الإثنين,تشرين الثاني 05, 2007


 

مواجهة الاسلام : بين تكريس الواقع والانهيار القادم ( خواطر وتأملات )

مواجهة الإسلاميين

بين تكريس الواقع والانهيار القادم

بقلم : جمال ماضي

لقد شهدت الآونة الأخيرة حركة غير طبيعية على مستوي العالم الاسلامي من قبل أمريكا , ممثلة في تواجد وزيرة الخارجية ومبعوثيها في مؤتمرات ولقاءات متوالية , مؤتمر دول الجوار بتركيا , ومؤتمر المصالحة وبحث السلام بدارفور ثم فرقعة الجنوب , ومؤتمر الحزب الوطني بمصر مع استمرار المحاكمات العسكرية , و لقاء التقارب بين حركتي فتح وحماس بفلسطين , وأخيرا المفاجأة بلون أخضر أمريكي بإعلان حالة الطوارئ وتعليق الدستور في باكستان .

وعند التأمل في هذه الأحداث تجد عاملا مشتركا بين تلك المؤتمرات واللقاءات يبدو واضحا دون غموض , لأنهم قد أفصحوا عنه علانية ! , وهو وقف المد الاسلامي المتنامي , والذي بات أكبر مهدد للمشروع الصهيوأمريكي بالمنطقة , رغم التواجد الفج باحتلال الإرادة والأرض ! ,

فمؤتمر الجوار يعمل علي وقف ما أطلقوا عليه الارهاب , ومشرف يعلن : وقف الإسلاميين والمعارضة , ولتكريس مأساة دارفور لم تحضر الفصائل المعنية لإفشال أي بادرة للسلام فالتوتر مقصود تكريسه باستمرار الوضع الحالي , أما في فلسطين فيبدو أن مؤتمر الخريف قد أعلنت جنازته قبل أن يظهر للنور , ويحاولون إعادة الحياة له بمصالحة مع حماس , لعل وعسي بهذا الرمق الأخير يتحقق حلم بوش ! , وأخيرا مؤتمر الحزب الوطني يكرس الوضع الحالي ولا يأتي بجديد , اللهم إلا بشعار قال عنه المفكرالأستاذ/ فهمي هويدي : ينفع كمطلع أغنية لشعبان عبد الرحيم   .

والسؤال المطروح الآن : لماذا هذه الحركة من المؤتمرات واللقاءات , وهل مواجهة الإسلاميين في حاجة لكل هذا الجهد المبذول ؟؟ .

إن الإجابة تبدو اليوم سهلة جدا ولا تحتاج إلى درس خصوصي ! , لقد باتت ظاهرة للعيان , وتتمثل في أمرين :

الأول : تكريس الواقع الذي يضمن سير المشروع الصهيوأمريكي ويثبت أركانه ويحكم مراحل تحقيقه , ولا يدع مجالا لبصيص أمل أمام الإصلاحيين والذين ينشدون التغيير .

الثاني : خوف أمام تنامي الإسلاميين , وبروز المشروع الاسلامي والذي أصبح اليوم أكثر تأثيرا , ومطلبا ملحا من نخبة أهل الفكر و التغيير , وأملا ترقبه الجماهير والشعوب بكافة طوائفها , وقد لمسه الكافة بعد طرح القراءة الأولية لحزب الإخوان بمصر, وعرضه للرأي والمشورة على كافة مستويات الأمة  . 

وهذا يجرنا إلى التساؤل الطبيعي الثاني : هل فعلا بدأت تهتز أركان المشروع الأمريكي في العالم الاسلامي ؟ .

وعليه يفسر هذا الهلع البالغ من مطالبات التغيير والإصلاح التي تقودها حركات المعارضة من الاسلاميين والمستقلين , خاصة بعد أن فاحت روائح فساد الأنظمة , وترهلت لشيخوختها , ولاح في كل الآفاق رفضها شعبيا وجماهيريا وحزبيا وسياسيا !! , مما دفع المشروع الأمريكي إلى الإسراع المكوكي في تثبيت أركانه قبل فوات الأوان ! .

وفي نفس الوقت هي تحمل للرائي رسالة واضحة تماما , في هذا المستقبل القادم من إعصار الانهيار , ولذلك كان الإسراع في محاولات سد الانهيار أو العمل علي وقفه قبل وقوعه , ولكن يبدو أن الانهيار قد أوشك حدوثه رغم كل هذه المحاولات المستميتة , والأموال الطائلة ,والحشود الزائفة .

وايا ما كان الأمر : فالحقيقة المرئية الآن تحتم على الاسلاميين خاصة , والمعارضين عامة , أن ينتظروا المزيد من التحديات , وتقديم التضحيات , ودفع ثمن ما أطلقوا هم عليه معركة البقاء , سواء كان ذلك بالنسبة لإدارة المشروع الأمريكي , أو أنظمته المهتزة التي أعلنت صراحة أنها تعمل من أجل البقاء في الحكم وفقط , فليس لها شأن بالشعوب أو التغيير أو الإصلاح !! .

ومن ناحية أخري : فأمام الاسلاميين خاصة والمعارضين عامة , تجاه هذا الانهيار الذي هو انتصار للمشروع الاسلامي , واجبات ثقال , ومسئوليات كبار , لحمله واستقباله وتحويله كواقع ملموس , لشعوب تنتظر هذه اللحظة الفارقة في تحقيق حلمها وأملها في حياة كريمة , حرمت سنوات من أدني معطياتها بعد وعود فاقت حصي الأرض وذرات الهواء , بل في كل يوم تزداد الفجوة التي تهوي بها إلى الفقر, إلى حد لا تحتمل فيه الحياة اللائقة بالإنسان .

لذلك فمن واجبات الإخوان اليوم وغدا :

أولا : أن يواجهوا الوضع الراهن , وقد أصبحوا رواداً للإصلاح , بالمزيد من الثبات والتماسك , والتمسك بالمنهج السديد , والتزود من التأييد الرباني في داخل الصف الرشيد .

ثانيا : العمل الجاد والمستمر و الداعم لوحدة المعارضة , والمشاركة البناءة في تقويتها , خاصة وهي مؤهلة اليوم لذلك بعد ترهلها من الإصابات القاتلة التي أنهكت قواها .

ثالثا : قيادة الوعي الراشد , والتوجيه الحكيم , على مستوي العالم ,  وقد أصبحوا رواداً للإصلاح , ليتسني للشعوب مواجهة المشروع الصهيوأمريكي , بحملة تعريفية بقيم الاسلام والتبشير بالفكرة الصحيحة , وتبصير الأمة بدورها الايجابي سواء كان  في التغيير والإصلاح أو مقاومة المحتل وصور الاحتلال , وتحمل التضحيات في سبيل ذلك .     

جمال ماضي

[email protected] 

 

 

  • Currently 89/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
28 تصويتات / 616 مشاهدة
نشرت فى 5 نوفمبر 2007 بواسطة gmady

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

304,799