authentication required

قبل أن نخوض في بحر التغيير ، ما رأيك أولاً في أن نتعرف على الخطوات التى تؤهلنا للتعبير ، من تغيير الحالة النفسية ، فكما قالوا : التخلية قبل التحلية ، وإزالة الرواسب هى الخطوة التى تسبق الغرس ، فالأرض تمهد لتستقبل البذرة ، التى تنمو بعون الله ورعايته , ثم جهد الإنسان ومهارته وتغلبه على الصعوبات , ومقدرته على صناعة بيئة صالحة .

 وما خطوات التغيير العشرة إلا ممارسة هذه الأشياء ، فما هى خطوات التهيئة الأولى؟  والتى نطلق عليها :  في ( مشروع التغيير ) : تهيئة الحالة النفسية ، التى ستحمل أمانة التغيير ، وتنفذ أكبر مشروع في حياة الإنسان .

ما قبل الخطوات : تغيير الحالة النفسية

أولاً : اعترف

كم هم هؤلاء الذين يظنون أنهم لا يخطئون وإن كان الخطأ ظاهراًً ، تراهم يرمون بالمسئولية على غيرهم ، حتى يقنعوا أنفسهم بأنهم بعيدون عن الخطأ ، وبالتالى تتراكم أخطاؤهم دون أن يدروا ليصبحوا وجهاً لوجه أمام كارثة نفسية ، لا يعلم مداها إلا الله تعالى .

إن لحظة الاعتراف بالخطأ تحمى صاحبها ، وتبصره بطريق العلاج ، وتوطد صلته بالناس ، وتجعله في راحة نفسية لم تكن يتوقعها ، ليس العيب في الخطأ فكل ابن آدم خطاء ، ولكن العيب في عدم رؤية الخطأ والاعتراف به ، ولنا قدوة في أول خطأ لأبينا آدم عليه السلام وأمنا حواء عليها السلام :

 { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } الأعراف / 23 .  

فالاعتراف بالخطأ لابد أن يصحبه الألم والندم ، الذي يدفع الإنسان نحو الطاعة , وليس الألم والندم الذي يدفع إلى المعصية أو المزيد منها , أو الإحباط واليأس , والانعزال النفسى ، فقد بدأت حياة جديدة على الأرض لزوجين ، بدأت منهما أول أسرة على كوكبنا ، بفضل الاعتراف بالخطأ , وإظهار مرارة الألم ، يقول تعالى : { وتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } البقرة / 37 .

وهكذا انطلقت أول حياة عى أرضنا .

ثانيا : تحمّل

ما سر قوة الإنسان ؟

هل تنبع من أسباب خارج ذاته ، أم أنها تنبع من عميق كيانه ؟

ليس الأمر محير ، بل هو واضح جداً ، القوة الحقيقية تنبع من داخل أنفسنا ، وليس بعون من البشر ، وإنما بعون من الله الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه ، ولذلك فحينما نستعين بقوة من الله ، فنحن الأقوياء بالله ، ولكن بإصرارنا وعزمنا وهمتنا .

وخطوات هذا الإصرار واضحة لاستعادة عافيتنا وقوتنا وهى :

1-     أنت الذي تتحمل المسئولية كاملة عما يعتريك من ضيق وألم .

2-     أنت الذي تكتشف سر ما أنت فيه من ألم فأنت سبب الداء .

3-     أنت الذي عنده الدواء مع كل ما تشعر به من ضيق وتبرم .

ووفق هذه الخطوات فأنت مَنْ يقوى على تصريف أمورك …

 فلماذا التبريرات ؟

ولماذا تستعين بأسباب خارج نفسك ؟

ثالثاً :  تحرّر

فمن التبريرات تصنع أنت تعاستك ، فماذا بعد أن اقتنعنا بأن كل واحد منا مسئول عن تصرفاته وسلوكه ؟  وهذا هو سر القوة ، وكل ما عدا ذلك فهو ضعف يعترى الإنسان ، مثل :

دعنى أنا غارق في التفكير ، حالتى ضعيفة نفسياً وهذا حقى في أن أشعر بذلك ، حالتى خطيرة ولا يهتم بي أحد ، لا يفهم أحد مقدار مشاكلى التى لا تعد ولا تحصي .

 لماذا لا تتحرر من هذه الأوهام ؟ بماذا ؟ بشيء واحد :

 واجه التحديات والمشكلات ، ولا تلجأ إلى هذه الأوهام فإنها تدمرك

 عش الواقع ، حلل ما أنت فيه ، ثم قم بتجميع أفكارك

 وتريث واهدأ وقدّم العقل في ترتيب التنفيذ

 بالله عليك ماذا خسرت ؟!!

رابعاً : لا تشكو

من أسهل ما يمكن في حياتنا ، أن نقول لمن أمامنا : ( أنت السبب ) ، سواء كان ذلك في أعمالنا أومع زوجاتنا أو مع أولادنا ، ونحسب بذلك أننا قد حصلنا على حكم بالبراءة من جريمتنا !، إن إلقاء اللوم على الآخرين ، هو إدانة لنا وليس نجاحاً ، فالتفكير بايجابية ، هو ما يجعلنا نطرح عن تفكيرنا كل يسىء إلى أنفسنا وذواتنا ، لتكون نقطة انطلاق ،إننا إن لم نكن نملك هذه النظرة الإيجابية ضيعنا أوقاتنا في الشكوى ، نشكو أنفسنا ودنيانا وأعمالنا وبيوتنا إلى الناس ، حتى ندمن ذلك ، ونظن أننا قمنا بحل المشكلات ، وأن الشكوى قد أزالت الصعاب .

وبعد :

سرْ على بركة الله

انظر بعمق بعيداً

اتجه إلى الله بالدعاء

اتخذ قرارك بالتغيير

التغيير نحو الأفضل

ولا تيأس من رحمة الله

  • Currently 162/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
54 تصويتات / 1682 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2009 بواسطة gmady

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

304,609