للكبار والشباب

15 نصيحة قلبية

الحلقة الثالثة

11 - استمر أمام الخصوم وتحدى

من ضرورات النجاح أمام الخصوم : الصبر والإصرار وطول النفس والمواجهة والتحدي , ولذلك لا تكن هدفا سهلا ينال منه الخصوم , في أقل وقت , وليس ذلك لقوة الخصوم , وإنما لضعفك أنت باستعجالك في رؤية النتيجة ,  أو قطف الثمار قبل النضج , أو الملل من طول الطريق , أو التأفف من تكرار المشاكل , كل ذلك يؤدي بنا ليس للانسحاب والتخلي عن المسئولية وترك المضي نحو النجاح , وإنما قد يكون أسوأ مع الضعفاء في المواجهة فيردهم عن مبادئهم أو يجعلهم مع الخصم وليس ضده استسلاما , هذا الانهيار جهل بسنن الله : ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ) , أليس هذا مصير الخصوم , فعلام الانهزام أمامهم ؟ , ولا أجدي معهم إلا الاستمرار , والحرص على أن تكون أمامهم لا خلفهم , ولا يتحقق ذلك إلا بالتحدي والإصرار , والنظر إلى الهدف , هنالك ينهار الخصوم , ويملون ويتأففون ويتلاشون .

12 – تمسك بالأمانة والاستقامة

هل حينما يكون الحديث عن الأمانة والاستقامة لايد أن يكون الأسلوب وعظيا ؟ للإجابة نسأل : الأمانة والاستقامة مع من ؟ .. نعم .. مع النفس في الحياة , هذه النقطة هي الأساس , والأمانة والاستقامة في الحياة أساس الثقة , فإذا أراد الشباب والكبار أن يحصلوا على ثقة غيرهم بهم من الآباء والأبناء والأصدقاء والأقارب والناس والمجتمع , فلا طريق إلى هذه الثقة التي تجلب لك كل نجاح , إلا بالأمانة والاستقامة , مع الله ومع نفسك ومع الناس ومع المجتمع , إذن هي نظام حياة وليست حركات فقط ؟ !!! .

نعم نظام حياة بالمعاملة الحسنة والتأدب مع الغير , وكف الأذي وإنهاء التفنن في ضرر الآخرين , فنحظي بثقة الجميع بنا , ويعود ذلك على مشاعرنا بالسلام , وعلى قلوبنا بالطمأنينة , وعلى نفوسنا بالسعادة , فتمسك أيها الحبيب بالأمانة والاستقامة ولا تتخلى عنهما لحظة من اللحظات !! .

13 – لا يعني الفشل النهاية

فرق بين المهزوم والمنسحب

إذا سألت عن تاريخ الناجحين : هل فشلتم مرة في حياتكم ؟ قالوا جميعا : نعم مرات ولكن الفشل لا يعني النهاية , ولو كان النهاية لانتهينا نحن , بل إننا جعلنا الفشل البداية , فبدأنا طريق النجاح , ونجحنا , والفضل يرجع إلى إيماننا بأن الفشل لا يعني أبدا النهاية , وكما قيل : الفشل إحدي المحطات التي تقف عندها وأنت تركب قطار الحياة , ولكن قد يبدو للبعض أن يطول وقوفه بلا سبب , فكن يقظا وإلا فاتك القطار وطال وقوفك وأنت لا تدري أن القطار قد فات , كن يقظا بالمبادرة .. نعم , كن يقظا بالإقدام ... نعم ,

كن يقظا بالايتداء ... ولا تستسلم , وتعلن هزيمتك , فهناك فرق بين المهزوم والمنسحب , فالمنسحب يستعد لجولة من جديد , ويتهيئ لبداية جديدة صحيحة .

لقد وصل الأمر بالبعض أن يقول : أهلا ً بالفشل إذا ما أقبل !! , فمن ذاق طعم الفشل ولو مرة , فهو  صانع النجاح الحقيقي .

14 -  لا تكون نتيجة السباق

دوما لصالح الأسرع

ماذا يجني من تسرع فأنهك قوته وأضعف حجته , فظهر ضعيفا ثم ندم على لحظة لم يتمهل فيها , أو يتفكر خلالها , قبل أن يتسرع !! .

يتسرع في إصدار الأحكام ثم يندم , يتسرع في الحكم على الآخرين ثم يندم , يتسرع في الفتوى ثم يندم , يتسرع في إصدار القوانين ثم يندم , يتسرع في اتخاذ القرار ثم يندم , مثله كمثل الذين في حلبة السباق , يسرعون ثو يفقدون المواصلة , ثم يندمون , ماذا لو تسرع يعقوب الأب على أبنائه وهو متيقن من كذبهم ؟ , فحكم عليهم بالقتل , بالطبع لفقد الجميع , ملذا لو تسرع النبي صلي الله عليه وسلم في حادثة الافك فاتهم عائشة بالخيانة ؟ , ماذا لو لم يسيطر الأحنف على قراره حين قتل ابن أخيه ابنه ؟ ز

وأنت أيها الحبيب استعرض شريط حياتك واسأل نفسك : ماذا لو تسرعت في قراري , في حكمي , في رأيي , في .. في .. في .. ؟!! .

فالعقلاء اتفقوا على أن التسرع خطأ مله , وأن التسرع خطر كله , وأن التسرع مجازفة كله , وأن التسرع ورطة كله , فما الضرر الواقع علينا عندما نتمهل قرار اختيار المهنة , أو اختيار الزوجة , أو اختيار العمل , ماالضرر الواقع علينا عندما نتمهل قبل اتخاذ القرار أو عرض الفكرة أو الحكم على الآخرين , ليس هناك أدني ضرر بل كله منافع وفوائد, خاصة يا شباب في الفتوى أي في الحلال والحرام , أو في رمي الناس بالفسق والكفر والرذيلة , حقا ليس دائما الأسبق يكون الأسرع !! .

فتمهل حتي لا تتورط وتندم , وانس حماستك الزائدة فإنها خيال , أو تجالربك التي مرت بك فإنها لا تعود , وليس معني التمهل في الهدوء القاتل , والسكون المدمر بزعم دراسة الأمر أو التعقل أو التريث , ولكن يعني بالتمهل ثلاثة أمور فليفهمها الكبار والشباب :

أولاً : الدراسة الدقيقة قبل الإقدام على أي عمل

ثانياً : موافقة العمل للقدرات والطاقات الموجودة بالفعل

ثالثاً : عدم التوسع السريع في العمل حتي ولو كان ناجحا

وتذكر أنه ليس كل ما يصل إلى نهاية السباق يكون دائما هو الأسرع !! .

15 – الفائز في المعركة

ليس الأقوي دائما

ما الفرق بين القوة والإصرار ؟ الإصرار الطريق الوحيد لللنجاح , والقوة ليست دائما طريقنا للنجاح , لأن القوي بدون إصرار ضعيف , وبدون عزم جبان , وبدون صمود منهار , وبدون إرادة فاشل , فالفرق بين الناجح والآخرين ليس في نقص القوة , وإنما نقص إرادة وصمود وإصرار وعزم.

وبالتالي نسأل : هل القوي ينهزم ؟ بهذا المفهوم السابق : نقول نعم , لأنك لا تستطيع أن تهزم الشخص الذي لا يستسلم , فصاحب العزم والإصرار والإرادة لا ينهزم لسبب واحد أن هذه الصفات هي بعينها عدم الاستسلام , وبالتالي فصاحبها هو القوي وليس القوي بجسمه أو عافيته  , وهذا سر قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .

وهذا يجرنا إلى القوة الحقيقية الممثلة في قوة العلم وقوة الفكر وقوة الايمان وقوة الروح وقوة الداخل وقوة النفس , فليست الجيوب الفارغة تقف عائقا أمام النجاح , وإنما العقول والقلوب والنفوس الفارغة !! .

وهذا هو الطريق إلى الجرأة , فالنجاح ابن الجرأة !! , لو كان الأمر بالقوة ما استطاعت قطرات الماء تحفر الصخرة !  , ولكن بالتكرار , ولذلك ونحن في معارك الحياة تذكر : الفائز في المعركة ليس الأقوي دائما ! . 

وإلى لقاء مع الجزء الثاني

جمال ماضي

[email protected] 

 

  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 566 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2007 بواسطة gmady

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

304,799