2009

لهذه الأسباب انتصرت غزة

لهذه الأسباب انتصرت غزة !

بقلم : جمال ماضي

غزة التي انطلقت بها الحناجر في كل مكان , وعلى كل لسان في هذه الأرض , من مشرقها إلى مغربها , وبصمودها انتصرت , بدمائها انتصرت , بعزتها انتصرت , بصبرها انتصرت , بمقاومتها انتصرت , فلماذا كان الانتصار حليف غزة ؟

 ولهذه الأسباب انتصرت غزة :

أولاً :

آلة الحرب الصهيونية والإرهاب الإجرامي , رغم القصف الجوي والبري والبحري , الغير مسبوق , لم تستطع إلى الآن الدبابات , في الاجتياح البري بمراحله الثلاثة , أن تدخل إلى المناطق المأهولة بالسكان , لأنها فوجئت بمقاومة باسلة ذكرتهم بالأيام السوداء , في حرب لبنان 2006 , وبذلك فقد فشلت في حربها البرية ! .

ثانياً :

 أطلقت المقاومة قذائف من نوع هاون , وأخرى مضادة للدروع من نوع

( آر بي جي ) , في حين استخدم جيش الاحتلال الصهيوني , الفلسطينيين كدروع بشرية , لإجبار المقاومة على عدم التعرض للقوات الصهيونية , ولكنها قوبلت ببسالة المقاومة المعجزة والآية , والتي أرغمتهم على التراجع في كل مرة , وبذلك فقد باءت بالفشل ! .

ثالثاً :

استخدمت القوات الصهيونية القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً , وقامت بإحراق المنازل والبشر والحجر , وارتفع عدد الشهداء , لإثبات أنهم قد انتصروا , وتوهموا أن العالم قد فهم رسالتهم , ولكن ما فهمه العالم , بما فيهم بعض حاخاماتهم , أنها مذبحة انصبت على الأطفال والنساء والمسنين , فازدادوا فشلاً , ففي كل يوم من يوميات المذبحة كان إعلاناً لانتصار غزة , وإعلاناً حقيقياً للفشل ! .

رابعاً :

وتعددت الأهداف الصهيونية , وفي كل يوم كان يظهر لنا هدف جديد , ثم فجأة تآكلت كل هذه الأهداف , حتى انتهت إلى منع تدفق السلاح إلى غزة , وعدم وصوله للمقاومة , ووقف التهريب , وذهبت حكومة الصهاينة إلى أمريكا , ومن جانب واحد , لوقف النار , معتبرة أن العرب وعلى رأسها مصر لا شئ , ولا قيمة لهم , وهذا دليل جديد على فشل الصهاينة , في تحقيق أي هدف من أهدافهم , حتي على حلفائها الذين ظلوا ثابتين على اتهام المقاومة , ثم أعلنوا مؤخراً أن الصهاينة لن يقضوا على المقاومة ! .

خامساً :

ونزل مدد السماء رغم القصف , كما روي أبوعبيدة من الميدان : حينما اتجهوا إلى الله يدعونه , أن يهئ لهم من أمرهم , وينزل عليهم جنداً من السماء , يقول : فإذا بضباب يملأ المكان , ويدخل المقاومون في سلاسة عجيبة بين الجنود الصهاينة , لزرع العبوات الناسفة بينهم , ثم يعودون بسلام , بعد قتل وجرح عدد من الصهاينة , وهذا ما اعترف به جنود الاحتلال من رؤيتهم لأشباح يواجهونهم فجأة , يقصدون بذلك رجال المقاومة !.

سادساً :

الرعب الذي وصل إليهم من أفراد المقاومة , حتي ولو كان واحداً , وهذا ما اعترف به إعلام العدو رغم تعتيمهم , وهى بسالة غير مسبوقة , في مشهد أحد رجال المقاومة الذي واجه بسلاحه الفردي , مجموعة من الجنود الصهاينة , حتى أرداهم بين قتيل وجريح , ثم أسر جندياً منهم , إلا أن صاروخاً أطلق عليه ومعه الجندي الصهيوني , وكان البطل في هذا المشهد هو الرعب , في قلوبهم , والمسيطر عليهم , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نصرت بالرعب عن مسيرة شهر ) ! .

سابعاً :

هذه الدقائق الغالية , رغم القصف المستمر المجنون , ورغم استقبال الموت في أي لحظة , لك أو لأبنائك أو لزوحتك , أو لأبيك أو لأمك , أو لأخيك أو لأختك , أو لأصدقائك أو أحبابك , هذه الدقائق الغالية من الليل , وما فيها من سهام الليل المتيقظة , فقد كان الرجال يجاهدون مع المقاومة , والأسر والعائلات في بيوتهم , يتجهون إلى ربهم بالدعاء والصلاة والمناجاة والتهجد , بقلوب واثقة في نصر الله للمجاهدين , وحمايتهم من الإجرام والمذابح المجنونة , فانتصرت القلوب مع ربها , فسهام الليل لا تخطئ أبداً , وهي أقوى من الصواريخ والقاذفات والقنابل ! .

ثامناً :

دماء الشهداء تصنع النصر , والشهداء هم دليل الانتصار , دماء قادة المقاومة نزار وصيام وكل الشهداء , كشفت عورة العدو , وخيبة المتواطئ , خاصة , بعد فشل المرحلة الأولي , والتي أرادوا منها إسقاط حماس , وتصفية قادة المقاومة , ثم فشل المرحلة الثانية , في أن يأتي عباس رئيس السلطة السابق , على ظهر دبابة لاستلام السلطة في غزة , ثم فشل المرحلة الثالثة من إحكام غلق المعابر خاصة معبر رفح , فوحدت الدماء صف قادة المقاومة , على قلب رجل واحد , لا يعرف إلا دحر العدو , مما زاد الصهاينة فشلاً على فشل ! .

 

تاسعاً :

صواريخ المقاومة التي أرعبت الصهاينة , ( جراد والقسام ) , و جعلتهم في زلزال دائم , رغم أن الجيش الصهيوني لا يعلن عن خسائره , مما صنعت نجاحاً لمشروع التحرر المقاوم , الذي أعلنه إسماعيل هنية من الميدان , والذي يكتسب في كل يوم تقدماً , لم يكن يتخيله أحد , وبالتالي فقد ازداد حجم الانتصار , النصر في غزة , والنصر في فلسطين , والنصر في الأمة ! .

عاشراً :

حركت المقاومة القضية الفلسطينية , على مستوى العالم أجمع , لعدة أسباب , نجملها في التالي : الثقة العالية للمقاومة في الانتصار , وصمودها رغم الآلة العسكرية الصهيونية , مع تخبط وجنون الجيش الصهيوني , لفشله - منذ اللحظة الأولى للاعتداء - في معرفة مصادر الصواريخ , التي لم تتوقف ,  وفشله في القضاء على الأنفاق , وتدمير مدارس الأنروا بدلاً منها , وفشله في التوغل إلى غزة ! .

إحدى عشر :

لقد اكتسبت المقاومة شرعية عالمية , وخاصة حماس , رغم عدم رغبة أعدائها في ذلك , وهذا إقرار بالفشل الذي مني به الحصار في تركيع غزة , بل إن هذه الشرعية ازدادت نجاحاً , بعد التفاف الشعب حولها , ليس في غزة فقط , بل في كل أنجاء العالم , وتشهد على ذلك هذه الجنازة المهيبة للشهيد صيام , تحت القصف , ورغم الجراح , ورغم الدماء ! .

ثاني عشر :

ثقة الشعوب بنفسها , وقدرتها الفائقة , على المواجهة والتغيير , والتعبير عن رأيها في قوة غير مسبوقة , مع إظهار هشاشة أنظمتها , وانتهاء أسطورة ( إسرائيل المسيطرة والقاهرة والمهددة والمرعبة ) , هذه الثقة التي ستعيد من جديد الموازين الشعبية والهبات الإصلاحية , وهذا فشل جديد لم يكن محسوباً من قبل , تسببت فيه حكومة الصهاينة , لحلفائها دون أن تدري ! .

ثالث عشر :

جرأة بعض الأنظمة العربية وصحوتها , في التراجع عن مبادرة السلام العربية , ونعتها بأنها قد ماتت , ويقينها بانتهاء زمن الانتصارات الصهيونية , مما يؤكد استجابة الأنظمة لصوت شعوبها , وهذا الانتصار المتنامي , يحتاج إلى نهج جديد من تحالف الشعوب مع المواقف الجادة القوية , لخدمة الأمة ضد المؤامرات العالمية , والتصدي الجاد للمشروع الأمريكي الصهيوني ! .

رابع عشر :

هذا الحراك الشعبي والإسلامي والإنساني , في التعاطف مع غزة , والتمرد على الصهاينة , ويقينها بملامح النصر التي لاحت تحت القصف , من : حرب الصهاينة لبيوت الله بعد تدمير 15 مسجداً , ومن فشلها في تدمير المقاومة , ونجاح حماس في السيطرة الأمنية بعد ضرب المراكز الأمنية , ووصول الصواريخ على بعد 20 كيلو من ديمونة , وصمود أهل غزة رغم الأسلحة المحرمة , والانتصار الإعلامي عن طريق قناة الجزيرة , وإسلامية القضية وتوحيد الأمة ,  وأخيراً الملمح القوي للنصر افتضاح المنافقين والعملاء والخونة ! .

خامس عشر :

إحياء الأمة , وقد أطلق الله عليه : ( ذلك هو الفوز العظيم ) , قالها الله تعالى عن أصحاب الأخدود , الذين تعرضوا لإبادة جماعية , بتعرضهم لمحرقة حقيقية قاسية , وغزة بصمودها وصبرها وحبها للاستشهاد , أحيت معني الأمة الواحدة , وقد أكد ذلك ألمرت في ( الحديث الكاذب ) , فمن قوله : ( ضربة قاسية لحماس ) , فهل هي ضربة للأطفال والنساء والمسنين والحجر والمدارس والمستشفيات ؟ , ثم تحيته عن : ( تضحية جنوده الاحتياطيين  ) , فلماذا التعتيم عن الخسائر ؟ , وإشادته بجبهته الداخلية , فلماذا اختبئوا تحت الأرض ؟ , ثم إعلانه على أنه كان يواجه

( القتلة في غزة ) , فهل القتلة هم 1200 شهيد وأكثر من 5000 جريح , نصفهم من الأطفال والنساء ؟ ,  ثم أنهي إعلانه بأنه فشل في الحصول على شاليط ؟ , وبذلك أقول : إن أولمرت أعلن عن انتصار غزة , فهنيئاً لأهلنا بالشهداء والجرحي والجنة والانتصار ! .

جمال ماضي

[email protected]

www.gamalmady.com

 

  • Currently 148/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
48 تصويتات / 262 مشاهدة
نشرت فى 17 يناير 2009 بواسطة gmady

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

304,611