غادة هيكل

جميع موضوعات غادة هيكل من مقال وقصة وقراءات هو ملك لغادة هيكل

القصة القصيرة

edit


يسير بالقرب من الكورنيش فى يوم مطره خفيف فيستمع إلى عاشقين يكاد يعبد كل منهما الآخر ، أخذه الفضول وقرر عدم العودة إلى السماء ، والبقاء في الأرض حتى يعرف مدى متانة هذه العلاقة الإلهية الجميلة ، التى رغب دائما فى عيشها والتى لا تتسنى إلا لأهل الأرض ، أخذ يراقبهما ، ينظر إلى حركة يديها وهى تمسك بيديه وتضغط عليها بشدة ، وهو يقابلها بجذب عنقها تجاه فمه ويقرب شفتيها منه فتبتعد قليلا يمنعها حياؤها من المارة وينفجران  ضاحكين وقد منى كل منهما الأخر بقبلة فى الخفاء والجنى يراقب 


 أمسك يدها وسارا معا ، المطر يزداد ، يتبادلان النظرات ، البلوزة التى تلتصق بجسدها بفعل المطر تزيد من رغبته فيها ، يضغط أكثر على يدها والجنى يطير حواليهما يركز نظراته عليها من كل إتجاه ينتظر بفارغ الصبر ليعرف إنتهاء قصتهما ، يتمنى من داخله أن يظلا هكذا سائرين وعاشقين ، ترتعد فيسارع الجنى بإحضار معطف من الفرو بلحظة ولكنه لن يتمكن من إعطاءه لها ، وهو حبيبها لا يمتلك سوى قميص لا يمكن أن يخلعه فى الشارع ويسر عريان ، هل يفعلها تساءل الجنى ونظر إلى جسده العريان إلا مما يستر نصفه الأسفل أشفق عليها وعليه وقرر فى لحظة ان يظهر لهما ويساعدهما ولكن ؟أمسك يدها وسارا معا ، المطر يزداد ، يتبادلان النظرات ، البلوزة التى تلتصق بجسدها بفعل المطر تزيد من رغبته فيها ، يضغط أكثر على يدها والجنى يطير حواليهما يركز نظراته عليها من كل إتجاه ينتظر بفارغ الصبر ليعرف إنتهاء قصتهما ، يتمنى من داخله أن يظلا هكذا سائرين وعاشقين ، ترتعد فيسارع الجنى بإحضار معطف من الفرو بلحظة ولكنه لن يتمكن من إعطاءه لها ، وهو حبيبها لا يمتلك سوى قميص لا يمكن أن يخلعه فى الشارع ويسر عريان ، هل يفعلها تساءل الجنى ونظر إلى جسده العريان إلا مما يستر نصفه الأسفل أشفق عليها وعليه وقرر فى لحظة ان يظهر لهما ويساعدهما ولكن 



؟

ghadahekal

غادة هيكل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2017 بواسطة ghadahekal

 

 

Hamed Hajji قراءة نقدية ـــــــــــــــــــ الإنتاج الدلالي للثنائيات بالقصة ـــــــــــــــــــــ 
نص : سبيل ، وسلسبيل 
*************...Hamed Hajji ثنائية المحاكاة/ المسرح 
من حيث البنى الحكائية للنص المطروق تظهر المحاكاة والتي لا نود التوسع بها أكثر غير انه 
منذ القديم استغل الإنسان ظاهرة المحاكاة لرواية مغامراته، فكان في جلسات السمر مع عشيرته يفتخر بإنجازاته، ويمجد بطولاته ومغامراته في مطاردة فريسته . وحتى يتلقى الآخرون المعنى، ويفهم الكثير المغزى، كانت الإشارة والحركة والصوت و الزي في تقليد الحيوان ومحاكاة أفعاله وأصواته مبررا للتواصل .. والاضافة التي جاءت بالنص استحضاره للمحاكاة :
ــــــــــــــــــــــ تتمثل المحاكاة في تمثل الشخصية للغيرية 
**** التي لا تنجب مثل التي كانت ولودة ناقمة على الولادة والابناء الكثر ومشاكلهم بالحياة ..( وخطر لها أن لو كان هناك عنوان لذهبت إلى تلك المرأة ووهبت لها أحد أطفالها وتركته عندها هبة من الله لها دون عناء ، لعلها ترضى ، ولعل زوجها يرضى ) 
**** ظاهرة التشرد ( مر عليه صبى صغير متشرد ، وعندما قرأها وقف امامها طويلا وقال: لو تركت عنوانها لذهبت إليها ) 

**** الزوج الاعزب / الرواء ( انتشى و شرد لحظات يفكر ثم همس لنفسه لو كان زوجها فحلا لروى أرضها بالأطفال )

وغيرها من الامثلة يطول تعدادها ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
ثم كانت الاسطورة والماورائي، وما الآثار المتروكة على الجدران والكهوف الا دليل على العلاقة التاريخية للمحاكاة بالمعتقدات الفكرية والوجدانية،فكانت المحاكاة ذلك الربط بين أجزاء الفن بمعالم التاريخ بارزا، والبحث عن القوة الخارقة- القوة ما فوق البشرية( الميتافيزيقا ) فكانت المحاكاة ،إذا، سببا من أسباب ظهور الأجناس الأدبية، فالقصص البطولية التي تروى كان وراءها انبعاث الخرافة والأسطورة، والمحكاة اصبح وراءها القصة والقصيدة الشعرية كما كانت اللبنة الأولى لظهور فن المسرحية.
ــــــــــــــــــــــ اضيء النص على مستوى بنائه بماهو معتم انارة / ظلمة 
فاستعملت معجم المسرح وذلك باستعمال الحواس الخمسة ( 
**** لونتها ببعض الجير الأبيض/ الرؤية / 
**** ضمتهم لحضنها وشعرت بحركة غريبة فى بطنها تنقبض وتنبسط فرحة بتلك الضمة وكانهم مازالوا فى الرحم / حاسة اللمس 
**** عندما اغترف منه شربة ماء وشعر بالإرتواء / حاسة الذوق 
**** تنهر الكبير ليتقدم --- قالت / حاسة السمع 
**** يطلب من رطوبة جسمه بعض الهواء البارد من الحر// حاسة الشم ) 
ثنائية الكوميدي / التراجيدي : 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشأت "المأساة"، أو "التراجيديا" والتي يعرفها أرسطو بأنها:" محاكاة فعل تام، لها طول معلوم، وتؤدى بلغة مزودة بألوان من التزيين، تختلف وفقا لاختلاف الأجزاء، وهذه المحاكاة تتم على أيدي أشخاص يفعلون، لاعن طريق الحكاية والقص، وتثير الرحمة والخوف، فيؤدي إلى التطهير من هذه الانفعالات وقد كانت المأساة عبارة عن ابتهالات قصد إرضاء الإله "ديونيزوس"
وكانت الغاية أن يمن الاله عليهم بالخيرات (الإنتاج الزراعي). وهذه التراجيديا لا تقوم على التقليد بقدر ما تقوم على محاكاة الفعل، والتحرك من حالة إلى حالة مناقضة. وهنا الحديث عن الحركة والسكون الحضور والغياب 
ويعرفها "مندور" بقوله:"هي المسرحية الجادة، التي تستهدف التأثير عن طريق إثارة المشاعر 
ــــــــــــــ النص المطروق ينبش في الذاكرة التراجيدية ..الطلب من الاله البنون 
( جعلت أحد المارة يكتب عليها ، ندعوكم لقراءة الفاتحة لصاحبة هذا السبيل ، بنية الحمل والولادة ، ) 
انه يمسرج القيم بين الخير والشر ...
وإذا كانت الكوميديا تستمد موضوعاتها و شخصياتها من حياة العامة من الناس ومن همومهم ومآسيهم وهذا الملمح نجده بالقصة القصيرة هذه انها زاخرة به ..
فعلى العكس من ذلك، إن التراجيديا تستمد موضوعاتها من أساطير الآلهة و الملوك
والأبطال، وهذا ما جعلها تعبيرا فنيا نبيلا، بموضوعاته و شخصياته ،. حيث يكون بين
شخصيات التراجيديا وبين القدر المحتوم( قوة معنوية ساحقة، كقوة الحقيقة) .
وقد تجسد الصراع عند أوديب، للتخلص من الحقيقة، لكشف جريمته الظالمة ،في مسرحية: " أوديب ملكا"، حتى تتمكن منه في النهاية فيفقأ ( عينيه ).. 
أن هناك فارقا كبيرا بين اللونين والمتمثل في انتقال الصراع في المسرحية من خارج الإنسان إلى داخله، ثمَّ تحول من كونه يجري بين شخصيات المسرحية، إلى داخل شخصية البطل كالصراع بين العقل والعاطفة أو بين الحب والواجب ...
إنه بنصنا هنا حالة سيكولوجية يعيشها البطل، بين تفكير عقلي منطقي، يفرض عليه حلا من الحلول، أو نوازع عاطفية تحاول السيطرة عليه وهذا ايضا وجدناه بنصنا المطروق : مادة الابوة / الابن .. الشهوة / المنع ... 
كل واحد من الذين شربوا ينوي الارتواء من المرأة العاقر ويكمل منها ما افتقده... 

ــــــــــــــــــــــــــــــ 

خاتمة : 
هكذا كان النص غنيا بالثنائيات قائما على كثير منها زاخرا بأشكال التعبيرات الحديثة و القديمة، ،كما رأينا، ان الإنسان على اختلاف مناطق تواجده بالنص ، بجميع حواسه الخمسة ،عبر عن
طموحاته وأفكاره وعواطفه تعبيرا جماليا فنيا، امتزجت فيه نفسيته بمحيطه الاجتماعي،
وأماله وأفاقة بواقعه الحلو والمر على حد سواء... 
ـــــــــــــــــــــــــــــ اشكر صاحبة النص التي نبهت في هذه الكلمات المستعجلة والقراءة التي ارى بها ان امكن الوقت مزيد التفصيل والتاويل والتحديث

 

 

 

Hamed Hajji ) 
ثنائية المحاكاة/ المسرح 
من حيث البنى الحكائية للنص المطروق تظهر المحاكاة والتي لا نود التوسع بها أكثر غير انه 
منذ القديم استغل الإنسان ظاهرة المحاكاة لرواية مغامراته، فكان في جلسات السمر مع عشيرته يفتخر بإنجازاته، ويمجد بطولاته ومغامراته في مطاردة فريسته . وحتى يتلقى الآخرون المعنى، ويفهم الكثير المغزى، كانت الإشارة والحركة والصوت و الزي في تقليد الحيوان ومحاكاة أفعاله وأصواته مبررا للتواصل .. والاضافة التي جاءت بالنص استحضاره للمحاكاة :
ــــــــــــــــــــــ تتمثل المحاكاة في تمثل الشخصية للغيرية 
**** التي لا تنجب مثل التي كانت ولودة ناقمة على الولادة والابناء الكثر ومشاكلهم بالحياة ..( وخطر لها أن لو كان هناك عنوان لذهبت إلى تلك المرأة ووهبت لها أحد أطفالها وتركته عندها هبة من الله لها دون عناء ، لعلها ترضى ، ولعل زوجها يرضى ) 
**** ظاهرة التشرد ( مر عليه صبى صغير متشرد ، وعندما قرأها وقف امامها طويلا وقال: لو تركت عنوانها لذهبت إليها ) 

**** الزوج الاعزب / الرواء ( انتشى و شرد لحظات يفكر ثم همس لنفسه لو كان زوجها فحلا لروى أرضها بالأطفال )

وغيرها من الامثلة يطول تعدادها ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
ثم كانت الاسطورة والماورائي، وما الآثار المتروكة على الجدران والكهوف الا دليل على العلاقة التاريخية للمحاكاة بالمعتقدات الفكرية والوجدانية،فكانت المحاكاة ذلك الربط بين أجزاء الفن بمعالم التاريخ بارزا، والبحث عن القوة الخارقة- القوة ما فوق البشرية( الميتافيزيقا ) فكانت المحاكاة ،إذا، سببا من أسباب ظهور الأجناس الأدبية، فالقصص البطولية التي تروى كان وراءها انبعاث الخرافة والأسطورة، والمحكاة اصبح وراءها القصة والقصيدة الشعرية كما كانت اللبنة الأولى لظهور فن المسرحية.
ــــــــــــــــــــــ اضيء النص على مستوى بنائه بماهو معتم انارة / ظلمة 
فاستعملت معجم المسرح وذلك باستعمال الحواس الخمسة ( 
**** لونتها ببعض الجير الأبيض/ الرؤية / 
**** ضمتهم لحضنها وشعرت بحركة غريبة فى بطنها تنقبض وتنبسط فرحة بتلك الضمة وكانهم مازالوا فى الرحم / حاسة اللمس 
**** عندما اغترف منه شربة ماء وشعر بالإرتواء / حاسة الذوق 
**** تنهر الكبير ليتقدم --- قالت / حاسة السمع 
**** يطلب من رطوبة جسمه بعض الهواء البارد من الحر// حاسة الشم ) 
ثنائية الكوميدي / التراجيدي : 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشأت "المأساة"، أو "التراجيديا" والتي يعرفها أرسطو بأنها:" محاكاة فعل تام، لها طول معلوم، وتؤدى بلغة مزودة بألوان من التزيين، تختلف وفقا لاختلاف الأجزاء، وهذه المحاكاة تتم على أيدي أشخاص يفعلون، لاعن طريق الحكاية والقص، وتثير الرحمة والخوف، فيؤدي إلى التطهير من هذه الانفعالات وقد كانت المأساة عبارة عن ابتهالات قصد إرضاء الإله "ديونيزوس"
وكانت الغاية أن يمن الاله عليهم بالخيرات (الإنتاج الزراعي). وهذه التراجيديا لا تقوم على التقليد بقدر ما تقوم على محاكاة الفعل، والتحرك من حالة إلى حالة مناقضة. وهنا الحديث عن الحركة والسكون الحضور والغياب 
ويعرفها "مندور" بقوله:"هي المسرحية الجادة، التي تستهدف التأثير عن طريق إثارة المشاعر 
ــــــــــــــ النص المطروق ينبش في الذاكرة التراجيدية ..الطلب من الاله البنون 
( جعلت أحد المارة يكتب عليها ، ندعوكم لقراءة الفاتحة لصاحبة هذا السبيل ، بنية الحمل والولادة ، ) 
انه يمسرج القيم بين الخير والشر ...
وإذا كانت الكوميديا تستمد موضوعاتها و شخصياتها من حياة العامة من الناس ومن همومهم ومآسيهم وهذا الملمح نجده بالقصة القصيرة هذه انها زاخرة به ..
فعلى العكس من ذلك، إن التراجيديا تستمد موضوعاتها من أساطير الآلهة و الملوك
والأبطال، وهذا ما جعلها تعبيرا فنيا نبيلا، بموضوعاته و شخصياته ،. حيث يكون بين
شخصيات التراجيديا وبين القدر المحتوم( قوة معنوية ساحقة، كقوة الحقيقة) .
وقد تجسد الصراع عند أوديب، للتخلص من الحقيقة، لكشف جريمته الظالمة ،في مسرحية: " أوديب ملكا"، حتى تتمكن منه في النهاية فيفقأ ( عينيه ).. 
أن هناك فارقا كبيرا بين اللونين والمتمثل في انتقال الصراع في المسرحية من خارج الإنسان إلى داخله، ثمَّ تحول من كونه يجري بين شخصيات المسرحية، إلى داخل شخصية البطل كالصراع بين العقل والعاطفة أو بين الحب والواجب ...
إنه بنصنا هنا حالة سيكولوجية يعيشها البطل، بين تفكير عقلي منطقي، يفرض عليه حلا من الحلول، أو نوازع عاطفية تحاول السيطرة عليه وهذا ايضا وجدناه بنصنا المطروق : مادة الابوة / الابن .. الشهوة / المنع ... 
كل واحد من الذين شربوا ينوي الارتواء من المرأة العاقر ويكمل منها ما افتقده... 

ــــــــــــــــــــــــــــــ 

خاتمة : 
هكذا كان النص غنيا بالثنائيات قائما على كثير منها زاخرا بأشكال التعبيرات الحديثة و القديمة، ،كما رأينا، ان الإنسان على اختلاف مناطق تواجده بالنص ، بجميع حواسه الخمسة ،عبر عن
طموحاته وأفكاره وعواطفه تعبيرا جماليا فنيا، امتزجت فيه نفسيته بمحيطه الاجتماعي،
وأماله وأفاقة بواقعه الحلو والمر على حد سواء... 
ـــــــــــــــــــــــــــــ اشكر صاحبة النص التي نبهت في هذه الكلمات المستعجلة والقراءة التي ارى بها ان امكن الوقت مزيد التفصيل والتاويل والتحديث

ghadahekal

غادة هيكل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2016 بواسطة ghadahekal

سبيل وسلسبيل

غادة هيكل

مياه الزير باردة  برغم حر الصيف الشديد، وهى تقبع تحت عشة سقفها من الجريد الناشف الذى تدلى خوصه حتى وقع أرضا، السيدة التى وهبته للطريق عقيم ، وضعته كى يشرب منه الشارد والوارد، وعلى حمالته التى بُنيت من الطوب ودُهنت ببعض الطين حتى يبس، ولونتها ببعض الجير الأبيض، جعلت أحد المارة يكتب عليها: "ندعوكم لقراءة الفاتحة لصاحبة هذا السبيل، بنية الحمل والولادة".

مر عليه صبى صغير متشرد، وعندما قرأها وقف أمامها طويلا وقال: لو تركت عنوانها لذهبت إليها وقلت لها أنا الولد الذى أرسله لك الله دون عناء الحمل والولادة. ثم انصرف يطرق الأبواب يطلب صدقة تشبع جوعه.

ثم مر رجل على السبيل، وعندما اغترف منه شربة ماء وشعر بالارتواء، جلس بجوار الزير يطلب من رطوبة جسمه بعض الهواء البارد ليخفف عنه لهيب الحر، وعندما قرأ المكتوب، انتشى و شرد لحظات ثم همس لنفسه: لو كان زوجها فحلا لروى أرضها بالأطفال، وأخذته سنة من نوم وغاب فى أفكاره حتى ابتلت ثيابه بماء الزير الذى المتساقط، وعندما استيقظ كان ماء الزير قد صنع بركة صغيرة من الوحل على الأرض، فنبتت حشيشة خضراء بجوار الزير، نظر إليها ومضى وعلى وجهه ابتسامة رضى.

 ثم مرت امرأة تحمل طفلا وتجّر اثنين، تنهر الكبير ليتقدم، وتمسك بيد الصغير حتى لا يتأخر، عندما رأت الزير وكأن النجاة قد أتتها فكم بكى الصغار فى هذا الحر رغبة فى شربة ماء، والطريق طويل من البيت وحتى بيت أهلها الذى تقصده غاضبة من زوجها، جلست المرأة تحت العشه، وأخذت من ماء الزير تسقى أولادها وتروى عطشها وتمسح بقايا الدمع على وجهها، انتعشت لبرودة الماء وصمت الأطفال، ونسمة الهواء التى لفحت وجهها، تذكرت أيامها الأولى فى بيت زوجها والسعادة التى كانت تملأها،  ثم نظرت إلى أطفالها، الذين كبلوها بقيودهم وطلباتهم وجعلوا من أيامها جحيما مع زوجها، فلا هى تستطيع إرضاءه، ولا هو يتحمل ما آلت إليه، ثم لمحت ما دُوّن على حاملة الزير، وخطر لها أنه لو كان هناك عنوان لذهبت إلى تلك المرأة، ووهبت لها أحد أطفالها وتركته عندها هبة من الله لها دون عناء، لعلها ترضى، ولعل زوجها يرضى فتعود لها السعادة التى فقدتها، وبعد أن استراحت قليلا وشعرت بقوتها تعود لها، رأت ابتسامة أطفالها تجعل منهم أقمارا يشع ضوؤها بالنهار، ضمتهم لحضنها وشعرت بحركة غريبة فى بطنها تنقبض وتنبسط فرحة بتلك الضمة وكأنهم ما زالوا داخل الرحم، ثم خطر لها سؤال توجهت به إلى السماء: لماذا جعلتنى أرنبة ألد كل هؤلاء الأطفال بينما وحرمتها هى؟ّ! ثم انتبهت إلى ضحكات أطفالها، وعرفت لماذا سُميت سلسبيل.

 

 

ghadahekal

غادة هيكل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2016 بواسطة ghadahekal

سبيل ، وسلسبيل 
*************
مياه الزير باردة برغم حر الصيف الشديد ، وهى تقبع تحت عشة سقفها من الجريد الناشف الذى تدلى خوصه حتى وقع أرضا ، السيدة التى وهبته للطريق عقيم لا تلد ، وضعته كى يشرب منه الشارد والوارد وعلى حمالته التى بنيت من الطوب ودهنت ببعض الطين حتى يبس ، لونتها ببعض الجير الأبيض وجعلت أحد المارة يكتب عليها ، ندعوكم لقراءة الفاتحة لصاحبة هذا السبيل ، بنية الحمل والولادة ، مر عليه صبى صغير متشرد ، وعندما قرأها وقف امامها طويلا وقال: لو تركت عنوانها لذهبت إليها وقلت لها أنا الولد الذى أرسله لك الرب دون عناء الحمل والولادة ، ثم انصرف يطرق الأبواب يطلب صدقة تشبع جوعه ، ثم مر رجل على السبيل ، وعندما اغترف منه شربة ماء وشعر بالإرتواء ، جلس بجوار الزير يطلب من رطوبة جسمه بعض الهواء البارد من الحر ، وعندما قرأ المكتوب ، انتشى و شرد لحظات يفكر ثم همس لنفسه لو كان زوجها فحلا لروى أرضها بالأطفال ، آه لو أعرف عنوانها فأذهب لها كى أروي أرضها بما تريد ، واخذته سنة من نوم وغاب فى انتشائه حتى ابتلت ثيابه بماء الزير الذى يتساقط من الشاربين ، وعندما استيقظ كان ماؤه قد احتلط بماء الزير والوحل على ألارض فنبتت حشيشة خضراء بجوار الزير ، نظر إليها ومضى وعلى وجهه ابتسامة رضا .
ثم مرت امرأة تحمل طفلا وتجّر اثنين ، تنهر الكبير ليتقدم ، وتمسك بيدالصغير حتى لا يتأخر ، ، عندما رأت الزير وكأن النجاة قد اتتها فكم بكى الصغار فى هذا الحر رغبة فى شربة ماء والطريق طويل من البيت وحتى بيت أهلها الذى تقصده غاضبة من زوجها ، جلست المرأة تحت العشه ، وأمسكت بالماء تسقى أولادها وتروى عطشها وتمسح بقايا الدمع على وجهها ، انتعشت لبرودة الماء وصمت الأطفال ، ونسمة الهواء التى لفحت وجهها ، تذكرت أيامها ألاولى فى بيت زوجها والسعادة التى كانت تملؤها والجسد الممشوق الذى تتخايل به ، ويترك زوجها يلهث وراءها ، ثم نظرت إلى أطفالها ، الذين كبلوها بقيودهم وطلباتهم وجعلوا من ايامها جحيما مع زوجها فلا هى تستطيع ارضاءه ولا هو يتحمل ما آلت إليه ، ثم لمحت ما دوّن على حاملة الزير وخطر لها أن لو كان هناك عنوان لذهبت إلى تلك المرأة ووهبت لها أحد أطفالها وتركته عندها هبة من الله لها دون عناء ، لعلها ترضى ، ولعل زوجها يرضى ، وتعود لها السعادة التى فقدتها ، وبعد أن ارتاحت وشعرت بقوتها تعود لها ، وابتسامة أطفالها تجعل منهم أقمارا يشع ضوؤها بالنهار ، ضمتهم لحضنها وشعرت بحركة غريبة فى بطنها تنقبض وتنبسط فرحة بتلك الضمة وكانهم مازالوا فى الرحم ، ثم خطر لها سؤال توجهت به إلى السماء ، لماذا جعلتنى أرنبة ألد كلما ضاجعنى زوجى ، وحرمتها هى ، ثم انتبهت إلى ضحكات أطفالها ، وعرفت لماذا سميت سلسبيل .

ghadahekal

غادة هيكل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2016 بواسطة ghadahekal
المسافة من البيت إلى المدرسة خطوات ، عددتها بعد أن كبرت ،  قاربت المائة خطوة ،  وكان لنا طقوس يومية لابد من القيام بها أولا 
وهى اعداد صينية الفطار بما لذ وطاب من اقراص الطعمية المصنوعة بالبيت من الالف إلى الياء ، وطبق القشطة الطازج والجبن القديمة والعيش المخبوز فى الفرن البلدى ، أحمل هذه الصينية والتى لابد وأن تؤدى بى إلى الـتأخير يوميا عن الحصة الاولى ، ويعقبها صينية الشاى ، عندما انتهى من ذلك أصعد إلى الفصل ويكون قد فات من الحصة ربعها واحيانا نصفها ولكن من يجرؤ على تحدى بنت الناظر او سؤالها اين كنتِ ؟ بعض المدرسين يتقبل الامر الواقع ويعيد الشرح والبعض يسأل عن نوع الافطار اليوم حتى ينزل بسرعة ويلحق به ، والبعض يكتفى بان ينهى الحصة سريعا ليلحق بكوب شاى سخن ، وفى بعض الايام التى أتأخر فيها انا بمزاجى كانت تدرج تحت قائمة  طلبات خارجية هكذا تكون بنت الناظر .ِِ
ghadahekal

غادة هيكل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 111 مشاهدة
نشرت فى 18 مايو 2014 بواسطة ghadahekal

حاجة للحب 
******
لم تعرف يوما معنى ما سمعته من حديث دار بينه وبينها ، ولم تفهم معنى عبارتها له ، -اننى أحتاج إلى الحب – ورده عليها بكل برود وقسوة –أنت تتدللين- وتركها وانصرف دون كلمة ترضيها، أسرعت إلى أمها تسأل عن معنى ما سمعت فنهرتها بشدة ،سألت أختها فردت بحنو : لا زلت صغيرة ، ولم تكن صغيرة فهى ابنه العشرين الجامعية الساذجة التى تربت على العيب والحرام ، التى فطمت على العصا عندما أمسكت بيد ابن الجيران ووضعت قبلة على خده وهما يلعبان بالشارع،التى ُأغلق شباكها بالطوب حتى لاترى ضوء الشمس الذى يراه أبناء الجيران ، التى حرمت من الكلية التى رغبت فى الالتحاق بها منعا للاختلاط بالأولاد ،فكيف لها أن تعرف معنى – حاجتها إلى الحب – وقد فقدت ريحه فى بيتها وبين من وهبوها الحياة بحبهم يوما ، وغرسوا فيها معنى الحب الأسرى ، أليس هو حباً مثله ؟ فلماذا نخافه؟ ونهاب الحديث عنه؟ وهذا الخافق المضطرب كلما رآه ،أليس هذا صدراً يتنفس ، وجسداً نافراً بضاً ، وعيونا ترى وتعشق الجمال ، وأذناً تستمع إلى كلمات الحب ، - اليس هذا هو الحب ؟،كيف يصمت كل هذا الصوت المنادى علىّ ّأن أحبى فأنت تحتاجين الحب ،
عشرات الأسئلة لا تعرف لها اجابة، وجسد ينتفض ، وقلب يخفق ، وعوائق تؤلمها وتمنع عنها الهواء الذى ينتشر بين مسامها كالريح العاتية ،وحمامة تريد أن تبنى أيكتها ،وجسور تحملها بعيدا عنها ، وأخيرا اتخذت قرار : لن تحبس الروح التى انطلقت فى الفضاء ، ولن تعمى القلب الذى خفق بلا هوادة، ولن تعود إلى قوقعة الضلوع ، انها فى حاجة للحب .

 

وضع إشارة في الصورة

 

ghadahekal

غادة هيكل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 113 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2013 بواسطة ghadahekal

 

ثورة لأنثى

**********

فجأة احتدت الدنيا على وأعطتنى لونها الغامق ، رفَعتْ كل اسلحتها فى وجهى ، كل ما يدور حولى يحملنى نحو اتجاه واحد ،انسحاب الروح من كل مكان ، حتى حيطان البيت أعلنت العصيان ،أصابتها الرطوبة وبدأت تنهار دهاناتها ، ملاءات السرير أعلنت الإضراب وبدأت تهترأ ،ملابس الأولاد تغير لونها فجأة وبدا عليها القِدم وبرزت بها بعض الثقوب ، لم تكن منذ أسابيع قليلة يبدو عليها هذا المنظر الرث ، وكنت أحمل وقتها من النقود ما يكفى لشراء غيرها واستبدال كل هذا القديم والمهترأ بسهولة ، الآن كل شئ يباغتنى بالفوضى والبَلَى ، حتى هو أصبح بين يوم وليلة عاطلا عن العمل فى زمن الثورة ، أحاطوا بالثورة فى الشارع وتركوها تنتقل لبيتى ، لم تكن حادة فى بدء الأمر ، حاول كتمان مشاعره وكبت بركان همومه ، بمرور الوقت كان لابد للبركان من مخر ليتنفس ،لاَزَم ذلك حيطان البيت وملاءات السرير وبرواز معلق مائل على الجدار ، وأكاذيب الساسة على الشاشات ، بدهاء الحكومة حاولتُ جاهدة أن أمتص تلك الثورة ، تكالبت علىّ ، البنت فى طور المراهقة أصبح لها رؤى وأراء خاصة يليها أخيها الأصغر منها بعام ، كوّنا جبهة إنقاذ تساعدنى فى احتواء الثورة المضادة فى حالة الاستبداد القصوى ، أتحسس بشرتى بعد وصلة بكاء ودعاء بالفرج ، بعض النتوءات قد ظهرت ،وشعيرات نبتت ، منذ متى لم أذهب للكوافير ؟ لم أعد أتذكر !متى آخر مرة ذهبت للتسوق والتسكع حول فترينات الملابس الداخلية ؟متى اصطحبنى للعشاء خارجا ؟ ولا مرة !!! يقول أنه تقى نقى لم يعرف امرأة قبلى ولم يعبث قبلى ولم يتذوق طعم الخمر ، صوت الجارة يعلو بالضحكات ، وضحكاتى بركان خامد يحتاج لثورة .....

ghadahekal

غادة هيكل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 272 مشاهدة
نشرت فى 25 نوفمبر 2013 بواسطة ghadahekal

عدد زيارات الموقع

25,249