رواد المقاهي

 

غانم سرحان صاحي

[email protected]

   كثرة الاقبال عليها زادت المقاهي حتى اصبح بين كل مقهى ومقهى مقهى !! وبين كل مطعم ومطعم مقهى .. وربما سيصبح في المستقبل القريب بين كل بيت وبيت مقهى .. وفي المقاهي احاديث واحاديث .. والناس  يتكلمون فيها عن اشياء كثيرة ومواضيع مخالفة واقوال منوعة .. والبعض يخرجون بلا فوائد او نتائج بل قد يأثمون لانهم لا يقولون ما لايفعلون.. فهذا يتحدث عن الدولار وذاك يتحدث عن الاسعار  واخر يتحدث الطبيب واخر يتكلم هن الحبيب واخر يتحدث عن الانترنيت وذاك يتحدث عن مشاكل المرأة والبيت ووو، وجماعة يتحدثون عن الحلال والحرام واخرون مشغولون برد السلام ، وجماعة يتهامسون واخرون يتغامزون ، وجماعة يتشاجرون واخرون يتوادون وجماعة يلعبون ( طاولي، دومنو) واخرون عليهم يتفرجون ، وجماعة لا يتكلمون ولا يضحكون ولا يلعبون ولكنهم فقط يشربون ويدخنون والقاسم المشترك بينهم هو الشاي ، فالجميع يشربون الشاي .. يشربونه حلوا واخرون يشربونه مرا .. والبعض يشربونه من الاستكان واخرون يكرعونه من القدح فمنهم من يرى ان الشاي احد وسائل الاعلام والدعاية وسببا من اسباب الشهرة وذياع الصيت ,, اذ ان البعض ( المتقوقهين) مهمتهم الرئيسية هند دخولهم المقهى هو دفع الحساب ما يشربه معارفهم واقاربهم ومن الذين لا يعرفونهم من  الشاي حتى يشير صاحب المقهى الى الدافع بالبنان امام الناس ويقول ( جاياتكم واصلة من ابو فلان ..) فيتمتمون له بالشكر والثناء ( رحم الله والديك ..) ويصبح صاحبنا مشهورا بين الناس بالكرم والسخاء ، وليس هنالك قيمة للوقت في المقهى فبعض الناس يدخلون المقهى قبل بداية الدوام الرسمي ويخرجون بعد نهاية الدوام ( واحتمال ساعات اضافية يأخذون ) ..غير مبالين بالوقت وبعضهم يعودون الى المقهى بعد انتهاء فترة الغذاء والقيلولة ليكملوا المشوار الى نهاية النهار .والغريب ان اكثر رواد المقاهي في وقتنا الحاضر رجال قادرون على العمل اصحاء اعتمدوا على غيرهم في تحمل المسؤولية واعباء المعيشة .. والاغرب من هذا وذاك ان اغلب رواد المقاهي عندما يعودون الى بيوتهم يعودون ساخطين على نت في البيت ويطالبون بالاكل والشرب وعدم الازعاج وكانهم كانوا في مهمة عبر الفضاء الخارجي ! الا يعلم هؤلاء الرجال انه لا وقت اليوم للجلوس في المقهى فنحن في عصر يتطلب منا السير بخطوات سريعة جدا للوصول الى الحياة الافضل والاكمل والى الهدف المنشود .. واهمه رضا الباري تعالى ، والسعادة وهذه الاهداف لا يمكن تحقيقها على ارائك المقاهي . ثم اذا طان هناك وقت فراغ فلماذا لا يكرس للعبادة والعمل وزيارة الارحام والمطالعة .. بدلا من حديث المقاهي المملؤة بالغيبة والبهتان واللعب بالقمار واللغو الذي لا فائدة منه ,, المقاهي بالامس وجدت لنيل العلوم وتداول الشعر .. فقد تخرج الكثير من الشعراء والكتاب .. من على كراسي المقاهي ،فلقد وجدت المقاهي لغرض انتظار شخص او شرب فنجان قهوة . واخذ قسطا من الراحة للمسافر او عابر سبيل ...اما ان تكون المقهى بؤرة للهو وشرب المخدرات ,,فهذا ما لا يقبله العقل ولا يقره الدين .انها دعوة الى رواد المقاهي .. لا تضيعوا اعماركم بين الكراسي والارائك في المقاهي فالعمر قصير وعليكم ان تكونوا  رواد مكتبات وطالبي علوم وتزودوا فان خير الزاد التقوى وليس الشاي .

المصدر: الصحفي غانم سرحان صاحي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2012 بواسطة ghanem0000

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

20,642