في مساعدة المحتاجين والمرضي

إبراهيم الطيبشُيعت ظهر أمس جنازة المفكر الكبير الدكتور «مصطفي محمود» من مسجد جمعية مصطفي محمود الخيرية بالمهندسين وسط غياب حكومي تام عن الجنازة وحضور مكثف للفقراء وذوي الاحتياجات والأسر التي خصص لها رواتب شهرية لمساعدتهم، وتدفق الجميع لحمل جثمان الفقيد في مشهد يعبر عن حجم محبته لدي الفقراء وسط ترديد جماعي لعبارة «لا إله إلا الله».

وقد توفي المفكر الكبير صباح أمس ــ السبت ــ بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 88 عاماً وشُيعت جنازته من مسجد أطلق عليه اسمه بحي المهندسين وحضر الجنازة مرشد الإخوان «مهدي عاكف» والكاتب الصحفي «مكرم محمد أحمد» ــ نقيب الصحفيين ــ والمخرج المسرحي «جلال الشرقاوي» والدكتور «عصام العريان» ــ القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ــ
كما حضر الجنازة أيضاً ابنه الدكتور «أدهم مصطفي محمود» وحمل جثمان الفقيد لدفنه بمقابر العائلة بمدينة 6 أكتوبر وسوف يقام العزاء مساء اليوم بمسجد جمعية مصطفي محمود بالمهندسين.

الدكتور «مصطفي محمود» مواليد مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية عام 1921م، وهو مفكر وطبيب درس الطب وتخرج عام 1953، لكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960، كما يحمل «مصطفي محمود» أيضاً عضوية نقابة الصحفيين، فله العديد من المقالات التي أثارت جدلاً واسعاً، كما أنه ألف نحو 89 كتاباًمنها كتب علمية ودينية وسياسية أيضاً، ومن أبرز مؤلفاته «معجزة القرآن»، بالإضافة لبرنامجه التليفزيوني الشهير «العلم والإيمان» الذي قدم منه 400حلقة.

من جانبه، فسر نقيب الصحفيين «مكرم محمد أحمد» الغياب الحكومي عن الجنازة بأن «مصطفي محمود» كان بطلاً للفقراء وليس للحكومة عاش حياته كلها لخدمة الفقراء، حيث أنشأ لهم المستشفيات وساعد الأيتام ولذا كان حضورهم مكثفاً في جنازته.

وأضاف «نقيب الصحفيين» أن آخر لقاء جمعه بالدكتور «مصطفي محمود» كان منذ ثلاثة أشهر، وفي كل مرة يلقاه فيها يثبت حقاً انحيازه للفقراء وأنه نموذج لرجل يجمع بين الفكر والعمل ووجهة حقيقية للإسلام، وأكد «مكرم» أن النقابة علي استعداد لتقديم أي شيء تطلبه أسرة الدكتور «مصطفي محمود» وأنها سوف تقوم بإعداد حفل تأبين له بمقر نقابة الصحفيين.

وقال الدكتور «عصام العريان» أنه عرف الدكتور «مصطفي محمود» شخصياً عندما التقي معه لطلب إقامة صلاة العيد بمسجد مصطفي محمود بالمهندسين بعد أن منع الأمن إقامتها في مساجد أخري، حيث لم يتردد الرجل للحظة واحدة في قبول هذا الطلب، فكان نعم الأخ والمعلم ويكفيه حب الناس الذي بدا واضحاً من حضورهم المكثف لجنازته.

وقد تجمع عدد من الأسر الفقيرة وذوي الاحتياجات أمام المسجد عقب توديع جثمانه في حالة حزن ودموع علي رحيله، خوفاً علي مستقبلهم بعد رحيله، خاصة أنه كان يخصص لهم رواتب شهرية لمساعدتهم، وقالت إحدي السيدات التي حضرت الجنازة وهي تبكي إن يوم رحيل الدكتور «مصطفي محمود» هو يوم أسود علي الفقراء ولا تعرف ماذا تفعل بعد رحيله، في حين أكد أحد المسئولين بالجمعية لــ «الدستور» أن الجمعية سوف تستمر في تقديم أعمالها الخيرية للفقراء بعد رحيل مؤسسها وذلك استكمالاً لرسالته وتأكيد أنها جمعية للفقراء.



المصدر: جريدة الدستور
gembany

جمال البيبانى

  • Currently 145/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
47 تصويتات / 547 مشاهدة
نشرت فى 5 نوفمبر 2009 بواسطة gembany

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

301,832