عداد

 

: نضال فزع

كانت اهم اهداف مؤتمر الغذاء العالمي تخفيض عدد الجوعى الى النصف بحلول العام 2015وذلك بالسعي لتأمين الغذاء لـ 22 مليون نسمة سنويا ،ًمنذ عام 1990 امكن تامين الغذاء لما يعادل 6 مليون نسمة فقط سنوياً .وفيما يخص الامن الغذائي نجد انه حدث تقدماَ في العالم النامي منذ العام 1970 حيث انخفضت نسبة الذين يعانون من الامن الغذائي من 37% الي17% ،ولكن هذا التقدم متبايناً فمثلما انخفض العدد في شرق وجنوب شرق آسيا فان عدد الجوعى في افريقيا وشبه الصحراء تضاعف خلال نفس الفترة كما تزايدت الشقة بين الدول الغنية والفقيرة منذ العام 1960 الذي كان فيه متوسط دخل الفرد في الدول الصناعية 9 اضعاف دخل الفرد في دول افريقيا شبه الصحراء اما اليوم فقد بلغ 18 ضعف .اذا اردنا الحديث عن القوى المؤثرة على الامن الغذائي بكل انواعها الاقتصادية والسياسية والتقنية والطبيعية نجد انها تشمل تسارع العولمة بما فيها من تحرير للتجارة العالمية، التطورات التكنولوجية المتسارعة، تدهور الموارد الطبيعية ونقص المياه العذبة، ظهور الكوارث الصحية وامراض الجوع في انحاء متفرقة من العالم، تسارع نمو المدن والمدنية على حساب الريف، تغير انماط الزراعة، استمرار النزاعات، التغير المناخي وهو ما سنلقي عليه الضوء بعرض للورقة التي كتبها الاستاذ اسماعيل الجزولي رئيس برنامج تغير المناخ بالمجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية .

مفهوم ظاهرة التغير المناخي :

التغير المناخي هو ظاهرة احتباس الغازات الدفيئة وهي ثاني اوكسيد الكربون والميثان واكسيد النيتروجين داخل الغلاف الجوي وعدم تسربها مما يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة سطح الارض وهو ما يعرف بالاحتباس الحراري او ظاهرة الغازات الدفيئة والتي هي في الاصل ظاهرة طبيعية وهذه الغازات بنسبها الطبيعية هي التي تحافظ على درجة حرارة الارض و متوسطها 15 درجة مئوية ولولا وجود هذه الغازات لكانت درجة حرارة الارض -18 درجة مئويةو علي العكس تماماً من الكواكب الاخرى مثل المريخ درجة حرارته -50 لعدم وجود هذه الغازات والزهرة 420 نسبة للوجود المكثف لها،

ومصادر هذه الغازات هي الطاقة الاحفورية، الصناعة ، الغابات ، استخدامات الاراضي ، الزراعة ، النفايات.

الآثار المتوقعة لتغير المناخ:-

تشمل هذه الآثار ارتفاع درجة حرارة الارض والغلاف الجوي، ارتفاع مستوى سطح البحر، الزيادة في معدل حدوث وشدة الظواهر الجوية الشاذة مثل الجفاف والفيضانات، كما ينعكس ذلك سلباً على الامن الغذائي، وفرة المياه العذبة، فقدان التنوع الحيوي، الصحة والمستوطنات البشرية. علماً بان اكثر المتأثرين بتغير المناخ هي الدول النامية خاصة الفقراء لاعتمادها الكلي علي الموارد الطبيعية ومحدودية مقدرتهم علي التكيف حسب المعهد العالمي للموارد 2005 – ثروة الفقراء

المخاطر المتوقعة وخاصة على الدول النامية

المتأثرون بالكوارث الطبيعية في الفترة بين 1971 وحتى 2000واذا اردنا ان نضرب امثلة على مؤشرات تغير المناخ فنجد ذوبان الجليد في قمة جبل كلمنجارو، اختفاء بحيرة تشاد، الجفاف والفيضانات في مناطق مختلفة، زحف الرمال على النيل، كارثة اعصار تسونامي عام 2004 ، العواصف الترابية التي اجتاحت الخرطوم عام 2006 .

الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ (UNFCCC) :-

تهدف هذه الاتفاقية الي: تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في مستوى يحد من تأثيراتها الضارة على المناخ العالمي وبما يمكن النظم الايكولوجية من اعادة توازنها ،السودان وقع عليها في 1992 وصادقها في نوفمبر 1993 ودخلت حيز التنفيذ في عام 1994 وعقد اول مؤتمر اطراف لها في عام 1995 وانعقد مؤتمر الاطراف رقم 16 في ديسمبر 2011 في كانكون فى المكسيك .

بروتوكول كيوتو :-

هو آلية تنفيذ الاتفاقية وتم اعتماده في 1997 في مؤتمر الاطراف الثالث في اليابان كآلية او لائحة للاتفاقية ووقع حتى الآن اكثر من 133 دولة ويهدف الي خفض معدلات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للدول الصناعية و مساعدة الدول النامية في مجالات التنمية المستدامة وقد دخل حيز التنفيذ في 16 فبراير 2005 وقد انتهت فثرة الالتزام الاولى فى 31-12 12.تبدا الفترة الثانية فى 1-يناير-2013

نتائج التقرير الرابع للهيئة الحكومية لتغير المناخ :-

اشار التقرير لزيادة غازات الاحتباس الحراري بنسبة 70% بين عامي 1970 و 2004 وثاني اوكسيد الكربون بنسبة 80% في نفس الفترة وسوف يستمر التزايد في هذه الغازات وبحلول عام 2030 ستبلغ نسبة الزيادة بين 25% و90% مقارنة بعام 2000 ما لم تتخذ الاجراءات المناسبة، واشار التقرير الرابع ايضاًالى ان درجة الحارة أرتفعت 0.74 درجة مئوية خلال المائة عام الماضية ويتوقع خلال العقدين القادمين أرتفاع درجة الحرارة بـ0.2 درجة في العقد كمايتوقع انه بحلول العام 2100 أرتفاع درجة الحرارة بين 1.1 درجة إلي 6.4 درجة مئويةو أرتفاع البحر بين 18 سم -59 سم .

انعكاسات تغير المناخ على افريقيا :-

أشارت الدراسة إلي أن أفريقيا واحدة من أكثر القارات المعرضة لتغير المناخ نظرا لقلة مقدرتها علي التكيف وبنهاية القرن الـ 21 سيؤثر إرتفاع البحر في المناطق الساحلية والمنخفضة والدول الجزرية وستشهد الشعب المرجانية والمانجروف تدهورا.كما سيشهد الحزام من السنغال حتى السودان دورات جفاف حادة ونقصان في مياه الانهار

الدول الفقيرة والفقراء اكثر تأثراُ والريف كذلك اكثر تأثراً لاعتماده علي الموارد الطبيعية كما ان الاطفال والنساء سيكونون اكثر عرضة لآثار تغير المناخ خاصة هناك عوامل غير مناخية تزيد من تأثرهم

انعكاسات تغير المناخ على السودان :-

هناك العديد من الاحداث والتغيرات التي طرأت علي المناخ والتي سجلت تغيراً واضحاً في الـ 30 عام الاخيرة خلال القرن العشرين

ويعتبر السودان احد المناطق الرئيسية المتأثرة بالتغيرات المناخية نسبة لنظامه البيئي الهش ، ضعف البيئة التحتية والاقتصادية ، الغالبية العظمى من اراضي السودان ذات حساسية للتغييرات في درجات الحرارة والترسيب كما ان الامن الغذائي يحدد بمعدل هطول الامطار واكثر من 70% من سكان السودان يعتمد بطريقة مباشرة علي المصادر ذات الحساسية للمناخ لكسب الرزق.

التكيف مع التغيرات المناخية :-

التكيف في مجال تغير المناخ يعني التغيرات التي تحدث في النظم الحيوية او الاجتماعية كاستجابة لاثار التغير المناخي بغرض تقليل الضرر او الاستفادة من ظروف مواتيه .

يجرى الان تنفيذ خطة العمل القومية لبرنامج التكيف مع التغير المناخي – 2007 لزيادة المرونة وإزالة الهشاشة

والمحصلة النهائية المتوقعة للمشروع في نهاية 2012 تقليل الفقر وسط المجموعات الأكثر هشاشة ، وتحقيق النمو الاقتصادي الذي يحقق عدالة الفرص ويتيح تحسن مستويات المعيشة ويسهم في تأمين فرص العمل والأمن الغذائي ويسهم في الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية

بدا تنفيذ الاولويات لمشاريع استراتيجية تغير المناخ فى الولايات الخمسة فى شكل مشاريع نموذجية فى مجال المياه(سدود –حفائر-تروس) والزراعة

حلول ممكنة :-

– الادارة المتكاملة لادارة الموارد الطبيعية وتنميتها

– الاستفادة القصوي من المياه واستخدام تقنيات لتقليل الفاقد كحصاد المياه

– تنويع التركيبه المحصولية واستنباط انواع تقاوم آثار تغير المناخ

– التوعية – التدريب – التعليم

– اشراك المنظمات القاعدية في التخطيط والتنفيذ

– تحسين وتطوير الزراعة وإداراتها

– تحسين وتطوير المراعي وإداراتها

– تحسين وتطوير قطاع الثروة الحيوانية وإداراتها

– احياء وتجديد وترميم الاراضي المتدهورة

تخفيف حدة التغيرات المناخية :-

هنالك عدة حلول ممكنة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية مثل التحول نحو الطاقة المتجددة في المستقبل (طاقة الرياح، الطاقة المائية، الطاقة الشمسية)، التكنولوجيات البديلة المنخفضة الكربون ، ترشيد استخدام الطاقة ”

نظم الإضاءة الموفرة للطاقة“، المشاركة فى إصدار أكواد المبانى ومواصفات الأجهزة المنزلية الموفرة للطاقة، التشجير، تحسين العمليات الانتاجية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 239 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2013 بواسطة geneinaarc
geneinaarc
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,017