التبسط والمزاح هل من أجل إنجاح التربية لابد من التهجم والعبوس ؟ وهل من أجل أن تكون التربية مؤثرة ممنوع علينا المزاح ؟ لقد تأملت مشهدًا ، كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم في السوق ، وقد أتى من خلف أحد الصحابة وكان دميمًا وكان اسمه زاهراً ، فاحتضنه رسول الله صلي الله عليه وسلم , ونادي في السوق : من يشترى هذا العبد ؟ فانتبه زاهر لصوت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ستجدني إن شاء الله كاسدًا يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تجمع الناس : [ ولكن المؤمن ليس بكاسد عند الله ] . أليس الحب هو البطل في هذا المشهد ؟ وأليس البطل في هذا المزاح الخفيف القائم على الحب ؟ وأليس في هذا التبسط وبهذه الحركة الرشيقة ؟ فالحب لا ينمو إلا حينما يكون طبيعيًا وليس مصطنعًا أو متكلفًا ، فيؤثر بالغ الأثر فى الآخرين . وهذا مشهد آخر يرويه أبو سعيد الخدري يقول : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال : [ لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا!] فقال رجل : يا رسول الله أيأتي الخير بالشر ؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال : [ كيف قلت ] قال: قلت يا رسول الله أيأتي الخير بالشر ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو ] ثم قال : ( فمن يأخذ مالاً بحقه يبارك له فيه ، ومن يأخذ مالاً يغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع ) ، أرأيت كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم طبيعيًا في صمته ، ويستعيد السؤال ، حتى يفهم الجميع ويستوعبوا الأمر ، ويضرب المثل ليقرب المعنى ، فالحب يدفع الإنسان للتخفيف والتفهيم لا التعقيد والإرهاق . جمال ماضي
نشرت فى 13 مايو 2009
بواسطة gmady
عدد زيارات الموقع
307,646
ساحة النقاش