authentication required

ماذا بعد الغضب الشعبي ؟


ماذا بعد الغضب الشعبي ؟

انطلقت وتنطلق في جميع العواصم مسيرات الغضب , التي لن تنتهي إلا بانتهاء العدوان المجرم على أهلنا في غزة , وتوقف التواطئ المتآمرعلى غزة  , ورغم استخدام الأسلحة المحرمة على الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء , فإن صمود أهل غزة لدليل واضح على فشل الصهاينة من ناحية , وصواريخ المقاومة التي ترعب الكيان الصهيوني , ما زالت تضعه في مأزق حقيقي من ناحية أخرى :

كل ذلك رغم أن الأمم المتحدة اتخذت قرارها أخيراً بعد طول تأجيل , بوقف العدوان , مع رفض الصهاينة في تنفيذه , بل والتمادي في مذابح جديدة , إذن فلسنا في حاجة إلى الأمم المتحدة ! , التي أصبحت ألعوبة صهيونية , والتي أصبحت محط سخرية بوش , حتي في آخر لقاء صحفي له , قبل تركه للبيت الأبيض , إلى الحياة السوداء , بإذن الله كمجرم حرب , ومرتكب حروب إبادة جماعية ! .

ومع تواصل الغضب الشعبي , لم يتصدى لهذه الغضبة , إلا القوات الصهيونية والمصرية وقوات السلطة في رام الله , إذن لسنا في حاجة إلى الصهاينة , ولسنا في حاجة لأنظمة هشة تقمع الصوت الحر , بل إني أقترح الإرسال الفوري لهذه القوات إلى غزة , للدفاع عن الأوطان , ووقف المذابح ! , إن كان لديها بقية من بطولة ! .

ومع كل هذا الغضب المتنامي , يخرج أولمرت على العالم , متحدياً شعوب العالم , بعد اجتماعه مع مجرمي حربه , معلناً مواصلة المذابح , التي صعقت الأطباء الذين سُمح لهم بدخول غزة مؤخراً , إذن فلسنا في حاجة إلى التمسك بأوهام السلام مع المعتدين , بل يجب إنهاء كافة الاتفاقيات وكأنها لم تكن ! .

هذه الشعوب التي خرجت مخلصة , دون منغصات أمنية على الأغلب - إلا القليل المشارك في الاعتداء - مطالبة بالجهاد والمقاومة , إذن لماذا لا تتحرك جيوشها ومعهم المتطوعون ؟ , استجابة للمطالب الشعبية , ولماذا لا تفتح مكاتب التدريب العسكري والسماح لهم بالانخراط في صفوف المقاومة ؟ , وهو الأمر الذي ما زالت تجهر به , شعوبنا العربية والإسلامية .

في القدس يبلغ عدد المصليين في رمضان 300 ألف , وفي جمعة الغضب , لم يسمح الصهاينة الذين يدنسون المسجد الأقصى , إلا لأربعة آلاف فقط , فلماذا لا يتحرك العالم الإسلامي , بملياره والنصف , لاسترداد المسجد , وتحرير القدس الأسير ؟ , هل نسينا مقدساتنا ؟ .

لقد اتجهت الغضبة الشعبية نحو سفارات الصهاينة , وبعضها للسفارات المصرية , معلنة عن رفضها للمذبحة والتواطؤ معها , رغم ما قابلها به الأمن من عنف واعتقال , إذن فلسنا في حاجة إلى تصديق ما يصدعون به رءوسنا من نجاح السياسة الخارجية , فالمشهد أقوى من الكلام , والتصريحات مهما كانت بلاغتها , تفضحها شواهد المأساة .

هذا الاستمرار في الغضب الشعبى لن يتوقف , مع استمرار التصاعد المجنون في تحويل غزة لمختبر للأسلحة المحرمة , فلسنا في حاجة إلى هذا الإعلام المهزوم الفاسد المفضوح في بث التشكيك , ومساعدة المعتدين , ومحاولاته اليائسة في كسر المقاومة ! .

وفي الوقت الذي يتواصل فيه الغضب الشعبي لوقف المذابح , تبحث سلطة دايتون إعادة الإعمار , وإيواء أهل غزة , وكأنها قد سلمها الصهاينة , سلطة غزة , على جماجم الأطفال , وأشلاء النساء , والمساكن المحطمة , والمساجد المدمرة , والحياة المنسوفة , أنتم الساقطون , فلسنا في حاجة بعد اليوم إلى العملاء والخونة والمنافقين , ولو كره المجرمون ! .

فماذا بعد الغضب الشعبي ؟

بعد الغضب الشعبي غضب شعبي , حتي تتحول هذه الحقائق إلى عمل :

-        لسنا بحاجة إلى الأمم المتحدة

-        لسنا بحاجة إلى أنظمتنا الهشة

-        لسنا بحاجة إلى أوهام السلام

-        لسنا بحاجة إلى التمسك بالاتفاقيات مع الصهاينة

-        لسنا بحاجة إلى قواتنا المسلحة إن لم تدافع عن الأوطان

-        لسنا بحاجة إلى وجودنا إن لم نحرر المقدسات

-        لسنا بحاجة إلى السياسة الخارجية التي فشلت

-        لسنا بحاجة إلى إعلامنا المهزوم المعتدي المتواطئ مع الصهاينة

-        لسنا بحاجة إلى عباس وأشباح دايتون في رام الله

-        لسنا بحاجة إلى العملاء والخونة والمنافقين

نحن بحاجة إذن إلى : المقاومة والجهاد , ولن نحقق ذلك إلا بالغضب الشعبي , فإلى المزيد من الغضب , حتي يأتي نصر الله القريب , ويومئذ تفرح شعوب العالم بنصر الله , ( والله غالب على أمره ,لكن أكثر الناس لا يعلمون ) .

جمال ماضي

www.gamalmady.com

[email protected]

  • Currently 143/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
47 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 12 يناير 2009 بواسطة gmady

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

304,608