محكمة بين الأساتذة والطلاب
غانم سرحان صاحي
بعد بداية العام الدراسي بأسابيع نلاحظ عندما نتكلم مع المدرس أو المعلم ، سوف تكون أول شكواه من الطالب وكذلك الأمر مع الطالب وشكواه من المدرس . هنا لنا وقفة في محكمة فيما بينهما سنتعرف على حقوق كل منهما على الآخر تلافيا لأغلاط كثيرة ترتكب بحق طرف من الطرف الأخر . فنبدأ بحقوق الأساتذة أو المدرسين على الطلاب فان من حقوق المدرس على الطالب " هو تقدير جهودهم المبذولة وإتباع نصائحهم العلمية والأدبية كاستيعاب الدرس وانجاز واجباتهم المدرسية ... ومن حقوق المدرسين تسامحهم مع خطأ الطلاب البسيط القابل للمعالجة ، عما يبدر منهم من صرامة تهدف الى تثقيف وتهذيب الطالب . وكأبسط تعبير عن منزلة المدرس التي محيت من عقول طلاب هذا الزمان هو مضمون قول الإمام زين العابدين "ع" (التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والإقبال عليه ، وان لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ، ولا تحدث في مجلسه أحدا ولا تغتاب عنده أحدا ، وان تدافع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وان تستر عيوبه ، وتظهر منافعه ، ولا تجالس له عدوا ،....). في حين للطالب ايضا حقوق تنساها بعض الأساتذة الصارمين جدا بشكل يزيد عن الحد وفي ذلك تدمير كل حق عليه وبما ان للطالب شدة في التأثير بأستاذه أو مدرسه وسرعان ما تنعكس في نفسه صفاته واخلاقه لهذا فان من حق الطالب ان يستشعر من مدرسه اللطف والشفافية أو الإشفاق بمعاملة الابناء ويتفادى قدر امكانه المواقف العصبية في تقصير الطالب يتفادى احتقاره أو اضطهاده لما في ذلك من حدوث ردة فعل سيئة فيهم وقد يحدث احيانا نفورهم من طلب وتحصيل العلم وكذلك يخدر بالمدرسين ان يراعوا استعداد الطالب ومستواه الفكري فيدرجوا به في مراقي العلم حسب طاقته ومؤهلاته العقلية من الانتبهاء والذكاء . ناهيك عن الواجب الأساسي إلا وهو التوجيه وإرشاد الأستاذ للطالب في مختلف ميادين العلم والأدب والسيرة والسلوك ويجب ايضا ان لاتنسى ذكر منزلة الطالب . قال رسول الله "ص" ( طالب العلم بين الجهال كالحي بين الموتى ) .ويجب ان لاننسى ايضا تنبيه الطلبة الأعزاء الى مبدأ العلم فان طالب العلم وهو بهذه المنزلة يجب ان يكون هدفه طلبه العلم هدف نبيل.. فيه مرضاة الله عز وجل أولا والتخلص من الأعراف الجاهلية والوعي الكامل للتفرقة بين الصحيح والخطأ واختيار ما هو خير له في الدنيا والآخرة . وأيضا عدم استغلال العالم أي المدرس أو الأستاذ علمه لنشر الجهل الاجتماعي أو الأخلاقي من خلال مكانه فان مكانة العالم كبيرة وخير دليل قــــول الرسول "ص" ( يجيء الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو الجبال الرواسي فيقول : يارب إني لي هذا ولم اعملها ؟ فيقول هذا علمك الذي علمته للناس يعمل به من بعدك ) . فكيف يكون المرء إذا علم السوء والشر للناس ساترك الجواب على المدرك الفاهم !!!سائلا الله عز وجل ان يقبل إعمال كل المؤمنين الصالحة مع أمنياتي ان تكون هذه المحاكمة عادلة بالنسبة للطرفين .
ساحة النقاش