الكثير منا يجعل سلاحه، قلمه وفكره ، ليقاوم به الظلم والظلمه ،ناشرا للثقافة لكي ينير الطريق الى غدِ جميل وبالرغم من الصعوبات المادية والخطورة الأمنية ، والتاريخ العراقي يدون بين طياته مئات من المثقفين الذين اعدموا من قبل نظام صدام بسبب ملازمتهم للكتاب ولم ينجوا إلا من رحم ربي !وهناك اناس مازالوا يواصلون مسيرتهم مع الكتاب بكل مكان وزمان واعتبروه  معشوقهم الرائد الأول ،فدعونا نترجم ما قاله السيد ( فرحان خلف جبر ) مسؤول مكتبة المعارف الإسلامية في واسط على بياض ورقي فهكموها من لسانه : في بداية الأمر كانت مجرد هواية ومكسب ماداي أعين به نفسي أيام دارستي بمدينة العمارة اذ يتطلب مني أموال لشراء المستلزمات الدراسية وغيرها ، فبدأت اجلب الكتب من العمارة لأبيعها في مدينة الكوت وبعد ان حصلت على ربح بسيط تحفزت أكثر إلى أن تحولت الهواية إلى مهنة وثقافة تكاد لا تفارقني ولا أفارقها ! فأصبحت أسافر لعديد من المحافظات العراقية لبيع وجلب الكتب منها من مثل البصرة والموصل  والنجف وكربلاء والحلة وبغداد ... وبالأخص شارع المتنبي شارع العلم والمعرفة ، فكان للكتاب آنذاك له نكهة وروحية خاصة عند القراء فكنت ابذل كل جهدي لجلب الكتب التي عليها إقبال وكانت في وقت التسعينات هي الكتب الدينية الصادرة قائمة طلبات القارئ وفي بعض الأحيان كنا نستنسخها وكان الكتاب المستنسخ يلعب دورا كبيرا لقلة تكلفتها ولعدم وجود النسخ الأصلية .. فكان الكتاب ممنوع من قبل النظام الصدامي وبالذات الكتب الدينية ومنع الناس من التثقف كباقي الشعوب ليصنع شعبا جاهلا خاضعا له في كل حين! ولكن وبالرغم من عيون النظام المنتشرة لرصد من يقبل لشراء الكتب الدينية لا بل حتى تم تحجير باقي الكتب وإطلاق الكتب التي تمجد حزبه وتضلل فكر قارئه ! فنحن لم نبالي ما كان يصبوا إليه ..، فقد أصبحت من بعض القراء قضية بمحاربة نظام صدام بنشر الفكر الإسلامي والتثقف فالإنسان البسيط لايستطيع ان يحاربه بالسلاح فأصبحت محاربته ثقافيا يبذل المستحيل للتعلم والتثقف وصحت الحكمة القائل " كل ممنوع مرغوب".. وبدليل بعد سقوط النظام و الانفتاح الحضاري وتوفر الكتاب في كل مكان وزمان أصبح الإقبال على الكتب الدينية اقل مما كانت عليه قبل الانفتاح فأصبح بالمرتبة الثانية !أما الآن القراء اقل وذلك لتوفر الانترنيت والكتب الالكترونية وتوفر التلفاز  ، ولكن يبقى للكتاب روحيته الخاصة بنفوس قرائه ، من خلال إقامتي لعدة معارض للكتاب رأيت الإقبال من قبل النساء وبالذات الطبقة المتعلمة وطلبة الجامعات ، أكثر من الرجال هذا أنما يدل على أن النساء أكثر ثقافة من الرجل ! ولكن يطلب الكتاب الذي يكون سلس وبأسلوب مبسط وذات القراءة السرعة وبعض كتب الشعر الغزلي وكتب الطبخ ولك سيدتي ، أما إنا أحب الكتب الروحانية بالذات كتب السيد الخميني ، أما كتب المخطوطات واعتبرها من النفائس التي يرجع تاريخا إلى مئات السنوات فهي تعتبر من التاريخ الحضاري لهذا أو ذاك البلد ، وأناشد أصحاب المخطوطات بان ينسخوا نسخ عليه ويضعوه على أقراص مرنة خوفا من وقوع ظرف طارئ او حريق وبالتالي نفقد هكذا نفائس وكذلك حتى الناس تطلع عليها، وان يهتم بها أصحاب الشأن لا أن يهملوها ..مثلما في بعض الجامعات المؤسسات التي تهتم بالأثاث والشكليات أكثر من الكتاب، بحيث يبدلوا الاثاث كل سنة ولم يعيروا أهمية إلى المكتبة الموجودة بحوزتهم فأصبحت الكتب مقابر جماعية تأن من ثقل التراب وقدم الرفوف .. أتمنى من الجهات المختصة أن تدعم الكتاب ليصبح بسعر مناسب وبالتالي يستطيع كل فرد اقتناءه وكما فعلت سوزان مبارك التي دعمت الكتاب بطريقة جيدة حتى تفيد القارئ بحيث طبع الكتاب على ورق قليل التكلفة مما يقلل من تكلفة سعر بيعه للمواطن .. بحيث قام بعض التجار العراقيين من جلب بعض الكتب من مصر فوجدوها بأسعار رمزية .فأتمنى من حكومتنا أن تنهج هذا النهج لرفد الحركة الفكرية والثقافية وصنع جيل مثقف وواعي يحمل فكر صحيح  ، وأتمنى من الشباب القراءة لينيروا طريقهم بالعلم والمعرفة والقضاء على الجهل .. فهل نبقى نتفرج على مقابر الكتاب أم هناك منقذ ليرجع إلى حياته ويكون خير جليس كما كان من قبل ..  

المصدر: العراق / غانم سرحان صاحي ـــ عضو كنانة اونلاين ghanem00002YAHOO.COM
  • Currently 39/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 211 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2011 بواسطة ghanem0000

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

21,661