وليست بيد غيرنا، والرضا هو النجاة من الكوارث والمصائب والأزمات ، وهذا المشهد كم هو يفصح عن المعانى دون كلام :

أتى رجل , خالَ أنس , فطعنه من ظهره ، فقال على الفور : فزت وربِّ الكعبة , فقال صلى الله عليه وسلم :

 [ إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا :

اللهم بلغ عنا نبينا

 أنا قد لقيناك

 فرضينا عنك

فارض عنا] .

فكأن الزمان تخلى عن أبعاده ، فوصل ما يريدون وما يرغبون في تبليغه، لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، بفضل رضاهم عن ربهم , وطلبهم أن يرضى الله عنهم .

 جمال ماضي

www.gamalmady.com

[email protected] 

  • Currently 439/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
147 تصويتات / 3885 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

306,825