أنا وأنا
****
أنا وأنا
****
الكل نيام ، تدق الساعة السادسة والربع لابد وأن أنهض ، أواه رأسى ثقيل وكأن هموم العالم قد وضعت فوقى ، انهض أيها الجسد الكسول ، ما بك؟ انتظر أيها الصوت فانا أعرف واجباتى تماما ،فلتتركنى لحالى ، عقلى يدور كعقارب الساعة ولكن بالاتجاه الخطأ ، كم أثقلتنى تلك المواعيد المرتبة وهذا النظام ،
لماذا لم تعودى تحتملين ؟ لقد كنت شعلة من النشاط فيما قبل !هل تسألنى أيها العقل المتخم بكل تلك الأمور ، ولم تُسائلنى اليوم ، أليس أنت من يعبث بى وبجسدى وتحاول إغرائى بكل تلك الأشياء ؟ هل تشتت جسدك بينهم وبين رغباتك ؟ هل أصبحوا الأن عبء عليك؟ أصمت أيها اللعين كيف تجرؤ على مثل هذا الكلام ؟، إنهم فلذة كبدى ، فرحة عمرى ، مرآتى التى أرى فيها طفولتى وشبابى وروعتى ونضجى وصباى وحتى غرامى .
اذن ما بك ؟،أصبحت تحدثينى كثيرا عنه وعنك ،تتساءلين كثيرا من أنا ؟ هل ما زلت تبحثين عنك؟
أواه منك ! ألا تصمت لقد تعبت من حديثك الممل سأنهض حتى تصمت.
أحاول النهوض يزداد ثقل رأسى أحتضن وسادتى ، وأطلق زفرات صدرى ، تخترق مسام الجسد المنهك والعقل الثائر، أحبو فوق سريرى كطفل كسول ، أتناول الأرض بقدمى على مضض،اواه مضت خمس دقائق ، سيتأخر ولدى على موعده ، ما زلت أترنح فى مكانى ، يباغتنى بكلامه ، اليوم أنت فقط تبحثين عنك ليس بعقلك سوى أنت وتلك الأفكار تراودك هيا اطيعى الصوت بداخلك وانزعى عنك تلك الأصفاد .
أى أصفاد لعنة الله عليك ؟
أصفاد صمتك ،أشواق روحك نحو الانطلاق ، أطلقى العنان لتلك الأيدى وهذا اللسان فلينطق يطلب حريته ، يثور على واقعه ، ينادى على تلك الأشياء التى تسربت منك خلسة ، ليتوقف لك القطار مرة أخرى ولتنطلقى إلى آفاق الرغبة التى تتنازعك، ما زال هناك مكان لك بينهم أيهم تريدين ، يالك من بشع ؟
على أى شئ تراودنى وتحاول أمتلاك روحى فلترحل بعيدا عنى أيها المراوغ ، الكلمة هى سلاحى لن تغلبنى ،
فلتسكن كما أنت .
لو سكنت أنا لضاعت أمانيك فى زحام همومك ومتطلبات حياة الأخرين ،لسلبوا منك روحك قطرات واحدة تلو الأخرى حتى تفرغ ، يا الله !!! هى انطلقى إليه حتى يلحق بوقته مبكرا ،
انهض يا بنى هيا إلى مدرستك ، هيا لا تتعبنى ، تعالى يا أمى بجانبى فلتعطينى من حنانك حضنا اولا ، هيا لا تراوغ قم فعندك ميعاد مقدس لا يجب التأخر عليه .
هيا اتركيه لقد قمت بواجبك اجعليه يتحمل جزءا من المسؤلية ، واغتنمى لنفسك قسطا من الهدوء النفسى والروحى حتى يمكنك استكمال مسيرتك ، حتى لا تنهار قواك فجأة وتتركيهم جميعا وتنهى معهم آمالك فى الحياة ،
لماذا تعود دائما؟ ألم أطلب منك الصمت ؟هل تحرضنى على التراخى عن واجبى ؟ لن أطلب مجدا على حسابهم أبدا
تعود من غفوتها ،تجد الولد نائم ، يعلو الصوت فى انفعال ،هيا قم ،
يفزع الصغير وينطلق مسرعا تساعده فى ارتداء ملابسه ينطلق إلى مدرستة .
هل انتهت المهمة ؟لا تنتظر دقات الساعة مرة أخرى .
الأن تنهض الفتاة إلى ميعادها ، هيا يا ابنتى إلى مدرستك ، أتركينى يا أمى خمس دقائق فقط .
أتركيها واتركى نفسك لماذا لا يعطيك أحد خمس دقائق كتلك التى تطلبها ؟أكثير عليك خمس دقائق ؟
دائما يطلبون وتلبى بلا خمس دقائق ، اصمت فأنا لا أحتاج إلى أى دقائق فتلك حياتى اؤديها كما يحلو لى .
بل كما يحلو للأخرين !!!!!
لماذا تقفين هكذا أجلسى بجوارها ليرتاح هذا الجسد تلك الثوانى ،
أجلس أنت بعيدا عنى واتركنى لشأنى حتى أفرغ ، ومتى تفرغين لنفسك لذاتك ل أنت؟
تشيحين بوجهك عنى ؟
هيا يا ابنتى انهضى ، تقوم فى تكاسل تحرك جسدها النحيف يمينا ويسارا تقترب منى تعطينى قبلة امتنان على خدى .
أنظر تلك هى روحى وحياتى ونشوتى وتعبى اللذيذ،
هكذا انتهت مهمتك الأولى ، ولا يزال هو هناك نائم يستمتع براحته ،هل تنطلقين إليه ؟لما ذا تتكاسلين الآن ؟!
لا أتكاسل لم يحن ميعاده بعد، وهل تظلين هكذا مترقبة تخشين على جفونك أن تخدعك اذا أطبقتها فتستسلم للنوم ؟
ألم يكبر كفاية ليتحمل مسؤلية نفسه ويترك لك مساحة تستنشقين فيها هواء الصباح العليل ؟
هل صمتك هذا رضاء عن كلامى ؟الأن تفاضلين بين واجباتك ؟
انطلقت مسرعة تطرد افكارى من عقلها ، جلست بجواره ، اقتربت أكثر لعله يشعر بوجودها أصبحت أنفاسها تحرقنى أنا
ساحة النقاش