للكبار والشباب
كيف تنجح في الحياة ؟
10 - خلاصة النجاحات
أربع أربعات
1 – ركز على خبرتك ونفسك
أقدار الله تمضي علينا , ونحن لا نصنعها , ولذلك فهي فرص تأتينا , علينا أن ننتهزها , ونستثمرها , ونوظفها , ونستفيد بها , وكل لحظاتنا هي أقدار الله , وكل أقدار الله خير لنا .
إذا سلمنا بهذه الأمور , فلماذا نتعب أنفسنا ونلوم القدر , ولماذا نجهد أوقاتنا خاصة إذا حدث تراجع في حياتنا ونلوم القدر ؟ , ولماذا إذا حدث تغير في أحوالنا أو تبديل في أيامنا نلوم القدر ؟ واللوم الحقيقي لأنفسنا نحن , لأشخاصنا نحن , فلماذا لم ننتهز الفرصة ؟ التي صنعها الله لنا وفيها كل الخير لنا !!.
وربما يقول بعضنا : الحياة خدعتنا ! فهل هذا القول يمثل الحقيقة ؟ وهل بالفعل نحن مخدوعون من الحياة ؟ أليس في التسليم لهذا القول ضعف لنا , وقلة حيلة , وهوان ومذلة , وانسحاب وانهزام .
هل استراح البعض حين يلوم القدر ؟ هل استراح البعض حين ينهزم وينخدع ؟ هل استراح البعض حين يشعر بخيبة الأمل ؟
والله يا شباب والله يا رجال والله يا نساء : نحن الذين نحيط أنفسنا بالظلمات , فلا نري إلا سوادا , ولا نسير إلا ونتخبط , والكشاف معنا ونحتاج فقط لضغطة من أنامل قوية وماهرة , كلها ثقة وأمل , وليست أنامل مرتعشة واهنة لا تستقر على حال !.
فخلاصة النجاح :
بجهدك
بإصرارك
بثباتك
بإرادتك
فالإصرار على النجاح هو النجاح , ولن يصل إلى النجاح إلا من يصر عليه , والإصرار هو نتيجة الجهد , والثبات هو ثمرة كل ذلك .
هذه الخلاصة لكي نثبت عليها تحتاج إلى معينات ثلاثة :
أولا : تحسين ذاتك وتنمية نفسك بكل وسائل التنمية , من الاطلاع والبحث والعمل والاكتشاف .
ثانيا : اختيار الناجحين من الأصدقاء لتعمق صلتك بهم فإنك في الحقيقة تعمق صلتك بالنجاح عن طريقهم .
ثالثا : التطلع الدائم للأرقى والأعلى والأسمى في كافة مجالات الحياة وترك الأتفه والأرخص والأقرب .
والخلاصة :
التي أريدك أيها الشاب مهما كان عمرك , فالشباب لا يعتبر بالأعوام , أن تتمسك بها : التركيز على خبرتك أنت , التركيز على ذاتك أنت , فمن هذه النقطة ابدأ , وسترى الثمار اليانعة , والنتائج المبهرة , والأهداف الراقية .
2 – اقهر المصاعب واخطف النجاح
فإن قال قائل : حاولت كثيرا , وأحاول ولكن :
لماذا تتعهدني المصاعب ؟
كلما تقدمت أفقد شيئا !
يوما أفقد أستاذا كنت أرقى بزاده !
ويوما أفقد عملا أرهقني بناؤه !
ويوما أفقد نجاحا طالت تضحياته !
ويوما أفقد زميلا سري من أسراره !
ويوما أفقد حبيبا أسعدتني أوقاته !
ويوما أفقد مالا أكبدتني جنيهاته !
لماذا تتعهدني المصاعب ؟
كلما تحمست تراجعت !
فمرض يفقدني الحيوية !
أو عجز يسحبني إلى الوراء !
أو حادثة تقعدني زمانا !
لماذا تتعهدني المصاعب ؟
يا هذا أليس في البشرية أحد إلا أنت ؟ أليس في كون الله من حادثات إلا وهي تقصد إياك ؟ عيب ثم عيب ثم عيب , أو عار ثم عار ثم عار .
قم ... وانهض ثانية ... ولا تستسلم لهذه النداءات الخادعة , لأنها هي الوهم نفسه !!
أليس في كل ما ذكرت كانت لحظات نجاح باعترافك أنت , لماذا لم تخطف النجاح وتنميه , فهذا هو الحال الدائم للأيام يوم حلو ويوم مر , وهذه هي الطبيعة المستمرة للساعات ساعة سرور وساعة أحزان , اقهر المصاعب , واخطف النجاح , وسر على بركة الله , فالله تعالي مؤيدك بنصره , فمن حكمة الله أن جعل النصر ينتظرك , فلا تخدعه بضعفك , وتتركه بعجزك , انهض إليه فهو واقف على الطريق ينتظرك !!!
فلا تنظر بوجهك إلا إليه . ولا تتطلع بعينك إلا له , فإلى الأمام فالنصر ليس خلفك , والمهزوم من تنهزم روحه , لأن الروح أمامك فلا تتركها فتسقط , ولا تتخلى عنها فتموت , فنحن بالروح نحيا , وبها نعيش .
يا شباب : لماذا يرضى بعضنا إذن بالعيش بنصف روح , فنحيا نصف حياة !! . والله خلق كياننا حيا بالروح في كل خلية من عقولنا , وكل ذرة في أجسادنا , وكل نبضة في قلوبنا , وكل خلجة في أنفسنا .
فهل تشك بعد ذلك في قدرتك ؟ أو ترتاب في امكاناتك ؟ أو تخاف من مصاعب ؟ .
اقهرها يا رجل وانهض , اقهريها يا امرأة وانهضي , كلما برزت لكم وردة النجاح اقطفوها , وكلما برز لكم نور النجاح اخطفوه , وانهضوا ولا تعبأوا بالمصاعب !! .
3 – اعشق عملك
هل وجهك يبرق نورا وإشعاعا بعملك ؟
هل فرحتك الحقيقية لا تتحقق إلا بعملك ؟
هل عملك عنوان لافتخارك تتشرف به ؟
هل تضع كل حماستك في عملك ؟
هل تغار على عملك في سمعته ونصاعته ؟
إذا كانت إجاباتك ( بنعم ) :
فعملك له الأولوية على كينونتك
له الأولوية على هذا الجسد ومتطلباته
فمن ينظرون إلى أعمالهم ( كضرورة معيشية ) لتأمين خبزهم وخبز من يعيلون فقط , أو لتأمين مأوي ومسكن مريح فقط , يعيشون عملهم هما بالليل ومذلة بالنهار !!, يعيشون عملهم كابوسا يهددهم في كل لحظة ! , يعيشون عملهم وحشا كاسرا يتربص بهم كل حين ! .
لذلك فالأولوية لعشق العمل , وهو يفتح لك الأبواب بعد ذلك !!, وهذه هي خلاصة النجاحات أراها حقيقة في حياة الناجحين , فإذا غابت كان العمل عبئا شديدا على صاحبه , يذهب إليه كأنما يساق إلى الموت , فإن خرج منه كأنه مولود خرح إلى الحياة , ولكن أي حياة : حياة الكآبة والهم والمذلة والمأساة المستمرة , وهو لا يدري أن طعم النجاح في عشق العمل !! .
4 – ارتاح في مقاسك
مشكلة المشكلات في البحث عن المقاس المناسب لجسمك , وعندما تجد مقاسك تستريح , ليس لأنك وجدت مقاسك بل لأن مقاسك وفر لك الشكل الملائم والمظهر اللائق , مما يضفي عليك راحة في البدن , وثقة في نفسك , وتمتع بعملك .
ولعل من المضحك حقا أن لا يكون المقاس مناسبا , فإن كان كبيرا أو صغيرا ضحك الناس لرؤيته , وكذلك إن كان طويلا أو قصيرا , فضفاضا أو ضيقا , وغير ذلك من صور كاريكاتيرية , تكون مثارا للتهكم والسخرية !! .
وهكذا نحن مع النجاح , فلن يتحقق نجاح إلا حينما نتمتع بالعمل , ونرتاح بالعمل ( أرحنا بها يا بلال ) هكذا كان النبي يقول لبلال عن الصلاة , حتي يكون عملنا هو مزاجنا الرقراق , ونشوتنا المبهجة , ولن يتم ذلك إلا بالتعامل بواقعية , والنظر إلى مقاسك جيدا , عن طريق أربع خطوات :
أولا : احترم عملك بغض النظر عن حجمه أو وزنه أو شكله أو لونه , مادام يناسبني ويلائمني .
فمهما كان العمل صغيرا أو كبيرا أو متوسطا , فاحترامه هو الأساس , واحترامه يعني الملائمة والموائمة لمقاسك : لقدراتك وامكاناتك وطاقاتك وأفكارك وإبداعاتك , فما قيمة عمل شكله ضخم ولكنه أكبر أو أصغر من قدراتي أو بمعنى آخر : ليس على مقاسي .
ولماذا إذن نضع أنفسنا في قالب فكاهي كلما رآنا الناس ونحن لا ندري ؟
ولماذا يقبل بعضنا بذلك وهم يدرون رغم سخرية الآخرين بهم ؟
ثانيا : اطبع على عملك شخصيتك فالأعمال لها مذاق من حلاوة صاحبها , ولها عطر فواح من معين صاحبها , فإن خلت من شخصيتك قيل : لا لون ولا طعم ولا رائحة لها !! .
فإن تكلمت خرجت الكلمات من معينك , لها مذاق ولها عطر ولها لون حتى يقال : هذه كلمات فلان , وهكذا أفعالك وحركاتك وخدماتك وإيماءاتك , وربما في صمتك وسكوتك .
يحلو للبعض أن يقلد أو يحاكي أو يستعير , فيكون مدعاة للتهكم لأنه
يرتدي مقاسا لا يناسبه !! .
ثالثا : اصنع بيئة تعمل على تطوير ذاتك مهما كان عملك الذي تقوم به , ربما يستهتر البعض بعمل صغير , فلا يخطط له , ولا يحتار له المكان والزمان والموقف والناس , فيغتم لأول وهلة إخفاق , وكأنه انهزم في معركة حامية لعمل ضخم فخم عظيم .
فإن كان المصاب واحدا بغض النظر عن حجم وهيئة العمل , فلماذا لا نصنع بيئة نجاح نضمن بها النجاح , وهذه البيئة تعينك على إظهار قدراتك وتنميتها وتطويرها وتحسينها , حتى تلائم مقاسك في جميع الظروف .
رابعا : حاول أن تبقي دائما مع الناس الجديين , انخرط فيهم , ولا تغادرهم , فالنجاح معدي , والطموح معدي , والجدية معدية , والطباع تسرق الطباع , والمرء على دين خليله , فليس الأمر في البحث عن مقاسك والعثور عليه , بل في حفظه : بالتمسك به , والاستمرار عليه , ولا يعينك على ذلك إلا الذين معك ( محمد رسول الله والذين معه ) وليس الذين له , فالبعض يظن أن البيئة المناسبة بأن يختار الضعفاء من الناس يحيطون به , ليكون هو المقدمة كلها وحسب , وهذا خطر عظيم , لأنه لا يصنع بيئة تطوره بل يصنع بيئة تدمره .
فالخلاصة :
كن واقعيا وابحث عن مقاسك , وعن عمل ملائم لقدراتك وامكاناتك مهما كان صغيرا , فإنما النجاح بمذاقه ولونه ورائحته وحلاوته فقط .
جمال ماضي
نشرت فى 17 يونيو 2007
بواسطة gmady
عدد زيارات الموقع
304,598
ساحة النقاش