غانم سرحان صاحي
من الحقائق المسلم بها إن الحجاب الشرعي في الإسلام بعد إن لم يكن موجودا بشكل كامل في الحياة الجاهلية ، وان كانت المرأة في الجاهلية محتشمة بعض الشيء ، وقد جاء التشريع الإسلامي بالحجاب متدرجا ، ما أمر الله تعالى به هو غض البصر والاحتشام الكامل وستر الزينة ، كما أمر الرجـــال أيضا بذلك ، فقــــال سبحانه(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ..... ). إن الحجاب الشرعي له مكانة سامية في الإسلام لاتدانيها مكانه ، وذلك لأنه يمثل مفهوما أخلاقيا وجماليا ، فالجسد الإنساني وخصوصا جسد المرأة – ليس معرضا يباح النظر إليه، إنما الجسد الإنساني وفقا للتصور الإسلامي – سواء ذكر أو أنثى – إنما هو سياج امن ومنحة إلهية لأداء وظائف حيوية وحضارية تتناغم مع الرسالة المبتغاة من الوجود الإنساني وذلك حتى يتسنى له تحقيق مبدأ الخلافة عن الله في الأرض ، بحفظ النوع الإنساني ، فضلا عن نشر العمران الحضاري منها ومن ثم فانه لايباح النظر إلى جسد المرأة من غير المحارم. وفي هذا الإطار الإيماني السامي ، جاء أمر الله سبحانه للنساء المسلمات بالحجاب ونهاهن عن كل ما يقوده إلى المعصية . ومن هنا نستشف إن أناقة المرأة وزينتها الجمالية في التصور الإسلامي ،إن التبرج إظهار شيء من الجسد للرجال الغرباء فحسب ، فالتبرج معناه التزين والتبرج إن تتزين المرأة للرجال باللباس والزينة والقول والمشية ونحو ذلك مما تظهر به نفسها للرجال وتوجب لفت النظر إليها فلتحذر المرأة من فتنة الملابس التي تظهر زينتها ومفاتنها . إن المرأة التي شرفها الله تعالى بالإسلام ، ورفع قدرها بالإيمان وحدد لها صفة لباسها وإطار زينتها ، يجب إلا تتنازل عن ذلك أو ترفضه بحجة الحرية العصرية ...!! وهي في نفس الوقت تقبل بل وتفتخر بألبسة صنعتها أيد علمانية فاجرة ، بدعوى الموضة والتمدن والانفتاح الحضاري ، يجب إن تتحطم أمواج الموضة ورياح الأزياء المتبرجة ، على صخرة إيمان راسخ للمرأة والقناعة التامة بالحجاب الساتر ، فلأعداء يريدونها كسلعة معروفة ومائدة مكشوفة ، وثمرة الميل عن الحق ورفض الحجاب ، هو الانحلال والميوعة والضلال الحتمي .إلى متى والفتيات المغرورات يجعلن من أجسادهن هياكل يعرض عليها الغربيون ( فضلات ) أفكارهم ، وأصنامهم متحركة تعلق عليها أزياء الفاضحة ، ويكون مهماتها العبث بقلوب الرجال وتحريك كوامن الشهوات ، فلماذا إبداء المفاتن التي أمر الله تعالى بسترها وكما قال سبحانه ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ....) . المفسدون لما عجزوا عن إقناع بعض النساء بنزع الحجاب وإبداء المفاتن دفعة واحدة لجأوا إلى حيل شيطانية أوحى بها إليهم الشيطان وحيل هؤلاء الفاسدة تتمثل بصنع ألبسة بديلة للحجاب الساتر للمفاتن وهي كفيلة بنزع الستر خطوة خطوة ومرحلة مرحلة !!خدعوا المرأة بأقوال ماكرة ، ودعايات متتابعة ، فزعموا إن هذه أزياء المرأة الأنيقة ملابس السيدة العصرية ، وبنطلونات الأذواق الرفيعة للمناسبات السعيدة ، وقد فات الفتاة المخدوعة ، إن هذا لون من ألوان أبراز المفاتن وذهاب الحياء ....تفاصيل جسد المرأة ظاهرة ، وأيديها حاسرة وأكتافها بارزة وملابسها مزركشة .أما آن الأوان لكي تصرخ المرأة الشريفة بوجه دعاة التغريب ومدعي التحرير : إن شعار فتاة الإسلام : موتوا بغيظكم فانا ارفض كشف الحجاب وإظهار الزينة ولو كانت يسيرة ، لان ذلك مخالف لأوامر الله والقران الكريم ومعصية للخالق ومنافي للقيم والأخلاق النبيلة !! إن فتاة الإسلام تواجه حربا تغريبية مسعورة لا هوادة فيها ، وفتنا شيطانية لا مهادنة معها .....إنها تواجه تحديا لدينها وأخلاقها وعفتها .....بل لكل مظاهر العفة والحياء لديها ...إنها حرب مكشوفة وهمجية معلنة ...فهل تصمد الفتاة المسلمة أمام رياح الباطل وإغراءات الشيطان ؟؟؟!!هل ستقف ثابتة بعقيدتها ،معتزة بدينها ، محافظة على سترها وحيائها أمام هذا السيل الجارف من الفتن والمغريات ؟! أم تطيح بها رياح الباطل في مهاوي الرذيلة ومواضع الفساد ،وتقذف بها الأمواج في مستنقعات الموضة الفاجرة والأزياء المتبرجة . وأخيرا .. على المرأة المسلمة الواعية الاعتزاز بالدين ،والتشرف بالحجاب ، والصدق في الاستقامة والثبات على الحق ،وعدم مجارات الموضة والتبرج والأزياء التافهة ، ومتابعة القنوات الضالة .ولتكن المرأة تعمل تحت شعار الآية الكريمة .. {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }.
ساحة النقاش